دراسة: موريتانيا يمكنها إنتاج بعض أرخص أنواع الهيدروجين الأخضر في العالم
مي مجدي
أظهرت دراسة لشركة شاريوت البريطانية أن موريتانيا مؤهلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بفضل مواردها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
جاء ذلك في دراسة الجدوى الأولية لمشروع نور للهيدروجين الأخضر في موريتانيا، التي كشفت عنها شركة شاريوت البريطانية، الأربعاء 19 سبتمبر/أيلول (2022)، بالإضافة إلى آخر مستجدات المشروع وكيف أسهم في دعم نتائجها خلال النصف الأول من عام 2022.
وتتوقع الشركة أن المشروع الموريتاني قادر على إنتاج بعض أرخص أنواع الهيدروجين الأخضر في العالم، حسبما جاء في بيان نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة أدونيس بوروليس إن التركيز ما زال منصبًّا على تأمين مواقع رائدة وواسعة النطاق وقابلة للتطوير في المشروعات التي يمكنها أن تنوع مزيج الطاقة، وتقلل انبعاثات الكربون، وتدعم التنمية الصناعية الخضراء، وتيسّر الوصول إلى مصادر طاقة ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع.
وأضاف أن التقدم الملموس في إستراتيجية الشركة ثلاثية الركائز المتعلقة بالأنشطة في قطاعات الغاز والكهرباء والهيدروجين يُسهم في ترسيخ مكانة فريدة للشركة خلال رحلة انتقال الطاقة.
مشروع نور للهيدروجين الأخضر
أعربت شاريوت عن سعادتها بالتعاون مع شركة توتال إرين لتطوير مشروع نور للهيدروجين الأخضر في موريتانيا.
وتتوقع الشركة البريطانية أن يصبح المشروع أحد أهم مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، مع إمكان تركيب ما يصل إلى 10 غيغاواط من التحليل الكهربائي.
وأكدت الشركة مشاركة توتال إرين في الرؤية والأهداف المتعلقة بالهيدروجين الأخضر، الذي يمثل للشركتين مكونًا رئيسًا في تنويع مزيج الطاقة، ومصدرًا حيويًا للطاقة في المستقبل.
وأشارت إلى أن الشركتين تمتلكان فريقًا لديه مهارات متكاملة لإنجاح هذا المشروع.
بدورها، أوضحت شركة شاريوت أن الشراكة مقسمة مناصفة بين الشركتين، وستعملان معًا على إجراء دراسة جدوى متعمقة وإحراز تقدم في خيارات الشراء.
وستواصل شاريوت القيادة المشتركة لتطوير مشروع نور للهيدروجين الأخضر، وتحقيق أقصى استفادة من خبرات توتال إرين وبراعتها الهندسية.
ووفقًا لدراسة الجدوى الأولية، يمكن أن يصبح مشروع نور للهيدروجين الأخضر من أكثر المشروعات تنافسية في العالم؛ بسبب وفرة الموارد الطبيعية، إلى جانب تحقيق مجموعة من الفوائد الاقتصادية المستدامة لموريتانيا، من بينها الفرص الصناعية الخضراء وتوفير كهرباء نظيفة للشبكة الوطنية.
كما يعزّز مشروع نور للهيدروجين الأخضر من فرص موريتانيا، لتصبح واحدة من المنتجين والمصدرين الرئيسين للهيدروجين الأخضر في العالم، ويضمن ذلك حلًا للطاقة منخفضة التكلفة والقابلة للنقل، بهدف التصدير إلى السوق الأوروبية عوضًا عن أنواع الوقود المنتجة للانبعاثات.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت الشركة حرصها على توسيع بصمتها في هذا القطاع الحيوي، ومواصلة تقييم الفرص، كاشفة عن تطلعاتها إلى التعاون في مشروعات جديدة مع شركة توتال إرين في المستقبل.
في الوقت نفسه، كشفت الشركة عن توقيع مذكرة تفاهم مع ميناء روتردام الدولي، وهو مركز عالمي للطاقة وأكبر ميناء بحري في أوروبا، ويمثّل ذلك أولى الخطوات نحو توفير سلاسل التوريد.
