الطاقة الشمسية توفر على أوروبا واردات غاز بـ29 مليار دولار في صيف 2022
مع تسجيل مستويات توليد كهرباء قياسية
نوار صبح
- تضاؤل إمدادات الغاز الطبيعي دفع أسعار الكهرباء في أوروبا إلى أعلى مستوياتها.
- كانت أكبر زيادة في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية منذ عام 2018 في بولندا.
- يشير صيف عام 2022 إلى أهمية الطاقة الشمسية في مزيج الطاقة في أوروبا.
- أوروبا بحاجة إلى أكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية.
- آخر ما يحتاج إليه المستهلكون في الاتحاد الأوروبي هو ارتفاع تكاليف الطاقة.
يحلل تقرير بيانات مؤسسة إيمبر البحثية المستقلة بشأن توليد الكهرباء الشهرية في الاتحاد الأوروبي، حساب التوفير المحتمل في التكلفة في واردات الغاز الطبيعي لدى دول الاتحاد نتيجة لزيادة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في صيف 2022.
وأنتج الاتحاد الأوروبي نسبة قياسية تبلغ 12% من إجمالي إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بين شهريْ مايو/أيار وأغسطس/آب 2022؛ ما يساعد على توفير 29 مليار يورو (29.26 مليار دولار) محتملة من واردات الغاز الطبيعي، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبيّن التقرير أن الاتحاد الأوروبي أنتج، هذا الصيف، 99.4 تيراواط/ساعة من الكهرباء من الطاقة الشمسية، ارتفاعًا من 9% (77.7 تيراواط/ساعة) في الصيف الماضي.
وتجاوزت الطاقة الشمسية حصة طاقة الرياح (12%) والطاقة الكهرومائية (11%) في مزيج الطاقة، ولم تكُن بعيدة عن الفحم بنسبة 16%، حسبما نشر موقع "إيمبر-كلايمت" (ember-climate) في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
حصص توليد الكهرباء
كانت أكبر زيادة في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية منذ عام 2018 في بولندا؛ إذ زادت توليد المحطات الشمسية 26 ضِعفًا، تليها فنلندا والمجر بـ5 أضعاف.
في المقابل، ولّدت 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أكثر من عُشر طاقتها الكهربائية من الألواح الشمسية، خلال صيف عام 2022.
وكانت أعلى حصة في هولندا (23%)، تليها ألمانيا (19%) وإسبانيا (17%)، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعَد صيف عام 2022 مؤشرًا واضحًا على أهمية الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء في أوروبا.
أهمية نشر الطاقة المتجددة
يرى المحللون أنه في حين أن السجلات الأخيرة لأداء المحطات الشمسية إيجابية بشكل واضح؛ يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى دفع أكبر نحو عام 2030، وتقليل حواجز التصاريح، وزيادة التمويل والإسراع في نشر الطاقة الشمسية.
ويقولون إن هذه التطورات ضرورية ليس فقط للأهداف المناخية وإنما لأمن القارة الأوروبية، وهو الجانب الأهم.
بالنظر إلى تأثر أوروبا بأزمة الغاز الطبيعي، توفر المحطات الشمسية بعض الراحة في الأوقات التي تشتد الحاجة إليها، حيث آتت الاستثمارات في الطاقة الشمسية ثمارها.
وقال كبير محللي الطاقة وبيانات المناخ لدى مؤسسة "إيمبر"، باول تيشزاك، إن كل تيراواط/ساعة من الكهرباء الشمسية ساعد في تقليل استهلاك الغاز، وتوفير المليارات للمواطنين الأوروبيين، مشيرًا إلى أن أوروبا بحاجة إلى أكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية.
وأضاف أن برلمان الاتحاد الأوروبي يتمتع بفرصة مثالية لمنحها للمواطنين الأوروبيين من خلال اعتماد هدف الطاقة المتجددة بنسبة 45%، ووضع أوروبا على طريق نحو 600 غيغاواط من الطاقة الشمسية أو أكثر بحلول عام 2030.
