وقّعت الجزائر اتفاقية جديدة لزيادة أسعار الغاز المصدَّر إلى إسبانيا عبر خط أنابيب ميدغاز، بعد عدة أشهر من المباحثات بين الطرفين.
ووقّع على الاتفاقية، اليوم الخميس 6 أكتوبر/كانون الأول (2022)، المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار، مع الرئيس التنفيذي لشركة ناتورغي الإسبانية فرانسيسكو ماسانات ناتورغي، بحضور وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب.
يأتي التوقيع على اتفاقية أسعار الغاز الجديدة بعد نحو 10 أشهر من المفاوضات بين الطرفين، إذ تسعى الجزائر إلى الاستفادة من إعادة تسعير صادراتها بعد ارتفاع أسعار الغاز وتسجيلها مستويات قياسية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
أسعار الغاز
قال المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار، إن مراجعة أسعار الغاز في عقد توريد الغاز بين سوناطراك والمؤسسة الإسبانية وناتورغي تندرج ضمن حماية العلاقات التاريخية بين الطرفين.
وأضاف أن المفاوضات استمرت لـ10 أشهر في مناخ تغيّر كثيرًا في مجال أسعار الغاز، في ظل المضاربة التي أحاطت بهذا الأمر مع الضبابية وانعدام الرؤية، مشددًا على أن الاتفاق مهم لمواصلة الشراكة بين الطرفين.
وأضاف: "آخر اتفاق مع إسبانيا من المقرر أن ينتهي في 2031، وأرجو أن يستمر العمل بعد هذا التاريخ، لحمايه العلاقة على المدى الطويل".
مراجعة العقود
شدد مدير سوناطراك على أن مراجعة أسعار الغاز مع ناتورغي تمتد إلى 3 سنوات، حسب ما تتضمنه الاتفاقية الموقعة بين الطرفين.
ودخلت سوناطراك منذ عدة أشهر في مفاوضات لرفع أسعار الغاز الجزائري مع عدد من الشركات الأوروبية، في مقدمتها ناتورغي، وسيبسا، وإنديسا من إسبانيا، وناتورغي البرتغالية، وإنجي الفرنسية، وهي تلك الشركات التي تتلقى إمدادات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب ميدغاز.
ودرست الشركة الجزائرية عدة خيارات لرفع أسعار الغاز إلى عملائها في أوروبا، من بينها ربط جزئي بأسعار الغاز الفورية في العقود التي ارتبطت تاريخيًا بسعر خام برنت.
وعادة، تستند الأسعار على المدى الطويل إلى متوسطات طويلة الأجل بدلًا من الأسعار الفورية.
وأشار حكار إلى أن العديد من جولات المفاوضات ستُجرى خلال الأسابيع المقبلة مع الشركاء الآخرين، إذ يُنتظر الاتفاق مع 5 شركاء آخرين.
من جهته، اعتبر المدير العام لشركة ناتورغي فرانسيسكو ماسانات ناتورغي، أن العلاقات مع سوناطراك تمتد لأكثر من 30 سنة، موضحًا أن التوصل لاتفاق بشأن أسعار الغاز جاء بعد مفاوضات كبيرة.
صادرات الغاز إلى إسبانيا
شهدت صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا خلال الأشهر الأخيرة تراجعًا على خلفية التقارب بين مدريد والرباط، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وصدّرت الجزائر -التي كانت تُعد المورد الرئيس للغاز- أقل من ربع الواردات التي استقبلتها إسبانيا خلال شهر أغسطس/آب الماضي، وجاءت الولايات المتحدة بصفتها المصدر الرئيس.
وانخفضت صادرات الغاز الجزائري من 12.432 ألف غيغاواط/ساعة قبل عام إلى 9.127 ألف غيغاواط/ساعة في أغسطس/آب الماضي.
وكانت الصادرات في يوليو/تموز قد سجلت نحو 8.5 غيغاواط/ساعة (27.4 مليون قدم مكعّبة)، بسبب موقف البلاد الداعم للمغرب، انخفاضًا من 13.5 غيغاواط/ساعة (43.22 مليون قدم مكعّبة) في يوليو/تموز 2021.
وبلغ متوسط صادرات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب ميدغاز -وهو خط الأنابيب الوحيد حاليًا الذي يوصل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا- خلال العام الماضي نحو 22 مليون متر مكعب يوميًا.
وعادةً ما تستخدم روسيا -خاصة شركة الغاز الحكومية "غازبروم"، وعدد من الدول الأوروبية- وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة غاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة غاز).
موضوعات متعلقة..
- سوناطراك الجزائرية توقع صفقة غاز جديدة.. وزيادة الأسعار إلى إسبانيا (تحديث)
- صادرات الغاز الروسي لإسبانيا ترتفع 100% مع تراجع الواردات الجزائرية
اقرأ أيضًا..
- الأرقام تؤكد خطأ تصريح البيت الأبيض حول نفط أوبك (رسم بياني)
- ارتفاع أسعار الكهرباء يهدد تصنيع الطاقة الشمسية والبطاريات في أوروبا (تقرير)
