النفط في غايانا يشهد إنجازات رغم تراجع جولات الإيجار العالمية لأدنى مستوياتها
هبة مصطفى
تتجه الأنظار إلى قطاع النفط في غايانا بتوقيت بالغ الأهمية للأسواق العالمية، إذ تُشير التوقعات إلى تسجيل العام الجاري (2022) أدنى مستويات جولات الإيجارات منذ بدايات القرن الجاري.
وفي الوقت الذي يسجل فيه الإنفاق العالمي بعمليات الاستكشاف والتنقيب انخفاضًا، تزداد توقعات نجاح القطاع بالدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، حسبما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولجأت حكومات وشركات إلى تجميد عقود الإيجارات، ووقف بعضها، وإرجاء عمليات الاستكشاف بالمربعات، تأثرًا بالأحداث الجيوسياسية على الصعيد العالمي، وفق ما ورد بتقرير ريستاد إنرجي مؤخرًا.
تطورات قطاع النفط في غايانا
تقدّر شركة إكسون موبيل الأميركية أن إنجازها 30 اكتشافًا بنجاح يقارب 90% يؤهل مربع "ستابروك" إلى تجاوز إنتاجه البالغ 11 مليار برميل مكافئ الضعف.
ولم تقتصر النتائج المبشّرة لقطاع النفط في غايانا على توقعات مربع ستابروك الإنتاجية فقط، إذ تُضاف إليها أيضًا إمكانات مربعي "كانجي" و"كاياتور" الملاصقين له، والتابعين أيضًا لإدارة الشركة الأميركية.
كما تُخطط الشركة التي لها صدارة اكتشافات النفط في غايانا لحفر 60 بئرًا استكشافية خلال السنوات الـ6 المقبلة.
ويتزامن نشاط شركة إكسون موبيل مع استعداد جورج تاون لعقد أولى الجولات التنافسية للعطاءات خلال العام الجاري (2022)، بمرحلة تعدّ الأفضل لقطاع النفط في غايانا، الآونة الحالية، رغم أن عمرها في هذا المجال لا يتجاوز 7 سنوات.
وكشف وزير الموارد الطبيعية فيكرام بهارات أن المربع "سي" سيُطرح بالجولة، وهو جاذب لاهتمام شركة ما -لم يسمّها-، إذ إنه امتياز يمتد على مساحة شاسعة تُقدَّر بنحو 2.3 مليون فدان (9 آلاف و600 كيلومتر مربع).
جولات الإيجار العالمية
بعيدًا عن الحديث حول قطاع النفط في غايانا وما يشهده من تطورات مهمة عامًا تلو الآخر، تُسجل جولات الإيجار العالمية تراجعًا وفق بيانات رصدتها ريستاد إنرجي حتى شهر أغسطس/آب الماضي (2022).
وعُقدت 21 جولة فقط خلال الأشهر الـ8 الأولى العام الجاري (2022)، وهو معدل يشكّل نصف الجولات التي عُقدت بالمدة ذاتها العام الماضي (2021).
وتشير التوقعات إلى أن جولات العام الجاري (2022) ستنتهي بما يصل إلى 44 جولة، منخفضة بنحو 14 جولة عن العام الماضي (2021)، ومسجلة أدنى مستوياتها منذ بداية القرن الجاري عام (2000).
وفيما يتعلق بالمساحات المطروحة للمنح خلال الجولات، رصدت البيانات الواردة في تقرير ريستاد إنرجي انخفاضها إلى أدنى مستوياتها منذ 20 عامًا.
وأرجعت شركة التحليل والاستشارات توقعاتها إلى الأحداث الجيوسياسية التي تمر بها الأسواق العالمية في الآونة الحالية، وتعليق حكومات وشركات لعقود الإيجار، بجانب وقف أنشطة استكشافات النفط بالمربعات الممنوحة.
الإنفاق على الاستكشاف
تتطلب عمليات الاستكشاف حجم استثمارات، غير أن معدل الإنفاق العالمي المخصص لذلك سجل انخفاضًا خلال السنوات الأخيرة، ويفسَّر ذلك بحالة عدم اليقين والتحوط التي تتبعها عدد من شركات النفط والغاز، بعدم الانخراط في استثمارات جديدة، والتركيز على مناطق وأصول الإنتاج الرئيسة.
ويشكّل قطاع النفط في غايانا ملاذًا آمنًا حاليًا، لكن مخاطر الركود وحالة عدم اليقين التي تحيط بالأسواق -خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وقبلها بالانحياز العالمي لمشروعات الطاقة النظيفة والأهداف المناخية- دفعت شركات كبرى نحو تقليص عملياتها العالمية.
وطرحت دول بأميركا الجنوبية غالبية العقود الممنوحة لمربعات الاستكشاف النفطية خلال العام الجاري (2022).
مربعات التنقيب
تصدّرت البرازيل المشهد، بطرحها 59 مناقصة، استحوذت خلالها شركتي "شل" على 6 مربعات بحرية و"توتال إنرجي" على مربعين، في حين مُنحت المربعات الـ51 المتبقية إلى شركات محلية.
وواصلت دول أميركا الجنوبية تصدُّرها للدول المانحة للمربعات النفطية، إذ تطرح أوروغواي جولة تراخيص بحرية حصلت شركة "شل" بموجبها على مربعين استكشافيين، وشركة "إيه بي إيه" الأميركية على مربع واحد.
كما حصلت شركة "شالنغر إنرجي" على ترخيص في المربع "أوف-1"، تصل مدته إلى 30 عامًا.
ومن خارج دول أميركا الجنوبية، طرحت النرويج 54 رخصة تنقيب جديدة في جولة "إيه بي إيه 2021"، كما خصصت الهند 29 مربعًا، وقازاخستان 11 مربعًا.
وخلال المدة بين شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري (2022) وأغسطس/آب الماضي، حظيت القارة الأفريقية بنشاط محدود، ومنحت مصر تراخيص استكشاف لما يقرب من 9 مربعات، في حين منحت أنغولا رخصًا لمربعين.
اقرأ أيضًا..
- الهيدروجين الأخضر يتصدر مشروعات شركات الطاقة في 3 قارات (تقرير)
- هل يتجه الغاز الروسي إلى باكستان هربًا من العقوبات الغربية؟ (مقال)
- إنتاج الكهرباء في العراق يسجل رقمًا تاريخيًا
- حرق الفحم في الصين يضعها بين مطرقة أزمة الطاقة وسندان الانبعاثات
- ما هي الطاقة النووية؟