5 خبراء يتوقعون ارتفاع أسعار النفط فوق 120 دولارًا (تحديث)
مي مجدي
توقع خبراء، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، ارتفاع أسعار النفط فوق 120 دولارًا للبرميل، خلال المدة المقبلة.
فمنذ غزو روسيا أوكرانيا، ارتفع سعر النفط الخام إلى أكثر من 100 دولار للبرميل؛ بسبب حالة الذعر التي سادت الأسواق.
وفي مطلع أغسطس/آب المنصرم، اتفق كبار مصدّري النفط في العالم ضمن تحالف أوبك+ على زيادة طفيفة في إنتاج النفط لشهر سبتمبر/أيلول (2022)، بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، في محاولة لتهدئة أسعار النفط المرتفعة.
ويبدو أن تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان لوكالة بلومبرغ -يوم الإثنين 22 من الشهر الماضي- باحتمال خفض الإنتاج، بددت آمال الدول الغربية، وأظهرت فشل قادتها في إقناع المملكة بضخّ المزيد.
ويوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول، أعلن تحالف أوبك+، خفض إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميًا في حصص شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكشفت مجموعة من الخبراء لمنصة الطاقة المتخصصة، مدى تأثير قرار خفض الإنتاج في أسعار النفط، وما هو أعلى سعر متوقع.
هل سيسهم خفض الإنتاج في دعم أسعار النفط؟
قال نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية سابقًا الدكتور سداد الحسيني، إن خفض الإنتاج سيدعم أسعار النفط دون شك، لكن لن يحدث ذلك إلّا إذا واجه الطلب الفوري انخفاضًا حادًا إلى ما دون المستويات الحالية، وزيادة الإمدادات من إيران وروسيا.
واستطرد موضحًا: "حتى الآن الوضع ليس كذلك، ولم يتجلَّ أثر العقوبات المفروضة على روسيا بالكامل بعد في خفض الإمدادات وزيادة الأسعار".
ويرى كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة بواشنطن الدكتور أومود شوكري، أن التوصل إلى الاتفاق النووي وعودة إيران إلى السوق يمكن أن يسهم في خفض أسعار النفط لمدة وجيزة، مع ملاحظة أن النفط الإيراني متوفر -حاليًا- في السوق.
وقال، إن انخفاض الطاقة الإنتاجية لمنظمة أوبك سيؤدي إلى زيادة أسعار النفط.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار يعود بالنفع على اقتصاد الدول الأعضاء في أوبك، ومن الطبيعي أن تدعم هذه الدول زيادة أسعار الخام.
ويقول الخبير المتخصص في تحليل أسواق السلع لدى ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، بول هيكن، إن الصفقة الإيرانية المحتملة واستعداد أوبك+ لخفض الإنتاج والخسائر الروسية تعني وجود الكثير من العوامل غير المتوقعة على مستوى العرض التي يمكن أن تدعم الأسعار، لكن يجب موازنة ذلك مع نمو الطلب، وهو أقلّ من المتوقع.
وبيّن ما يزيد الوضع صعوبة، من كون استمرار ارتفاع الأسعار يعني أنها ستواصل تغذية معدلات التضخم العالمية، وربما سينتج عن ذلك المزيد من تدمير الطلب، وسيسبّب ذلك في نهاية المطاف ضغوطًا هبوطية على الأسعار في المستقبل.
(تدمير الطلب هو اتجاه هبوطي دائم على منحنى الطلب لسلعة ما).
في الوقت نفسه، أكد الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن، أنه يجب الوضع في الحسبان قرب قدوم فصل الشتاء، بما في ذلك آسيا، في ظل الأوضاع الحالية المتقلبة بالسوق والطلب القوي، ومن المتوقع أن ينتج عن ذلك ارتفاع في الطلب.
وأشار إلى أن أسعار الغاز المرتفعة ستسفر عن زيادة الطلب على النفط، وكذلك الأسمدة والديزل وغيرهما، إذ تعاني السوق -حاليًا- من نقص حادّ في كليهما.
ما أعلى سعر متوقع للنفط؟
توقّع نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية سابقًا الدكتور سداد الحسيني ارتفاع أسعار النفط إلى 140 دولارًا للبرميل، إذا كانت العقوبات ضد روسيا سارية المفعول.
وتابع: "ثمة أسباب وجيهة للاعتقاد بأنها (العقوبات) قد لا تكون صارمة، وأن أوروبا نفسها قد تمنح المزيد من الاستثناءات".