وبحسب البيان الذي اطلعت عليه منصة الطاقة، فقد أشارت شركة شاريوت إلى استمرار تعزيز المبادرات لتوسيع محفظتها وتقييم المزيد من الفرص في قطاع الهيدروجين الأخضر.
دعم تحول الطاقة في أفريقيا
على صعيد آخر، قالت شاريوت إن أعمال شركة "ترانسيشنال باور" تركز على توفير حلول مبتكرة للتعدين والشركات الصناعية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، بهدف خفض التكاليف والمخاطر وتحسين أداء الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، إلى جانب تقديم إمدادات طاقة موثوقة.
وأضافت أنه من خلال العمل مع شركة توتال إرين واصل فريقها الاستفادة من خبراتهم لتطوير مشروعين جديدين خلال النصف الأول من العام الجاري، أحدهما عبارة عن محطة للطاقة الشمسية بقدرة 40 ميغاواط -قيد التطوير حاليًا- في منجم بجنوب أفريقيا، والآخر عبارة عن محطة للطاقة الشمسية بقوة 230 ميغاواط ومزرعة رياح بقوة 200 ميغاواط لتزويد منجم في زامبيا.
وتعتقد الشركة أن الطلب على الكهرباء في قطاع التعدين يوفر نطاقًا وإمكانات نمو ضخمة، لكنها تبحث عن فرص أخرى تنبثق من احتياجات الطاقة وندرة الموارد في بعض المناطق بجميع أنحاء أفريقيا.
وقالت الشركة إن لديها الفريق والمرونة للتوصل إلى مجموعة من الخيارات وتقييمها بما يلائم إستراتيجية "ترانسيشنال باور".
وأضافت أنه بالنظر إلى أن عمر أنشطتها في قطاع الكهرباء لا يتجاوز العام، فقد حققت نموًا سريعًا خلال المدة الماضية رغم أنها في بداية الطريق، وتتوقع أن تؤدي دورًا رائدًا في تحول الطاقة بالقارة السمراء.
المراجعة المالية
أفاد بيان شركة شاريوت بأن المجموعة ما تزال خالية من الديون، ولديها رصيد نقدي قدره 23.4 مليون دولار أميركي حتى تاريخ 30 يونيو/حزيران 2022، مقارنة بـ19.4 مليون دولار أميركي في 31 ديسمبر/كانون الأول (2021)، وذلك بعد انتهاء عملية جمع أموال الأسهم في يونيو/حزيران 2022، التي أدت إلى زيادة إجمالي العائدات بمبلغ 29.5 مليون دولار أميركي.
ففي 10 يونيو/حزيران 2022، أعلنت الشركة موافقة المساهمين في اجتماع الجمعية العمومية على جمع أموال لنحو 130 مليونًا و930 ألفًا و606 أسهم عادية بسعر 18 بنسًا للسهم.
وفي 13 يونيو/حزيران 2022، قبلت الشركة الأسهم العادية الجديدة، وتلقت عائدات إجمالية قدرها 29.5 مليون دولار أميركي.
وتشمل تكاليف الهيدروجين وتطوير المشروعات الأخرى البالغة 1.5 مليون دولار النفقات غير الإدارية المستهدفة في تطوير مشروعات شركة "ترانسيشنال باور آند هيدروجين" عقب عمليات الاستحواذ في يونيو/حزيران (2021).
وبالنسبة إلى النفقات الإدارية الأخرى البالغة 5 ملايين دولار أميركي كانت أعلى من المدة السابقة، مدفوعة بمشروعات جديدة استثنائية وتكاليف التوظيف وإدراج التكاليف الإدارية من عمليات الاستحواذ على شركة "ترانسيشنال باور".
اقرأ أيضًا..
- مشروع خطوط أنابيب بين الجزائر وموريتانيا تمهيدًا لتصدير الغاز إلى أوروبا
- صناعة تكرير النفط بين التحديات العالمية والتوقعات المحبطة (تقرير)
- الاتحاد الأوروبي وألمانيا يسارعان لدعم شركات الطاقة المهددة بالانهيار