خريطة مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي عبر 13 دولة.. وخطوة جديدة نحو التنفيذ (تحديث)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- توقيع مذكرة تفاهم بين نيجيريا والمغرب ودول غرب أفريقيا لخط أنابيب الغاز.
- أنبوب الغاز النيجيري المغربي ينقل 3 مليارات قدم مكعبة يوميًا.
- توقعات بأن يستغرق إنشاء أنبوب الغاز النيجيري المغربي عدة عقود.
- بدء التفكير في إنشاء أنبوب الغاز النيجيري المغربي قبل 6 سنوات.
- خط الغاز بين نيجيريا والمغرب قد يوفر موردًا مهمًا لأوروبا ودول غرب أفريقيا.
يشهد مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي تطورات جديدة ومتسارعة نحو تحقيق انطلاقة تعوّل عليها الدولتان، للاستفادة من ثروات الغاز النيجيري وتصديره إلى أوروبا عبر بوابة المغرب.
ويبدو أن المشروع يقترب من أن يرى النور بعد 6 سنوات من الدراسة، في خطوة يُرجَّح أن تعمّ فوائدها مستقبلًا على دول غرب أفريقيا وأوروبا، التي تتطلع للاستغناء عن الغاز الروسي بعد غزو أوكرانيا.
وقبل ساعات، وُقِّعَتْ مذكرتان مهمتان بشأن هذا المشروع، الأولى بين المغرب ونيجيريا وموريتانيا، والثانية بين المغرب ونيجيريا والسنغال.
وبموجب المذكرتين، تلتزم الأطراف الموقِّعة بالمضي قدمًا نحو الإجراءات التنفيذية بخصوص المشروع، إذ أعلنت نيجيريا قبل أيام أنها ستصدر العام المقبل قرارها النهائي بشأن دراسة الجدوى النهائية حول هذا الأنبوب.
ويوم الخميس (15 سبتمبر/أيلول 2022)، تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة النفط الوطنية النيجيرية والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في المغرب إلى جانب مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لتفعيل مشروع خط أنابيب الغاز مع الدول التي من المقرر أن يمر عبرها.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يتعطش فيه العالم، وبخاصة أوروبا، للغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن المشروع قد يستغرق عقودًا لإكماله ويُكلف مليارات الدولارات حتى يدخل حيز التشغيل، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
معلومات عن أنبوب الغاز النيجيري المغربي
من المقرر أن يبلغ طول خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي أكثر من 5600 كيلومتر، ليكون أكبر خط أنابيب بحري في العالم، بمجرد اكتماله.
وسيكون المشروع المقترح امتدادًا لخط أنابيب الغاز الحالي في غرب أفريقيا، الذي يمتد من نيجيريا إلى بنين وتوغو وغانا، قبل ربطه بالمغرب، ليكون محورًا لعبور الغاز إلى أوروبا.
وهذا يعني أن أنبوب الغاز النيجيري المغربي سيمر عبر 13 دولة أفريقية، قبل أن يتصل بأنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا، الذي أوقفته الجزائر من جانبها، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021؛ ردًا على الأزمة الدبلوماسية مع المغرب.
ويبدأ خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي من جزيرة براس في نيجيريا إلى بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، ثم إلى المغرب، أي أن الخط يمر عبر 11 دولة بين نيجيريا والمغرب.
وتوضح الخريطة التالية، التي أعدتها وحدة أبحاث الطاقة، مسار خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، مرورًا بـ11 دولة أفريقية.
ويستهدف مشروع خط الأنابيب -الذي تنقسم ملكيته بين شركة النفط الوطنية النيجيرية والمكتب الوطني المغربي للهيدروكاربورات والمعادن- نقل 3 مليارات قدم مكعبة يوميًا (0.084 مليار متر مكعب يوميًا أو قرابة 30 مليار متر مكعب سنويًا)، وفق البيان الذي اطلعت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة أنبوب الغاز النيجيري المغربي قد تتجاوز 25 مليار دولار، لكن وزارة النفط النيجيرية أوضحت أن التكلفة النهائية لن تتحدد حتى الانتهاء من تصميم المشروع، كما أنه قد يستغرق عقودًا حتى يكتمل، وفق وكالة بلومبرغ.`
تاريخ أنبوب الغاز النيجيري المغربي
تتنافس الجزائر والمغرب على أن تكون بوابة عبور الغاز النيجيري إلى أوروبا؛ حيث تعمل نيجيريا على إنشاء خط أنابيب محلي لنقل الغاز "إيه كيه كيه" قبل يكون عابرًا للحدود.