وقال سداد، إن الأسعار قد تقفز إلى مستويات قياسية إذا أصرّت أوروبا على فرض العقوبات، وبدأ الاقتصاد الصيني في التعافي، فضلًا عن تأثّر الإنتاج الليبي بالأحداث الجارية.
وأشار سداد إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستوضح التوقعات المستقبلية لأسعار النفط لبقية عام 2022، وعام 2023.
وعقّبت رئيسة شركة "إس في بي إنرجي إنترناشيونال" الدكتورة سارة فاخشوري على هذا السؤال، بأن المملكة العربية السعودية تحاول تحديد أرضية لأسعار النفط (حدّ أدنى)، ودعّم هذا الطرح أغلب أعضاء أوبك+.
وأضافت أنه قد لا يقتضي ذلك اتخاذ سياسة فورية خلال اجتماع أوبك+، لكنه يرسل إشارة إلى السوق بأنه في حالة التوصل إلى اتفاق مع إيران وإضافة المزيد من البراميل إلى السوق، فإن أوبك+ سيعدّل الإنتاج للحفاظ على الحدّ الأدنى للأسعار من 90 إلى 100 دولار.
وبدوره، لا يتوقع الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن زيادة استثنائية في الأسعار، مع وجود العديد من التهديدات التي تواجه الطلب على النفط.
ومع ذلك، يرى أنه في حالة الاستجابة عن طريق استخدام آخر لمخزون النفط الإستراتيجي، وانخفاض كميات التخزين، فقد يسهم ذلك بارتفاع الأسعار.
وأشار وودرشوفن إلى أن أيّ انخفاض آخر في الإنتاج سيزيد من تفاقم الأوضاع، وسيعتمد ذلك على مدى التزام واستقرار أعضاء أوبك.
وقال: "إذا أظهرت المؤشرات على أن وضع موسكو بات ضعيفًا، فستتجاوز الأسعار الـ120 دولارًا، وستؤثّر خطة العمل الشاملة المشتركة في روسيا بشدة، لأن النفط الإيراني يمكن أن يحلّ محلّ الخام الروسي".
مهمة صعبة
وصف كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة بواشنطن الدكتور أومود شوكري التوقع بأسعار النفط في المرحلة المقبلة بـ"المهمة الصعبة"، إذ تعتمد -غالبًا- على أوضاع سوق الطاقة العالمية والأحداث الجيولوجية، إلى جانب استقرار النمو الاقتصادي للدول الرئيسة المنتجة والمستهلكة للطاقة.
إلّا أنه توقّع تقلّب أسعار النفط بين 110 و120 دولارًا للبرميل إذا قرر تحالف أوبك+ خفض الإنتاج.
وأكد أن الأسبوع الحالي سيكون مهمًا وحاسمًا لسوق النفط؛ نظرًا لاستمرار المفاوضات النووية بين إيران والغرب، والأحداث المتفاقمة في العراق وليبيا.
ويعتقد الخبير المتخصص في تحليل أسواق السلع لدى ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، بول هيكن، أن أيّ حركة لأوبك+ ستوفر حدًا أدنى للأسعار أكثر من كونها زيادة حقيقية في الأسعار، وستهدف إلى وقف الزخم الهبوطي الذي شهد تراجع الأسعار إلى ما دون الـ100 دولار للبرميل.
وقال: "المفارقة هي أن أوبك+ يمكنه خفض الإنتاج، ويمكن للسوق تفسير ذلك على أنه طاقة فائضة أكبر، وَسوقًا أقلّ شحًا.. إذا كان حقًا يريد الحديث عن الطاقة الإنتاجية الفائضة المحدودة؛ كونها مؤشرًا على شحّ السوق عوضًا عن الإمدادات الإضافية التي تدخل السوق، فالتحدي هو تغيير زخم السوق".
وأشار هيكن إلى قرب انتهاء السحب من مخزون النفط الإستراتيجي في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، موضحًا أنه سيكون هناك نقاش آخر حول ما ستفعله الولايات المتحدة بخصوص ذلك، لا سيما أن السوق لن ترغب في رفع الأسعار أكثر من ذلك، موضحًا أن إيران وروسيا تخلقان حالة من التذبذب.
اقرأ أيضًا..
- توليد الكهرباء من النفايات في أميركا يتراجع بعد استقراره 24 عامًا (تقرير)
- الحرب في أوكرانيا ترفع أسعار الغاز.. وقلق عالمي من سيناريو 5 آلاف دولار
- 8 أسباب تجعل قضية التغير المناخي عصية على الحل (تحليل)