مسؤول فرنسي: أمن الطاقة أولوية تسبق بناء خطوط أنابيب جديدة
وألمانيا: الموقف يشوبه التوتر وقابل للتفاقم
هبة مصطفى
أكد مسؤول فرنسي أن ضمان أمن الطاقة أصبح الشغل الشاغل للدول الأوروبية في الآونة الحالية مع اقتراب فصل الشتاء، لا سيما عقب اتخاذ شركة غازبروم الروسية خطوة مثيرة للجدل تجاه بلاده.
وأوضح وزير المالية الفرنسي برونو لو مير أن حسم التحديات والمتطلبات قصيرة الأمد يشكّل ضرورة بعدما توقفت إمدادات الغاز الروسي عبر خط نورد ستريم 1 قبل أيام قليلة، وفق ما نقلت عنه رويترز، السبت 3 سبتمبر/أيلول (2022).
وكانت روسيا قد أكدت وقف تدفقات الغاز عبر الخط الذي ينقل ثلث الصادرات إلى أوروبا ويشكل مصدر التغذية الرئيس في ألمانيا لوجود أعطال فنية عاقت عمليات الصيانة، وهو أمر من شأنه تهديد أمن الطاقة الأوروبي بصورة أكبر، حسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أمن الطاقة أم خطوط الأنابيب؟
يُعَد التوسع الأوروبي في بناء خطوط أنابيب جديدة خطوة من شأنها فتح مسار مع شركاء يجنّبون اعتماد دول القارة العجوز على إمدادات الطاقة الروسية وحدها.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير إن باريس يتعيّن عليها مواجهة التحديات التي تهدد أمن الطاقة على المدى القصير مع اقتراب فصل الشتاء بتأمين إمدادات إضافية من الغاز والنفط والكهرباء من مصادر بعيدة عن إمدادات الدب الروسي.
وأوضح أن خط أنابيب الغاز الجديد الممتد عبر جبل البرانس قد لا يُسهم في تجاوز تلك الأزمة التي قد تواجهها البلاد خلال الأيام والأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، طبقًا لتصريحاته الصحفية خلال منتدى أمبروستي للأعمال شمال إيطاليا.
وأضاف أنه بالإضافة إلى ضرورة التركيز على الأولويات قصيرة الأمد لضمان أمن الطاقة يجب الأخذ بالاعتبار أفضلية استثمارات الانتقال الأخضر عن تطوير البنية التحتية للوقود الأحفوري في نظر الرأي العام.
وأشار لو مير إلى أن خطط الكهرباء والتوسع في الهيدروجين أكثر تفاؤلًا من المضي قدمًا في بناء خط أنابيب الغاز الجديد في منطقة جبال البرانس التي تربط بين فرنسا وإسبانيا.
بدائل أوروبا
يهدف مشروع خط أنابيب الغاز بين فرنسا وإسبانيا إلى خفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، وأبدى وزير الطاقة الإسباني استياءه من تراجع باريس عن مواصلة المشروع الذي يُعَد ثالث الخطوط الرابطة بين البلدين.
ومن جانب آخر، شكّل توقف تدفقات الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 تهديدًا لبرلين التي لم تُنجز حتى الآن مستويات التخزين المطلوبة لتلبية الطلب على الكهرباء والتدفئة خلال فصل الشتاء.
وحاول منظم الشبكة احتواء المواقف وطمأنة المستهلكين، مشيرًا إلى أن هناك إمدادات حالية تضمن أمن الطاقة في البلاد، غير أنه لم يستبعد تطور الأمر نحو الأسوأ، مشيرًا إلى أن الموقف يشوبه التوتر وقد يتفاقم بصورة أكبر.
وكانت الشركة الروسية قد أرجعت قرار عدم استئناف التدفقات في الخط إلى رصدها أعطالًا في التوربينات خلال أعمال الصيانة.
وسعت الدول الأوروبية بصورة منفردة إلى ضمان تدفقات بديلة من الأسواق الفورية، وطرح خطط نحو ترشيد الاستهلاك وتقنينه، بخلاف التوجه العام للاتحاد الأوروبي نحو خفض استهلاك الغاز على الأصعدة كافة بنسبة 15% حتى شهر أبريل/نيسان من العام المقبل (2023).
تبادل الاتهامات
يبدو أن الموقف الأوروبي-الروسي يتجه نحو الاشتعال الأشهر المقبلة، وبدأت دائرة تبادل الاتهامات بين الأطراف كافة إلقاء المزيد من الضغوط على أمن الطاقة في القارة العجوز.
وذكر عملاق الغاز الروسي "غازبروم" أن شركة سيمنس الألمانية أبدت استعدادها لإصلاح توربينات خط نورد ستريم 1، غير أن توفير موقع للعمل كان عائقًا أمام استكمال مهمتها، حسبما أوضحت الشركة اليوم السبت.
وفي الوقت ذاته، نفت شركة سيمنس الألمانية المُنتجة للتوربينات تلقيها أي طلبات لإصلاح أعطال الخط، مشيرة إلى أن العطل الذي أعلنته غازبروم لا يمنع تشغيل التوربينات واستمرار العمل.
واستبقت غازبروم مناورتها الأوروبية الأخيرة بقرار منذ أسابيع عدة، يهدف إلى خفض تدفقات الخط إلى 20% فقط من سعته.
وقال المفوض الاقتصادي وزير الشؤون الخارجية الإيطالي السابق باولو غينتيلوني، إن روسيا يتعيّن عليها احترام التزاماتها التعاقدية في مجال الطاقة، لافتًا في الوقت ذاته إلى استعداد الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المترتبة على عدم وفاء موسكو بتلك التعهدات.
اقرأ أيضًا..
- حرب بايدن ضد الغاز الطبيعي ستؤدي إلى معاناة ووفاة الملايين (مقال)
- أكبر حقل نفط في الكويت.. معلومات عن العملاق برقان
- الطاقة النووية تدخل رسميًا ضمن مزيج توليد الكهرباء في غانا (تقرير)