السيارات الكهربائية في زيمبابوي توفر عناء الانتظار في طوابير البنزين والديزل
نوار صبح
تعتمد زيمبابوي -الواقعة في جنوب قارة أفريقيا- على الواردات لتلبية جميع احتياجاتها من البنزين والديزل، في حين أن تسريع اعتماد السيارات الكهربائية في البلاد يوفّر على سائقي السيارات التقليدية عناء الانتظار في طوابير أمام محطات الوقود المكتظة.
وأشار مؤسس منصة "إلكتريك درايف أفريكا" (إي دي إيه) -التي تروّج لاعتماد السيارات العاملة بالكهرباء في جميع أنحاء القارة- الدكتور ريميريدزاي جوزيف كوهودزاي، إلى أنه منذ نحو عام 2000 تظهر طوابير انتظار دورية للبنزين بين الحين والآخر، في زيمبابوي.
وقال إن بعض العائلات في زيمبابوي يمكن أن تقضي طوال النهار والليل، وفي بعض الأحيان، عدة أيام، في طوابير الانتظار للحصول على البنزين والديزل، وهو ما يمكن تجنُّبه باللجوء إلى السيارات الكهربائية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك في مقال بهذا الشأن نشره الدكتور ريميريدزاي جوزيف كوهودزاي على موقع "كلين تكنيكا" (Clean Technica) المعني بأخبار التقنيات النظيفة والطاقة المستدامة، في 20 سبتمبر/أيلول الجاري.
تجنُّب الانتظار في طوابير البنزين
أوضح كاتب المقال أنه في مأمن من الانتظار مدد طويلة للحصول على البنزين، لأنه يستخدم السيارة الكهربائية.
وذكر أن من أصعب المواقف التي يواجهها سائقو السيارات التقليدية تتمثّل في قضاء اليوم في الوقوف في طوابير عند محطة بنزين، ثم عندما يحين موعد الوصول إلى المضخة، ينفد الوقود من محطة المحروقات.
وألمح إلى أنه في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 كان هناك نقص حاد في الوقود بمدينة هراري عاصمة زيمبابوي، وأنه لم يُسمَح لمحطات البنزين تقديم صفائح نقل المحروقات أو غيرها من الأواني والأوعية للمواطنين.
وبيّن أنه توجد الآن مجموعات تواصل على تطبيق "واتساب" وصفحات موقع "فيسبوك" تساعد الأعضاء في العثور على الوقود.
وأضاف أن مشكلات الوقود قد تراجعت الآن، ولا تظهر قوائم الانتظار بصورة متكررة كما كان من قبل، مشيرًا إلى أن المشكلات الهيكلية لا تزال موجودة.
حجم الإنفاق على الوقود التقليدي
تنفق زيمبابوي على الواردات أكثر مما تكسبه من الصادرات. وتنفق زيمبابوي سنويًا أكثر من مليار دولار أميركي من عملتها الأجنبية الشحيحة بصفة أساسية على وقود السيارات التقليدية التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وظلت واردات زيمبابوي الرئيسة من الوقود ومنتجات الزيوت المعدنية، التي بلغت 19.2%، وفقًا لآخر الإحصاءات الصادرة عن وكالة الإحصاء الوطنية في زيمبابوي (زيمستات) لشهر يوليو/تموز.
وبيّنت تلك الإحصاءات أن واردات الوقود بقيت على حالها كما في شهر يونيو/حزيران، إذ أسهمت بنسبة 20% من إجمالي الواردات.
في المقابل، كانت السيارات من أهم الواردات في يوليو/تموز بنسبة 10.3%.
وعلى ضوء ذلك، تذهب 30% من فاتورة الاستيراد الشهرية إلى السيارات والبنزين والديزل لتزويدها بالوقود. ويُعدّ ثلث فاتورة الاستيراد مخصصًا لاستيراد السيارات، واستيراد الوقود، وحرقه بشكل غير فعّال.
تُجدر الإشارة إلى أن محرك الاحتراق الداخلي يحرق الوقود الأحفوري ثم يطلق بعض الغازات الضارة. وعند ذلك، تبلغ فاعليته نحو 13% فقط، حسبما نشر موقع "كلين تكنيكا".
أهمية التحول للتنقل الكهربائي
يمكن أن يساعد تسريع التحول إلى التنقل الكهربائي في تقليل فاتورة الواردات في زيمبابوي.
وتبلغ نسبة 19% من فاتورة الاستيراد لشهر يوليو/تموز، البالغة 700 مليون دولار أميركي، وحدها، 133 مليون دولار.
وقال مؤسس منصة "إلكتريك درايف أفريكا" (إي دي إيه)، الدكتور ريميريدزاي جوزيف كوهودزاي، إن من مصلحة زيمبابوي أن تحفز بسرعة على استيراد السيارات الكهربائية (في البداية) ثم تنتقل بسرعة إلى التجميع والتصنيع المحلي.
وبيّن أن هذا من شأنه توفير بعض العملات الأجنبية النادرة من خلال استبدال جزء كبير من واردات البنزين والديزل بالكهرباء المولدة محليًا، وحتى الطاقة الشمسية الموزعة لشحن السيارات الكهربائية.
اقرأ أيضًا..
- من هو وائل صوان؟.. أول عربي يرأس شركة نفط غربية عملاقة
- النفط الإيراني يتدفق قريبًا إلى الصين بأسعار مغرية.. هل ينافس روسيا؟
- أبرزها صفقة الغاز المغربية.. 10 رسائل من ليلى بنعلي لـ"الطاقة" (إنفوغرافيك)
- أول قطار يعمل بالهيدروجين في العالم يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا (فيديو)