بتروفاك البريطانية تدعم مشروعًا لإنتاج الأمونيا الخضراء في تشيلي
مي مجدي
تواصل شركة بتروفاك البريطانية ترسيخ مكانتها في سوق الطاقة النظيفة، بإعلان تطوير أول مشروع لها في تشيلي لإنتاج الأمونيا الخضراء.
ففي ظل التطورات الحاصلة، تتجه البلاد إلى تعزيز قدراتها في إنتاج الأمونيا الخضراء، إلى جانب الهيدروجين الأخضر، وسط خطط حكومية طموحة تستهدف التربع على عرش الدول المنتجة والمصدّرة لهذه المواد عالميًا، بالتعاون مع الخبرات العالمية المتخصصة في هذا المجال.
وفي هذا السياق، أعلنت الشركة البريطانية فوزها بأعمال دراسة جدوى مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء في تشيلي، بالتعاون مع شركة ترانسياشيونال إنرجي غروب (تي إي جي).
وستعمل بتروفاك بصفتها المهندس المالك بمشروع "خنتي غراند غرين أمونيا" الضخم لإنتاج الطاقة المتجددة في البلاد، وفقًا لبيان منشور في الموقع الإلكتروني للشركة، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
والمهندس المالك مصطلح يشير إلى ممثل الشركة المفوضة لمشروع هندسي أو إنشائي، ويعمل على التأكد من سير العمل على المسار الصحيح ووفقًا للمعايير القانونية.
خدمات استشارية وتقييم عروض
يقع مشروع "خنتي غراند غرين أمونيا" بالقرب من سواحل جزر تييرا ديل فويغو، بمنطقة مضيق ماجلان، وهو مشروع رائد لإنتاج الكهرباء المتجددة من الرياح بسعة مقررة تصل إلى 3 غيغاواط، وأكثر من 1.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وتقع جزر تييرا ديل فويغو جنوب القارة اللاتينية، وتبلغ مساحتها 69 ألف و600 كليو متر مربع، وهي جزر منقسمة بين الأرجنتين وتشيلي، ويفصل بينهما مضيق ماجلان.
وستقوم بتروفاك بدور رئيس في مشروع الأمونيا الخضراء المقترح البالغة قيمته 8 مليارات دولار، ومن المقرر بدء العمل في عام 2026.
وتتضمن أعمال بتروفاك الرائدة في الخدمات الاستشارية بمجالات الطاقة المتجددة، مراجعة دراسات الجدوى وتقييم الأعمال البيئية التي أُجريت بالمشروع حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تقدّم الشركة، في المراحل الأولى، الاستشارات الفنية الخاصة بتحديد أفضل الطرق والوسائل التكنولوجية المناسبة للمشروع، إضافة إلى تطوير التصميمات الخاصة بالمراحل المستقبلية في المشروع.
كذلك من المقرر أن تشرف بتروفاك على أعمال البناء والتشييد، مع تقييم العروض الهندسية الاستشارية المتوقّع تقديمها من الشركات إلى الجهات المختصة في تشيلي، بحلول نهاية 2023.
إنتاج الهيدروجين والأمونيا
تتمتع بتروفاك بخبرات دولية متراكمة في مجال دراسات إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة، وتتولى -حاليًا- تقييم جدوى مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء في مصر، بطاقة مستهدفة للتصدير تصل إلى 125 ألف طن سنويًا.
وأعرب رئيس قطاع أعمال الطاقة المتجددة بشركة بتروفاك أليكس هاينز عن سعادته بالتعاون في إدارة هذا المشروع ودعم شركة تي إي جي، مشيرًا إلى أن تشيلي تمتلك موارد طبيعية كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
كما عبّر المدير العام لشركة ترانسياشيونال إنرجي غروب (تي إي جي) المملوكة للقطاع الخاص، عن ثقته في اختيار شركة بتروفاك البريطانية للمشاركة في إنتاج الأمونيا الخضراء بمشروع "خنتي غراند غرين أمونيا"، إذ يخطط ليصبح أضخم مشروع من نوعه في العالم.
كيف تنتج الأمونيا الخضراء؟
تنتج الأمونيا الخضراء عن طريق تفاعل الهيدروجين والنتروجين معًا عند درجات حرارة مرتفعة وضغط عالٍ، وينتج عن عملية تصنيع الأمونيا الخضراء الماء والنيتروجين منتجات ثانوية فقط.
