المصنّعون في باكستان يحذرون من أزمة غاز.. ويطالبون بتأمين الإمدادات من قطر
حياة حسين
حذّر المصنّعون في باكستان من أزمة غاز في الشتاء المقبل، حال عدم استعداد الحكومة بإمدادات كافية لموسم يُتوقع له أن يكون قارس البرودة بسبب تغير المناخ.
وكتب رئيس غرفة تجارة وصناعة كراتشي "كيه سي سي آي"، محمد إدريس، خطابًا إلى رئيس الوزراء، شهباز شريف، قال فيه إن الشتاء القارس المتوقع يتطلب إجراءات لتجنب شح إمدادات الغاز، حسبما ذكرت صحيفة "ذا إكسبريس تريبيون".
وتعاني باكستان أزمة غاز ووقود بصورة عامة، وكانت سببًا أساسيًا في إطاحة البرلمان برئيس الوزراء السابق، عمران خان، ومن المقرر أن ترفع إسلام آباد سعر الغاز في موازنة العام الجديد (2022-2023) بنسبة 300%، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
اتهام الحكومة
اتهم رئيس غرفة تجارة وصناعة كراتشي، وهي أكبر مدن باكستان، حكومة البلاد بعدم وضع معايير حتى الآن تسمح باتخاذ إجراءات ملائمة لتجنب أزمة غاز متوقعة في الشتاء المقبل.
وفي خطاب موجّه لرئيس الوزراء، كتب رئيس الغرفة قائلًا: "إن المصنعين سيضطرون إلى إغلاق مصانعهم بالكامل والانتقال إلى أماكن أخرى، أو خفض الإنتاج وفق الإمدادات، إذا لم تستعد الحكومة لتجنب أزمة غاز متوقعة؛ ما ينعكس سلبًا على الاقتصاد الكلي للبلاد، وأيضًا الصادرات، إضافة إلى أنه يؤدي إلى هروب رؤوس الأموال من البلاد".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة عريف حبيب للسلع، أحسان محانتي: "لم تعلن الحكومة خطط تجنب أزمة غاز.. لقد ارتفعت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية، ومن المتوقع أن يزيد الأمر سوءًا بالنسبة للصناعة بسبب تغير المناخ".
وقال رئيس قطاع البحوث في شركة تاروس للسمسرة، مصطفى مستنصر: "إنه رغم انخفاض سعر النفط نسبيًا؛ فإن سعر الغاز لا يزال مرتفعًا، ومن المتوقع أن يظل عند هذه المستويات في الشتاء؛ ما يضعف قدرة باكستان على استيراد كميات مناسبة تمكّنها من البعد عن أزمة الغاز المتوقعة".
وشهدت أسعار الغاز الطبيعي والمسال ارتفاعات قياسية، عقب غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وفرض عقوبات غربية على الأولى، وعرقلة موسكو، وهي من كبار منتجي النفط والغاز للصادرات إلى الغرب.
الغاز المسال القطري
طالب رئيس البحوث في شركة "عارف حبيب ليمتد"، طاهر عباس، حكومة باكستان بتأمين تعاقدات طويلة الأجل لشراء شحنات الغاز المسال من دولة قطر.
وكانت حكومة إسلام آباد قد أعلنت، الشهر الماضي، خطة لبناء محطة غاز مسال ثالثة، تضم أول منشأة لتخزين الغاز المسال، وسيستغرق استكمالها 4 سنوات.
وتمتلك باكستان -حاليًا- محطتين عائمتين لاستيراد الغاز المسال، وكلتاهما بالقرب من كراتشي، كما أعلنت قطر وشركة ميتسوبيشي أنهما تخططان للاستثمار بمحطات في باكستان.
وقد واجهت باكستان أسوأ موجة فيضانات مؤخرًا، قتلت آلاف الأشخاص ودمرت نسبة كبيرة من البنية التحتية والمنازل في البلاد.
وقال أعضاء غرفة تجارة وصناعة كراتشي في باكستان، في خطاب موجّه لرئيس الوزراء: "إنه ليس من العدل تحميل مصنّعي كراتشي عبء شح إمدادات الغاز الأكبر في البلاد، رغم معاناتهم من أزمات أخرى عديدة منها التحديات البيئية، ورغم أنهم يُسهمون بنسبة 68% من إيرادات الموازنة العامة للدولة".
موضوعات متعلقة..
- هل يتجه الغاز الروسي إلى باكستان هربًا من العقوبات الغربية؟ (مقال)
-
أسعار المشتقات النفطية في باكستان تثير القلق.. وإشادة بالدعم السعودي (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر منصات النفط العائمة في العالم.. نيجيريا تتصدر وأميركا الجنوبية تلاحقها (تقرير)
-
نشطاء المناخ يحتلون 4 جسور في لندن رفضًا لاستمرار أنشطة النفط
-
الطاقة المتجددة في أوكرانيا.. خطط إعادة بناء "خضراء" لما بعد الحرب (تقرير)