الجزائر تدخل على خط أزمة الطاقة في لبنان

أبدت الجزائر استعداداتها للوقوف إلى جانب لبنان لتجاوز أزمة الطاقة التي يعاني منها، والتي وصلت إلى دخول البلاد في ظلام شامل أكثر من مرة بعد توقف محطات الكهرباء.

وفي هذا الإطار، أكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، أنه أجرى اتصالًا هاتقيًا مع وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، أعرب عن رغبة بلاده مساندة لبنان في موضوع الوقود.

وقال فياض: "دعاني الوزير عرقاب إلى زيارة الجزائر لمناقشة الملف، وهذا ما سأفعله في الأسبوع الثاني أو الثالث من الشهر المقبل".

النفط مقابل الخدمات

من جهة أخرى، يزور وزير الطاقة اللبناني، العراق خلال الأيام المقبلة، لبحث إجراءات تجديد اتفاقية "النفط مقابل الخدمات"، الموقّعة بين البلدين قبل أكثر من عام.

وقال فياض عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول (2022): "سأزور العراق قريبًا للبحث في تجديد الاتفاقية بيننا؛ للحصول على مليون طن إضافي من الفيول العراقي (زيت الوقود عالي الكبريت)".

كان العراق قد وافق مؤخرًا على تمديد اتفاقية الوقود مع لبنان، لمدة عام جديد، والمعروفة باسم "النفط مقابل الخدمات"، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

مواصفات الوقود العراقي

قال فياض: "هناك تطورات في ملف الفيول العراقي، وسيكون لنا جلسة عمل افتراضية يوم غد مع الطرف العراقي من أجل العمل على موضوع المواصفات التي بسببها تأخرت شحنة الوقود العراقي بالوصول إلى لبنان.

وأضاف: "آمل ان تحل المشكلة بعد اجتماع الغد، لنعاود الحصول على شحنات الوقود المتبقية والتي تبلغ 190 ألف طن نأمل أن تصل في الشهرين المقبلين، وبعدها سنبحث مسألة تجديد اتفاقية على الوقود".

وشدد وزير الطاقة اللبناني أن تجديد اتفاقية الوقود العراقي من شأنه أن يؤمن بين 3 و4 ساعات تغذية بالكهرباء يوميًا لمدة سنة.

ووقّع العراق، في يوليو/تموز 2021، اتفاقية مع لبنان تقضي بمدّ بيروت بمليون طن من زيت الوقود عالي الكبريت اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، على أن يوفر لبنان ما يعادل قيمة الصفقة احتياجات بغداد من الخدمات والسلع المتوفرة في بيروت.

بموجب الاتفاقيات تقوم وزارة الطاقة اللبنانية باستبدال الوقود العراقي عبر مناقصات شهرية (ما بين 75 و85 ألف طن) لصالح مؤسسة كهرباء لبنان.

الوقود الإيراني إلى لبنان

من جهة أخرى، بحث الرئيس عون مع وزير الطاقة اللبناني عددًا من الملفات المتعلقة بتحسين التغذية الكهربائية، وتأمين الوقود اللازم لمحطات الكهرباء.

وأوضح وزير الطاقة في لبنان أن منحة الفيول الإيراني (زيت الوقود) ستصل في غضون أيام أو أسابيع، والعمل جارٍ على بحث مسألة المواصفات.

وقال وزير الطاقة اللبناني اطلعت الرئيس عون على النتائج الإيجابية لزيارة الوفد الفني إلى ايران، إذ التزمت إيران بتقديم هبة من الوقود إلى لبنان.

وأبلغت إيران الوفد اللبناني الذي زار طهران مؤخرًا بموافقتها على تزويد لبنان بـ600 ألف طن من الفيول (زيت الوقود) مقسمة على 5 أشهر، حسبما ذكر موقع المنار التابع لحزب الله اللبناني.

وأكدت السفارة الإيرانية في لبنان أن السفن المحمّلة بالوقود الإيراني ستكون جاهزة خلال أسبوع أو أسبوعين للإبحار باتجاه لبنان والرسو في الميناء الذي يحدده الجانب اللبناني.

وأضاف فياص: بإمكان الهبة الإيرانية مع الفيول العراقي، أن تزيد ساعات التغذية لتصل إلى حدود 8 أو 10 ساعات يوميُا.

وشدد أنه وزارته ستعمل مع الطرف الإيراني على مسألة المواصفات وتأمين الوقو الذي تحتاجه محطات الكهرباء في لبنان.

الغاز المصري

تطرق وزير الطاقة اللبناني في رده على أسئلة الصحفيين عقب لقائه الرئيس عون إلى ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية.

وقال: "في هذا الملف، البنك الدولي مُصر على بت موضوع التعرفة الجديدة لفاتورة كهرباء لبنان كشرط مسبق قبل تمويل المشروع، إضافة إلى المباشرة باجراءات تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء".

ويستهدف لبنان الحصول على 60 مليون قدم مكعبة من الغاز المصري يوميًا، لاستخدامها في محطات توليد الكهرباء من خلال خط الغاز العربي المارّ بالأردن وسوريا.

وأضاف: "الملف الأخير قطعنا شوطًا كبيرًا، بعدما استعنا بجمعية الهيئات الناظمة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، لمساعدتنا على صياغة الهيكل التنظيمي للهيئة الناظمة في لبنان، والمواصفات الوظيفية لكل إدارة، وعندما ننتهي من هذين الملفين نكون حققنا الشرطين الأساسيين للبنك الدولي، لندخل بعدها مفاوضات التمويل والتي كان من المفترض أن تتم في الربيع الماضي".

وناقش فياض مع الرئيس اللبناني تعرفة الكهرباء، بعدما أصدرت وزارة المالية قرارًا يؤكد أن لا مانع لديها من زيادة التعرفة التي ستؤدي إلى تخفيف فاتورة الكهرباء على المواطنين.

وقال: "التعرفة الرسمية لكهرباء لبنان تظل اقل بكثير من تعرفة المولدات".

ترسيم الحدود

من جهة أخرى، أطلع الرئيس عون نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب على نتائج زيارته الأخيرة إلى نيويورك وآخر التطورات في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وقال عون في تغريدة عبر الحساب الرسمي للرئاسة اللبنانية، إن الوسيط الأميركي أموس هوكستين سيرسل عرضًا خطيًا إلى لبنان نهاية الأسبوع الحالي.

وقال مسؤول في السفارة الأميركية: إن هوكشتاين يواصل "مشاركته النشطة في إتمام المناقشات حول الحدود البحرية".

تأمل بيروت في إنهاء أزمة ترسيم الحدود مع إسرائيل من أجل استكمال مشروعات التنقيب عن النفط والغاز المتوقفة في عدد من المربعات وسط إحجام من شركات النفط الكبرى.

ويضطلع هوكستين بدور الوساطة بين لبنان وإسرائيل، في مسعى للتوصل إلى تسوية لمسألة ترسيم الحدود البحرية تسمح للجانبين باستكشاف احتياطيات النفط والغاز البحرية.

موضوعات متعلقة..

• العراق يوافق على تمديد اتفاقية الوقود مع لبنان
• إيران ستواصل إرسال الوقود إلى لبنان.. وأميركا تغضّ الطَّرْف (مقال)

اقرأ أيضًا.

• أكبر حقول النفط العربية.. السعودية والكويت والجزائر بين الأبرز (تقرير)
• بطاريات مياه البحر.. تقنية بمزايا مزدوجة لتخزين الطاقة المتجددة وتحلية المياه