صناعة الرياح البحرية العائمة تترقب انطلاقة غير مسبوقة في إسكتلندا
أمل نبيل
يمكن أن تصبح إسكتلندا مركزًا عالميًا لتكنولوجيا الرياح البحرية العائمة، إذ تشهد البلاد مشروعًا مبتكرًا قبالة ساحل كيثنيس، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وتُعَدّ محطّات الرياح العائمة مصدرًا أساسيًا للطاقة الخضراء، وتسعى أوروبّا للوصول بنسبة الكهرباء المنتجة من الرياح البحريّة لنحو 25% من إجمالي القدرات الكهربائية المنتجة، بحلول عام 2050.
ومن المتوقع ارتفاع السعة التشغيلية للرياح البحرية عالميًا لأكثر من 265 غيغاواط بحلول عام 2030، مع تزايد الطموحات المناخية، بحسب شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.
مشروع سترومار
قال مدير مشروع "سترومار" للرياح البحرية العائمة نيكولاس ريتشي -الذي تولى منصبه في تحالف "أورستد" و"فالك رينيووابليز" و"بلوفلوات إنرجي" في بداية شهر سبتمبر/أيلول الجاري (2022)-: إن المشروع -الذي يقع على بُعد 50 كيلومترًا شرق مدينة ويك- سينجح ويساعد في تعزيز صناعة الرياح البحرية في إسكتلندا وفي تحويلها إلى مركز عالمي.
وأكد ريتشي -الذي أمضى أكثر من 20 عامًا في العمل بقطاع النفط والغاز في جميع أنحاء العالم- أن العمل في هذا المشروع المبتكر ومساعدة إسكتلندا على تصدّر صناعة الرياح العائمة خلال انتقال الطاقة أمر مهم للغاية بالنسبة إليه، بحسب موقع جون أوغروات-غورنال.
وعانت إسكتلندا آثارًا واضحة نتيجة التغير المناخي على مدار السنوات الـ30 الماضية، من ضمنها ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0.5 درجة مئوية، كما اتسم الشتاء بارتفاع مستويات الرطوبة بنسبة 5%، وزادت -أيضًا- مستويات سطح البحر بساحل إسكتلندا.
ويُعَد مشروع سترومار بقدرة 1 غيغاواط أول مزرعة رياح عائمة على نطاق واسع لشركة أورستد الدنماركية، ومن المتوقع أن يُشغّل المشروع بحلول نهاية العقد الجاري.
وتطوّر شركة فالك رينيووابليز وتصمم وتبني وتدير محطات إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة، بقدرة مركبة تبلغ 1420 ميغاواط في المملكة المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا والنرويج والسويد.
وتطوّر شركة أورستد مزارع الرياح البحرية والبرية، والمزارع الشمسية، ومرافق تخزين الكهرباء، في حين تطور شركة بلو فلوات إنرجي مشروعات الرياح البحرية في مناطق مختلفة من العالم.
مزارع الرياح البحرية
تخطّط إسكتلندا لتوفير 50% من استهلاك الكهرباء في البلاد عبر مصادر متجددة للطاقة بحلول عام 2030، وتُشكّل صناعة النفط والغاز نحو 7% من حجم الاقتصاد للدولة الواقعة شمال غربي أوروبا.
وفي نهاية شهر أغسطس/آب (2022)، بدأت شركة توتال إنرجي الفرنسية تشغيل أكبر مزرعة رياح بحرية في إسكتلندا "سيغرين"، التي تقع على بُعد 27 كيلومترًا من الشاطئ، وتصل سعة التوليد الكاملة للمزرعة إلى 1075 ميغاواط. ومن المتوقع أن تبلغها في النصف الأول من العام المقبل (2023).
وتبلغ التكلفة الاستثمارية لمشروع سيغرين نحو 4.3 مليار دولار، ولن تكون أكبر مزرعة رياح بحرية في إسكتلندا فقط، إنما ستثبت -أيضًا- على عمق تحت سطح البحر، هو الأعمق عالميًا، إذ يصل إلى 59 مترًا.
ومن المرجح استثمار نحو تريليون دولار في صناعة الرياح البحرية عالميًا خلال السنوات الـ10 المقبلة.
وتتوقع شركة الأبحاث وود ماكنزي الحاجة إلى أكثر من 3 مليارات يورو (3.2 مليار دولار أميركي) في استثمارات المنشآت الجديدة بحلول عام 2028، لتلبية احتياجات طاقة الرياح البحرية العالمية المتراكمة.
موضوعات متعلقة..
- تركيا تتولى إعادة تدوير المنصة النفطية العالقة في إسكتلندا منذ 2018
- عائدات النفط والغاز في إسكتلندا تتراجع لأقل من 20 مليار دولار
- مناجم الفحم القديمة في إسكتلندا.. هل يمكن استغلالها لتدفئة المنازل؟ (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- السيسي يكشف تطورات أسعار الكهرباء في مصر وحقل ظهر (فيديو)
- الرئيس المصري: 3 دول عربية أنقذتنا بمشتقات نفطية مجانًا.. "ولازم نعترف بفضلهم" (فيديو)
- أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يبحث عن مصادر تمويل في مصر وإيطاليا