وبيّن أن كل ميغاواط من الطاقة المولدة من الطاقة المتجددة يعني كمية أقل من الوقود الأحفوري الذي تحتاج إليه دول الاتحاد من روسيا.
وأردف قائلًا إنه بينما يبحث القادة الأوروبيون في تدابير الطوارئ لأزمة الغاز غير المسبوقة هذه، يجب عليهم النظر في اعتماد برامج وطنية لنشر الطاقة الشمسية الآن، باستخدام الأموال المتاحة في إطار مرفق التعافي والمرونة.
وقال مدير السياسات لدى شركة "سولار باور يوروب"، دريس آكي، إن توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في أوروبا حطّم الأرقام القياسية السنوية، جرّاء تسارع وتيرة نشر المحطات الشمسية.
ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الزيادات المستمرة بنسبة 15% على أساس سنوي في الطاقة الشمسية المركبة، من 104 غيغاواط في 2018 إلى 162 غيغاواط في 2021، مع 23 غيغاواط المضافة في عام 2021 وحده.
توفير تكاليف الغاز الطبيعي
زاد الغزو الروسي لأوكرانيا من حاجة الاتحاد الأوروبي المُلِحّة لخفض استهلاكه من الغاز الطبيعي. وبرز دور المحطات الشمسية المهم في تحقيق هذا الهدف؛ إذ أسفرت الحرب في أوكرانيا عن تفاقم أزمة الغاز العالمية، التي بدأت منذ أكثر من عام.
وأدى اندفاع أوروبا اللاحق لإنهاء اعتمادها على الغاز الروسي من خلال تنويع الإمدادات، لارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات غير مسبوقة.
دون تسجيل الرقم القياسي 99 تيراواط/ساعة من توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية خلال الأشهر الـ4 الماضية، كان على الاتحاد الأوروبي شراء 20 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي.
واستنادًا إلى متوسط أسعار الغاز اليومية في المدة من مايو/أيار إلى أغسطس/آب؛ فإن هذا يعادل تكاليف الغاز التي يجري تجنبها والتي تبلغ 29 مليار يورو.
بدوره، أدى النمو السنوي في الطاقة الشمسية بمقدار 22 تيراواط ساعة فقط إلى توفير 4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي، وأكثر من 6 مليارات يورو، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعَد مساهمة المحطات الشمسية أمرًا بالغ الأهمية في وقت يتعرض فيه أمن إمدادات الغاز في أوروبا لتهديد كبير بسبب تقليص عمليات التسليم من روسيا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.
في المقابل، يبذل الاتحاد الأوروبي قصارى جهده لملء مستويات تخزين الغاز إلى 90% بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني؛ لذا فإن أي طلب إضافي على الغاز خلال الصيف ستكون له عواقب وخيمة على هذا الشتاء.
من منظور اقتصادي، فإن آخر ما يحتاج إليه المستهلكون في الاتحاد الأوروبي هو ارتفاع تكاليف الطاقة، حسبما نشر موقع "إيمبر- كلايمت" (ember-climate) في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
أسعار الغاز
علاوة على ذلك، استمرت أسعار الغاز الأحفوري في تسجيل أرقام قياسية خاصة بها خلال الصيف.
واستقر مؤشر السعر القياسي الأوروبي "تي تي إف" لليوم السابق عند أعلى مستوى له على الإطلاق عند 313 يورو (315.80 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة في 29 أغسطس/آب، وسجل متوسط 148 يورو (149.32 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة من شهر مايو/أيار إلى أغسطس/آب.
يمثل هذا زيادة قدرها 110 يورو (110.98 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة مقارنة بالمدة نفسها من عام 2021 عندما كان السعر 38 يورو (38.34 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.
ويُعَد سعر عقود الغاز الطبيعي للشتاء المقبل (شتاء 2022-2023) حاليًا أعلى بـ9 أضعاف مما كان عليه هذا الوقت من العام الماضي عند 242 يورو (244.16 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة مقابل 28 يورو (28.25 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تطرح مناقصة لتوسعة خامس أكبر حقول النفط في العالم
- غاز حقل أنشوا المغربي سيتدفق إلى أوروبا في "الأنبوب السابق للجزائر"