النفط الروسي يتسلل إلى دول "غير صديقة" عبر الهند (تقرير)
نوار صبح
- استفادت مصافي التكرير الهندية من الخصومات الهائلة في أسعار النفط الروسي
- كان استبدال خامات أميركا اللاتينية منتشرًا على نطاق واسع
- تراجعت حصة خامات السعودية والعراق والكويت وسلطنة عمان بمقدار 224 ألف برميل يوميًا
- غالبًا ما تجلب الولايات المتحدة البنزين الهندي لموسم ذروة الطلب الصيفي
منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط، كانت هناك تكهنات بشأن احتمال تدفق النفط الروسي المعالج بمثابة منتجات في مصافي التصدير الهندية إلى الدول التي فرضت عقوبات على روسيا.
وقد استفادت مصافي التكرير الهندية من الخصومات الهائلة في أسعار النفط الروسي، ما جعل الهند واحدة من أكبر مستوردي النفط الروسي.
ومن الناحية العملية، يَصْعُب تحديد ما إذا كانت كميات النفط الدقيقة من روسيا تصل إلى البلدان التي تفرض عقوبات عليها، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلاوة على ذلك، ونظرًا إلى طبيعة النفط القابلة للاستبدال، يمكن أن تظهر البيانات على الأقل إلى أين ترسل مصافي التكرير الهندية التي لديها خام روسي في مزيج المواد الأولية منتجاتها، وفق تقرير نشرته شركة "بترو-لوجيستكس" (petro-logistics) السويسرية.
وأفاد تقرير شركة "بترو-لوجيستكس"، المزود الرائد لبيانات تتبع الشحنات وتحليلات التدفق التجاري، بأنه يمكن بعد ذلك استنتاج نسبة تقريبية لأي جزء من هذه المنتجات قد يُنسب إلى النفط الروسي.
أنواع الخام التي أزاحها النفط الروسي في الهند
أدت كميات النفط الروسي الواردة إلى الهند إلى إزاحة أنواع النفط الخام من العديد من البلدان المختلفة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية والعديد من دول الخليج الرئيسة في الشرق الأوسط (وليس جميعها) الخاسرة الأكبر.
ويتلخّص المشهد في أن مصافي التكرير الهندية استبدلت سلة مختلطة من الخام الخفيف والثقيل من الأميركتين مقابل مصدر واحد للخام المتوسط من روسيا.
في المقابل، تم تغيير درجات خام الشرق الأوسط بين الموردين.
وانخفضت درجات خام غرب تكساس المختلفة 166 ألف برميل يوميًا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وسُحبت كميات صغيرة من حوضيْ باكن وإيغل فورد، وكانت جميع درجات الخام من الولايات المتحدة خفيفة.
وكان استبدال خامات أميركا اللاتينية منتشرًا على نطاق واسع، إذ انخفضت خامات كل من المكسيك وكولومبيا والبرازيل بمجموع 110 آلاف برميل يوميًا.
وتُعَدّ قصة الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا بعض الشيء. فقد انخفضت إمدادات المنطقة، للوهلة الأولى، بمقدار 21 ألف برميل يوميًا فقط، إذ تخفي بعض المقايضات بين البائعين.
وتراجعت حصة خامات السعودية والعراق والكويت وسلطنة عمان مجتمعة بمقدار 224 ألف برميل يوميًا، في حين ارتفعت خامات الإمارات وقطر بمقدار 203 آلاف برميل يوميًا.
وضمن هذه المعطيات، يبدو أن الإمارات العربية المتحدة قد استعاضت الخام الخفيف بصفة مباشرة إلى حد ما بالخام الخفيف العربي بدرجة معتدلة (وتراجع بمقدار 115 ألف برميل يوميًا بالمقارنة مع مزيج داس ومربان المتشابهين إلى حد ما "بزيادة 121 ألف برميل يوميًا").
وكانت بقية الكميات التي استُبدلت متوسطة الحموضة لتحل محل الخام المتوسط الحموضة.
