مصافي التكرير الفرنسية تفقد 40% من سعتها بسبب الإضرابات والحرائق (تقرير)
نوار صبح
تمر مصافي التكرير الفرنسية بمرحلة عصيبة جراء ما تشهده من إضرابات وحرائق في الآونة الأخيرة.
وأسفر إضراب عمال مصافي التكرير العائدة لشركة إكسون موبيل الأميركية، والحرائق في اثنتين من مصافي شركة توتال إنرجي، عن فوضى واضطراب في قطاع التكرير في فرنسا.
وأصبحت 3 من أصل 6 مصافي تكرير في فرنسا، تمثل نحو 40% من سعة التكرير البالغة 1.15 مليون برميل يوميًا، إما مغلقة وإما في طور الإغلاق، بينما يتأثر إنتاج غاز البترول المسال في مصفاة رابعة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويرجح المحللون أن تؤدي عمليات الإغلاق إلى زيادة الطلب الفرنسي على واردات المشتقات النفطية في وقت تحاول فيه أوروبا فصل نفسها عن الإمدادات الروسية، حسبما نشرت وكالة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة (Argus Media) في 23 سبتمبر/أيلول الجاري.
حرائق مصافي توتال
قال عمال في مصفاة فيزين التابعة لشركة توتال إنرجي، بسعة 103.900 برميلًا يوميًا، في شرق فرنسا، إن حريقًا اندلع في وحدة تقطير النفط الخام في 16 سبتمبر/أيلول؛ ما أدى إلى إغلاق كامل، وإصابة موظفين ومقاول من الباطن في الحريق.
على صعيد منفصل، أُعلِن تسرب في وحدة التكسير التحفيزي للسوائل في المصفاة؛ حيث قال العمال إن الوحدة ستغلق "لمدة طويلة".
ويزعم العمال، الذين قابلتهم وكالة أرغوس ميديا، أنهم أبلغوا لمدة طويلة عن الحالة المتردّية للمعدات المعدنية التابعة لوحدة التكسير التحفيزي للسوائل.
وتوقّع الاتحاد العام لنقابات العمال الفرنسية (سي جي تي) إغلاق مصفاة فيزين لمدة 4-6 أسابيع. وتجدر الإشارة إلى أن المصفاة تتلقى المواد الخام المنقولة بحرًا عبر ميناء فوس-لافيرا، وتظهر خدمة التتبع لدى أرغوس ميديا أن ناقلتي نفط فقط استدعيتا في محطة توتال إنرجي هذا الشهر.
وأفاد عمال مصفاة توتال إنرجي 246.900 برميلًا يوميًا في غونفرفيل بأن وحدة إنتاج غاز البوتان والبروبان أغلقت بسبب نشوب حريق، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واستأنفت مصفاة غونفرفيل فقط تدفقات النفط الخام، في يونيو/حزيران 2021، بعد انفجار في نهاية عام 2019.
بدورها واجهت شركة توتال إنرجي سلسلة من المشكلات التشغيلية في مصافيها المحلية في السنوات الأخيرة؛ فقد اندلع حريق في مدينة فيزين الفرنسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونشب حريق في مصفاة دونغيس، التي بلغت سعتها 219 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار، بالإضافة إلى تصدعات في خطوط الأنابيب الخام بين عامي 2019 و2021.
إضراب عمال إكسون موبيل
تزامنت المشكلات الأخيرة في مصفاتي التكرير فيزين وغونفرفيل مع إغلاق كل من مصفاتي شركة إكسون موبيل الفرنسية بسبب إضراب العمال عن نزاع حول الأجور.
وأعلن اتحاد نقابات العمال في فرنسا أن مصفاة ميناء جيروم "بور جيروم"، التابعة للشركة، التي تبلغ سعتها 236 ألف برميل يوميًا، ومحطة غرافينشون للبتروكيماويات المجاورة قد أغلقت بالفعل نتيجة للإجراء الصناعي.
وأضاف الاتحاد أن العمليات في مصفاة الشركة البالغة 133.000 برميلًا يوميًا في طريقها للتوقف.
ويرى الاتحاد أن إدارة إكسون موبيل رفضت إجراء محادثات بشأن الأجور، وأعلن الاتحاد أن جمعية عمومية أخرى للعمال ستُعقَد في ميناء جيروم في وقت لاحق من يوم 23 سبتمبر/أيلول الجاري.
في المقابل، ربما تؤخر ناقلات النفط الخام تصريف منتجات شركة إكسون موبيل في محطة فوس-لافيرا، وفقًا لخدمة التتبع لدى وكالة أرغوس ميديا.
في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، وصلت ناقلة سيفيجين محمّلة بمليون برميل من اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين، ولكن لم يكن من المقرر تفريغها حتى 30 سبتمبر/أيلول على أقرب تقدير.
ووصلت ناقلة دلتا مارينر في 21 سبتمبر/أيلول محملة بمليون برميل من الدرجة النيجيرية "أوسان"، ومن غير المتوقع أن تُفَرغ حتى 2-4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: أوبك تجاهلت لسنوات طويلة الهدف الذي تأسست من أجله
- السعودية تطلق مشروعات ضخمة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060
- النمو القياسي في سعة الطاقة المتجددة ليس كافيًا لتحقيق الحياد الكربوني (تقرير)