وتُعرف العملية سالفة الذكر بعملية هابر-بوش، وهي الطريقة الرئيسة في إنتاج الأمونيا الخضراء، إذ تعتمد على الهيدروجين الأخضر أو المُصنّع، عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وتعتمد خطط التحول المناخي العالمية على تعزيز إنتاج الأمونيا الخضراء في العالم، ضمن خيارات أخرى نظيفة، أملًا في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتكمن أهمية الأمونيا الخضراء في قدرتها على تخزين الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة ونقلها بسهولة من مكان لآخر، كما يمكن استخدامها بصور متعددة في صناعات مختلفة، إلّا أن عمليات إنتاجها مازالت مكلفة للغاية في الوقت الراهن.
وترجّح تقديرات خبراء الطاقة المتجددة أن تكون صناعة الشحن البحرية من أوائل المتحولين إلى الأمونيا الخضراء، لتحلّ محلّ استخدام زيت الوقود في المحركات البحرية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج الأمونيا يحتاج 150 مليار دولار
تقول وكالة الطاقة الدولية، إن الأمونيا يجب أن تمثّل 45% من الطلب على الطاقة في قطاع الشحن البحري ضمن إطار تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
كما يمكن للأمونيا الخضراء أن تجنّب انبعاث أكثر من 40 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في أوروبا وحدها، وأكثر من 360 مليون طن في جميع أنحاء العالم، بحسب شركة سيمنس الألمانية.
وتُقدّر وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس أن صناعة الأمونيا الخضراء ستحتاج إلى 150 مليار دولار من الدعم بحلول عام 2030.
ووفقًا لمعظم التقديرات، ستبلغ تكلفة إنتاج الأمونيا الخضراء من مرتين إلى 4 مرات تكلفة نظيرتها التقليدية، وما تزال بعض التقنيات اللازمة لاعتمادها، مثل محركات احتراق الأمونيا، قيد التجربة.
ومن المتوقع تزايد مصانع الأمونيا في جميع أنحاء العالم، بدءًا من عام 2025، لإنتاج الأمونيا الخضراء بسعر يتراوح بين 650 و850 دولارًا/طن متري.
كما يُتوقع انخفاض تكلفة إنتاجها لتتراوح بين 400 و600 دولار/طن متري بحلول عام 2030، ثم تنخفض مرة أخرى لتتراوح بين 275 و450 دولارًا/طن متري عام 2040.
تشيلي تطمح لتصدير الهيدروجين
تحظى مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء باهتمام كبير من قبل الحكومات والشركات بوصفهما وقودًا مستدامًا ورهانًا أفضل على مستقبل خالٍ من الكربون، ولا سيما في عدد من الدول اللاتينية، أبرزها تشيلي، وأورغواي، والبرازيل، وكوستاريكا.
وتراهن تشيلي على الهيدروجين الأخضر، في إطار سعيها للتخلّص من اعتمادها على الفحم، وتعهّدها بأن تصبح دولة محايدة للكربون بحلول عام 2050.
وأعلن الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 خطة وطنية طموحة تستهدف جعل بلاده واحدة من أكبر 3 مصدّرين في العالم للهيدروجين الأخضر، الذي يُستخدم بصفة أساسية في النقل وصناعة الصلب.
وتتمتع تشيلي- الدولة اللاتينية ذات 19 مليون نسمة- بظروف مناخية استثنائية ومتنوعة تمكّنها من أن تصبح أحد أكبر منتجي الطاقة المتجددة في القارة بأسعار تنافسية.
وتتّسم الصحراء الشمالية في البلاد بمعدلات سطوع عالية للشمس، كما تتمتع صحراء أتاكاما بشدة الرياح على طول 4 آلاف كيلومتر، وكذلك تتّسم هضاب باتاغونيا التشيلية.
قدرة إنتاجية 160 مليون طن
تسمح هذه الموارد المتجددة الوفيرة لتشيلي بإنتاج أرخص أنواع الهيدروجين النظيف في العالم، وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن تشيلي قادرة على إنتاج 160 مليون طنّ من الهيدروجين الأخضر سنويًا، ما يضاعف الطلب الحالي على الهيدروجين عالميًا.
وأعلنت الحكومة الشيلية في أغسطس/آب (2021) إنشاء صندوق بقيمة 50 مليون دولار لدعم مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد.
كما أعلنت في يناير/كانون الثاني (2022) اختيار 6 مشروعات مقترحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد بطاقة 45 ألف طن سنويًا، على أن يبدأ تشغيلها بحلول عام 2025، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة
اقرأ أيضًا..
- تمويل تغير المناخ يُحرج رئيس البنك الدولي.. أين ذهبت 7 مليارات دولار؟
- متى تتساوى تكلفة السيارات الكهربائية مع التقليدية؟
- هل تُحظر صادرات الغاز المسال الأميركية لمواجهة ارتفاع الأسعار؟ إدارة بايدن تجيب
