الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر في طريقهما لتشغيل مصانع المعادن الأفريقية
وشركة بريطانية تخطط لبناء 7 مصانع لإعادة تدوير المعادن في القارة السمراء
هبة مصطفى
تدرس شركة بريطانية إمكان استخدام الحرارة المولدة من الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر لتشغيل أفران الصهر بمصانع إعادة تدوير المعادن في أفريقيا.
وتخطط شركة "رومكو ميتالز" البريطانية إلى التوسع بنشاطها في مجال إعادة تدوير معدن الألومنيوم في نيجيريا وغانا إلى أنحاء القارة السمراء كافة، حسبما أوردت رويترز مؤخرًا.
ويتماشى ذلك مع توجّه عدد لا بأس به من الدول الأفريقية حيال الطاقة النظيفة، وبدء استخدام تطبيقاتها، سواء في توفير إمدادات كهرباء تخفض الانبعاثات الكربونية أو تزويد الصناعات بها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تشغيل بالطاقة النظيفة
أكد الرئيس التنفيذي مؤسس شركة رومكو ميتالز البريطانية ريموند أونو فويغون أن شركته تتطلع لاستخدام الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر للحصول على الحرارة اللازمة لتشغيل أفران صهر المعادن.
وأوضح أن التوسع بتطبيقات الطاقة النظيفة في صناعة إعادة تدوير المعادن يأتي ضمن خطة متوسطة إلى طويلة الأجل، مشيرًا إلى أن تعاونًا يجري بين "رومكو ميتالز" وجامعة بالمملكة المتحدة لبحث كيفية توليد الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر قرب مواقع المصانع والأفران.
ويؤدي الهيدروجين الأخضر دورًا مهمًا في دعم تخلّي الصناعات عن الكربون؛ رغم أن العمر الزمني لتلك التقنية ما زال قيد التطوير، إلى جانب تكلفتها المرتفعة.
ورغم تحديات التكلفة وانخفاض تجريب التطبيقات الخاصة بتشغيل الصناعات بالهيدروجين، فإن إنتاجه عبر جزيئات الماء اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية أكسبه صبغة مميزة بصفته وقودًا نظيفًا.
توسعات أفريقية
تهتم شركة "رومكو ميتالز" بإعادة تدوير بقايا معدن الألومنيوم، ويتركز نشاطها في نيجيريا وغانا الواقعتين غرب أفريقيا.
وبجانب تشغيل المصاهر وأفران إعادة تدوير المعادن باستخدام الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، تخطط الشركة البريطانية إلى توسعة نشاطها وإنتاج ما يقرب من 100 ألف طن سنويًا، وهو معدل يزيد عن 5 أضعاف مستويات إنتاجها الحالي.
وتتطلع شركة المعادن -التي تركز على إعادة تدوير بقايا معدن الألومنيوم، وأضافت معدن النحاس لنشاطها مؤخرًا- إلى إنشاء 7 مصانع أفريقية في غضون السنوات الـ5 المقبلة؛ لتلبية الطلب على الألومنيوم الآخذ في النمو.
وفي سبيل ذلك، تسعى الشركة لجمع 50 مليون دولار في صورة ديون وأسهم؛ لتعزيز خطط التوسع الأفريقي خارج حدود نيجيريا وغانا بالدعم اللازم.
وتُشغّل الشركة أفران مصانع إعادة التدوير الخاصة بها في نيجيريا وغانا بالغاز الطبيعي المضغوط، وتُنتج مرافقها كافة ما يصل إلى 18 ألف طن سنويًا من سبائك الألومنيوم.
التعدين النظيف في أفريقيا
لم تكن محاولة شركة "رومكو ميتالز" البريطانية لاستخدام إمدادات الطاقة الشمسية والهيدروجين لتشغيل المصاهر والأفران بمصانع إعادة تدوير المعادن هي الأولى من نوعها في القارة الأفريقية.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2021)، تعاقدت شركتا شاريوت البريطانية وتوتال إنرجي الفرنسية لبناء وتطوير مشروعات طاقة شمسية وطاقة رياح، من شأنها توفير إمدادات الكهرباء النظيفة اللازمة لتلبية طلب قطاع التعدين الأفريقي.
وتسهم جمهورية الكونغو الديمقراطية في تعزيز تلك الخطط؛ بامتلاكها "سد إنغا الكبير" وتوليده طاقة كهرومائية يمكن الاستفادة منها في إنتاج معادن أفريقية صديقة للبيئة، ما يعدّ بارقة أمل نحو نجاح أبحاث استخدام الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر للغرض ذاته أيضًا.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، حوّلت الدول الغربية أنظارها من روسيا إلى القارة الأفريقية للحصول على معادن ضرورية في رحلة تحول الطاقة، خاصة أن القارة تشتهر بضمّها موارد وخامات ومعادن أكثر جاذبية من إمدادات موسكو الواقعة تحت العقوبات منذ الحرب الأوكرانية.
اقرأ أيضًا..
- تأجيل تراخيص النفط والغاز في بحر الشمال حدادًا على الملكة إليزابيث
- ليبيا والسعودية تقودان زيادة إنتاج أوبك النفطي خلال أغسطس
- تعطُّل مفاعل الطاقة النووية في السويد يهدد إمدادات الكهرباء لـ7 دول
- أكبر شركة نفط روسية ترفع طرح سنداتها باليوان الصيني
- مخزونات النفط العالمية ترتفع بأكثر من 18 مليون برميل في يوليو