وانخفض تدفق الخام العربي الخفيف ومزيج التصدير الكويتي مجتمعيْن إلى الهند بمقدار 96 ألف برميل يوميًا.
بينما ارتفعت سلة خام قطر البحري، الشاهين، وزاكوم العلوي بمقدار 80 ألف برميل يوميًا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
المنتجات المصدَّرة
تميل صادرات المنتجات الهندية إلى نواتج التقطير المتوسطة، وقد زاد هذا بصفة طفيفة منذ اندلاع الحرب.
وبين شهريْ أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2022، بلغت صادرات زيت الغاز والكيروسين مليونًا و353 ألف برميل يوميًا أو 52% من جميع المنتجات، مقابل مليون و272 ألف برميل يوميًا أو 49% من جميع المنتجات في عام 2021.
وبلغ الخام الخفيف المكرر شكل البنزين والنافثا مليونًا و158 ألف برميل يوميًا أو 44% من جميع المنتجات من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، مقابل مليون و137 ألف برميل يوميًا أو 44% من جميع المنتجات في عام 2021.
وسجل زيت الوقود تراجعًا عند 70 ألف برميل يوميًا من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران مقابل 107 آلاف برميل يوميًا في عام 2021.
وبلغ إجمالي صادرات المنتجات منذ الحرب مليونين و613 ألف برميل يوميًا، وهو قريب جدًا من متوسط 2021، البالغ مليونان و579 ألف برميل يوميًا.
وبالنظر إلى مدى قرب الأرقام والتقلبات الإضافية المتأصلة في التغيرات في أرقام الصادرات مقابل أرقام الإنتاج، فمن الصعب استخلاص أي استنتاجات قوية بشأن تأثيرات الحرب.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الزيادة المتواضعة في صادرات نواتج التقطير المتوسطة وانخفاض صادرات زيت الوقود لا تتطابق مع ما يمكن توقعه من التغيير في قوائم استيراد الخام.
تُجدر الإشارة إلى أن استبدال سلة "الدمبل" من درجات ثقيلة من أميركا اللاتينية والولايات المتحدة الخفيفة بمواد أولية أكثر نقاءً من خام الأورال يؤدي إلى إنتاج أقل من زيت الوقود وزيادة نواتج التقطير المتوسطة، كما تشير أرقام شركة "بترو-لوجيستكس" (petro-logistics) السويسرية.
وجهات إرسال المنتجات النفطية من الهند
يمكن ملاحظة أن هناك انتشارًا واسعًا للوجهات الإقليمية، مع وجود أكبرها إلى آسيا في 112 ألف برميل يوميًا أو 36%، يليه الشرق الأوسط بمقدار 68 ألف برميل يوميًا، وأفريقيا 64 ألف برميل يوميًا.
وتُعدّ أكبر 5 دول تستورد المنتجات الهندية التي تُعزى نظريًا إلى الخام الروسي هي: الإمارات (45 ألف برميل يوميًا)، وكوريا الجنوبية (31 ألف برميل يوميًا)، وجنوب أفريقيا (28 ألف برميل يوميًا)، وسنغافورة (23 ألف برميل يوميًا)، والولايات المتحدة الأميركية (15 ألف برميل يوميًا).
وبدورها، تستهلك الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة البنزين، وغالبًا ما تستورد الولايات المتحدة البنزين الهندي لموسم ذروة الطلب الصيفي، وتستهلك جنوب أفريقيا وسنغافورة زيت الغاز، وتستهلك كوريا الجنوبية النافثا في الغالب.
اقرأ أيضًا..
- صناعة السيارات الكهربائية في المغرب.. ثورة تجذب أنظار العالم (مقال)
- اتصالات أوروبية لاستيراد الغاز من موريتانيا.. وهذا أول موعد مقترح (خاص)
- قطاع الطاقة في سلطنة عمان يشهد قصص نجاح 5 قيادات نسائية بارزة (تقرير)