وأعلنت نيجيريا -في أبريل/نيسان 2022- تأجيل موعد الانتهاء من مشروع خط أنابيب نقل الغاز "إيه كيه كيه" إلى الربع الأول من عام 2023، بدلًا من 2022.
وتوضح الخريطة التالية، التي أعدتها منصة الطاقة المتخصصة، مسار خط أنابيب نقل الغاز في نيجيريا "إيه كيه كيه".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، بدأت المباحثات بين نيجيريا والمغرب لإنشاء خط أنابيب غاز يمتد على طول ساحل دول غرب أفريقيا.
وفي أغسطس/آب 2017، بدأت شركة النفط الوطنية النيجيرية إلى جانب المكتب الوطني للهيدروكابورات والمعادن في المغرب دراسة جدوى لخط الأنابيب، بتكلفة مبدئية 25 مليار دولار، مع تحديد الانتهاء منه خلال 25 عامًا.
ودخل مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي مرحلة أكثر رسمية بتوقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي عام 2018، لكنه ما زال في مرحلة التصميم الأولية منذ ذلك الحين.
وخصص البنك الإسلامي للتنمية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية ما يقرب من 60 مليون دولار لتمويل دراسات الجدوى والهندسة لهذا المشروع.
وفي أبريل/نيسان 2022، أعلنت شركة وورلي الأسترالية فوزها بعقد لتقديم دراسة التصميم الهندسي الأمامي لمشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي.
وجاءت الاتفاقية الأخيرة بين المغرب ونيجيريا مع دول غرب أفريقيا، لتوضح موافقة الدول الأفريقية على مرور المشروع المقترح عبر سواحلها.
أهمية مشروع خط أنابيب الغاز
تمتلك نيجيريا 5.5 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة بنهاية 2020، وهي الاحتياطيات الأكبر في أفريقيا، ارتفاعًا من 1.1 تريليون متر مكعب عام 1980، وفق تقديرات شركة النفط البريطانية بي بي.
ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات الغاز في نيجيريا خلال 30 عامًا، اعتمادًا على بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.
ومن شأن استغلال هذه الاحتياطيات الضخمة أن يوفر موردًا مهمًا للغاز المتجه إلى أوروبا، التي تتطلع للاستغناء عن الغاز الروسي، وقبل ذلك لدول غرب أفريقيا؛ ما يعزز أمن الطاقة، ويُحسن مستويات المعيشة في تلك البلدان.
وبالنسبة إلى المغرب؛ فإنه يسعى إلى الاستفادة من البنية التحتية لخط أنابيب المغرب العربي أوروبا، ويكون بوابة لعبور الغاز النيجيري إلى أوروبا.
كما أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، الدكتورة ليلى بنعلي -في مقابلة خاصة مع منصة الطاقة المتخصصة خلال سبتمبر/أيلول الجاري- أن مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي سيُمكن تحقيق تنمية شاملة تماشيًا مع إستراتيجية الطاقة الوطنية، فضلًا عن تعزيز علاقة الرباط مع الدول الأفريقية.
بينما تراهن أبوجا على مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي لتعزيز مواردها الضخمة مع خلال استهداف الأسواق العابرة للصحراء وأوروبا، فضلًا عن الاستفادة من الغاز محليًا في ظل انخفاض إنتاج النفط والسرقة التي تتعرض لها الإمدادات.
*آخر تحديث تم على هذا التقرير بتاريخ (17 أكتوبر/تشرين الأول 2022).
اقرأ أيضًا..
- أكبر حقل نفط في العراق.. "الرميلة" يحوي احتياطيات ضخمة
- أنظار أوروبا تتجه إلى الغاز النرويجي.. هل ينقذ القارة في الشتاء؟
- ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء يدفع أوروبا لاتخاذ تدابير طارئة (تقرير)