غازبروم الروسية تهدد مولدوفا بقطع إمدادات الغاز.. ومسؤول يرد
مي مجدي
تتصاعد حدة التوتر بين شركة غازبروم الروسية ودولة مولدوفا، الواقعة شرق أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، بعدما عجزت الأخيرة عن الوفاء بالتزامات السداد مقابل واردات الغاز.
وقالت الشركة الروسية، اليوم الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إنها قد توقف إمدادات الغاز عن مولدوفا إذا فشلت في تنفيذ التزاماتها بالسداد بحلول يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حسب وكالة رويترز.
بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ غازبروم الروسية بجميع الحقوق، ويتضمّن ذلك إلغاء عقد توريد الغاز مع مولدوفا في أي لحظة، بسبب ديونها التاريخية وسط نزاع طويل الأمد بين الطرفين.
وسبق أن هددت الشركة الروسية بإجراءات مماثلة وسط التوترات السياسية بين موسكو والحكومة في كيشيناو الموالية للغرب، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
انتهاك العقود
أشارت شركة غازبروم إلى أن مولدوفا انتهكت شروط العقد مرارًا، خاصة فيما يتعلق باستحقاق مدفوعات الغاز في عام 2022، وتواصلت مع الشركة عدة مرات لتخفيف الالتزامات التعاقدية بخصوص حجم الواردات.
وأبدت الشركة الروسية تفهمًا لطلبات مولدوفا، مؤكدة تركيزها على التعاون طويل الأجل والمفيد للطرفين، ولبت هذه الطلبات بانتظام.
وتعتمد مولدوفا -إحدى أفقر دول أوروبا- على الغاز الروسي، الذي ارتفع سعره خلال العام الجاري (2022)؛ لأن العقود مع غازبروم تتغيّر من شهر إلى آخر بناءً على سعر السوق الفورية للغاز والنفط.
وفي مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، قالت شركة غازبروم إنها ستورّد 5.7 مليون متر مكعب فقط من الغاز لشركة مولدوفاغاز، بسبب حظر أوكرانيا نقل الغاز عبر نقطة دخول سوخرانيفكا.
وكانت مولدوفا تتوقع أن تتسلّم 8.1 مليون متر مكعب يوميًا عبر أوكرانيا، وفقًا لشروط عقدها مع غازبروم.
الابتزاز الناعم
قال نائب رئيس الوزراء في مولدوفا، المسؤول عن قطاع الطاقة أندريه سبينو، إن جمهورية مولدوفا تدفع مقابل الغاز، وإن شركة غازبروم ملزمة بتزويدها بالإمدادات.
وأضاف أن نقل الكميات المطلوبة وحجزها حسب العقد من مسؤولية شركة غازبروم، مؤكدًا أن بلاده تدفع -دائمًا- مقابل الغاز، والتأخير الطفيف في المدفوعات ناتج عن الزيادة الكبيرة في أسعار الغاز الطبيعي.
بينما يرى عضو البرلمان من الحزب الحاكم في مولدوفا أوزو نانتوي أن هذه الخطوة تُعَد جزءًا من محاولات الابتزاز الناعم لمولدوفا بسبب مسارها الأوروبي.
وعقّب مدير شركة الغاز في مولدوفا فاديم سيبان على صفحته في تليغرام، أن شركته ستبذل قصارى جهدها للوفاء بالتزاماتها التعاقدية تجاه غازبروم خلال الشهر الجاري (أكتوبر/تشرين الأول) كما فعلت في السابق.
تقليص الإمدادات
قال نائب رئيس الوزراء أندريه سبينو، إن قطع إمدادات الغاز الروسي يرجع إلى مشكلات فنية في مطلع الشهر الجاري، موضحًا أن ما حدث مشابه لما حدث في أكتوبر/تشرين الأول (2021) عندما قلّصت روسيا الإمدادت.
واضطرت البلاد -آنذاك- إلى عقد عدد من المناقصات اليومية لتوريد الغاز من تجار أوروبيين لتلبية الطلب بعدما أعلنت حالة الطوارئ.
وأوضح أن شركة مولدوفاغاز المملوكة للدولة تمتلك -حاليًا- عقدًا ملزمًا مع غازبروم، ويجب على الشركة الروسية الوفاء به، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أن بلاده تسعى لتوفير الغاز عن طريق استخدام زيت الوقود في محطات توليد الكهرباء، مضيفًا أن بلاده لديها قرابة 53.5 مليون متر مكعب من الغاز في مرافق تخزين تحت الأرض في أوكرانيا ورومانيا يمكن استخدامها.
الوفاء بالالتزامات
تُعَد مولدوفا مشتريًا مهمًا للغاز الروسي، إذ تزيد واردتها على 3 مليارات متر مكعب سنويًا.
وقالت شركة مولدوفاغاز إن حجم الصادرات البالغ 5.7 مليون متر مكعب يوميًا سيكون كافيًا لتزويد المستهلكين بالغاز حتى بداية موسم التدفئة.
وكافحت مولدوفا على مدار العام للوفاء بالتزامات الدفع لشركة غازبروم، بعد أن ارتفعت الأسعار بموجب عقدها طويل الأجل بحدة.
وكانت الأسعار في ديسمبر/كانون الأول (2021) عند 450 دولارًا/1000 متر مكعب، لكنها ارتفعت خلال عام 2022 إلى أكثر من 1500 دولار/1000 متر مكعب.
وفي أكتوبر/تشرين الأول (2021)، مددت غازبروم ومولدوفاغاز اتفاقية توريد الغاز طويل الأجل لمدة 5 سنوات أخرى حتى سبتمبر/أيلول 2026.
وفي ظل الوضع المتأزم، تواجه البلاد أزمة من نوع آخر، إذ أشعل ارتفاع معدلات التضخم في مولدوفا، لا سيما في قطاع الطاقة، احتجاجات في الشوارع خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022) المطالبة باستقالة رئيسة البلاد الموالية للغرب مايا ساندو.
اقرأ أيضًا..
- هل تُحظر صادرات الغاز المسال الأميركية لمواجهة ارتفاع الأسعار؟ إدارة بايدن تجيب
- 4 دول تقود مشروعات خطوط أنابيب نقل النفط عالميًا (تقرير)
- مسؤول أميركي: سقف سعر النفط الروسي لم يتحدد لكنه سيكون حافزًا للإنتاج