الكيان الجديد لمشروع سخالين 2 يستقطب شركات يابانية
لضمان إمدادات الغاز المسال
هبة مصطفى
واصل الكيان الجديد المُستحدَث لتشغيل مشروع "سخالين 2" في روسيا، عقب تخارج شركة شل منه، جذب اهتمام شركات يابانية في وقت تسعى خلاله دول أوروبية وآسيوية لتأمين إمداداتها من الغاز المسال.
وخلال الأيام الأخيرة وقّع أكبر مورّدي غاز المدن في طوكيو وأكبر مولد للكهرباء تعاقدات طويلة الأجل مع المُشغّل الجديد للمشروع الروسي، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الثلاثاء 30 أغسطس/آب.
وجاء توقيع العقود طويلة الأجل مع المرفقين اليابانيين عقب إعلان شركتي "ميتسوبيشي" و"ميتسوي" احتفاظهما بحصّتهما السابقة في المشروع والانضمام للكيان الجديد المُشغل للمشروع الروسي، بعدما تلقّتا دعمًا حكوميًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تعاقدات جديدة
تدفع الحكومة اليابانية باتجاه تأمين إمدادات الغاز المسال في ظل أزمة طاقة متوقعة للأسواق العالمية بوقت وشيك، لا سيما أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا سبّبت حالة من اضطراب الإمدادات وتقلّب الأسعار.
وعقب تخارج شركة شل من سخالين 2 الروسي، تنفيذًا للعقوبات المفروضة على موسكو إثر غزوها أوكرانيا، شهد مشروع الغاز تعثرًا إلى أن تقرَّر بموجب قرار رئاسي تشكيل كيان جديد لإدارته، يتبع الكرملين.
وبدأت الشركات اليابانية -التي كانت تتمتع بتعاقدات طويلة الأجل في مشروع سخالين 2 الروسي- بتلقّي عروض من المُشغّل الجديد لاستمرار التعاقد، وعلى إثره وقّعت شركة "جيرا" أكبر مولّدي الكهرباء في طوكيو صفقة مع المشغّل تضمن توريد الغاز.
وأكد المتحدث باسم "جيرا" أن الصفقة الجديدة احتفظت بشروط التعاقد السابق نفسها، بما يتضمن الكميات والأسعار وطريقة الدفع، حسب صحيفة أوف شور تكنولوجي.
وعلى المنوال ذاته، أعلنت "طوكيو غاز" أكبر مورّدي غاز المدن في اليابان، اليوم الثلاثاء، تأمينها إمدادات من الغاز المسال عبر تعاقد طويل الأجل مع المشغّل الجديد للمشروع الروسي.
واحتفظ التعاقد الجديد بكميات التدفقات التي كانت واردة في تعاقد "طوكيو غاز" السابق مع المشروع الروسي.
دعم ياباني
يهدف توقيع أكبر مورّد لغاز المدينة وأكبر مولدي الكهرباء في اليابان مع الكيان الجديد المشغّل للمشروع الروسي إلى ضمان وتأمين التسليمات المقررة سابقًا للبلاد، لا سيما أن الدولة الواقعة شرق آسيا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة تقترب من 10%.
وتنظر الحكومة اليابانية إلى مشروع الغاز في روسيا بصفته مفتاحًا لضمان أمن الطاقة؛ ما دفعها لمطالبة الشركات المشاركة في المشروع قبل تغيير كيان إدارته، إلى التفكير إيجابًا بالانضمام إلى الكيان الجديد لتأمين إمدادات الغاز لبلادها.
وعقب إعلان الحكومة دعم احتفاظ شركاتها بحصصها، عكفت الشركات اليابانية التي تشتري الغاز الروسي من المشروع على تقييم الخيارات المطروحة، إمّا بالاستمرار والتعاقد مع الكيان الجديد، أو التخارج.
وما زالت شركة "كيوشو إلكتريك باور" تنظر في أمر احتفاظها بتعاقدها طويل الأجل لتلقّي إمدادات الغاز المسال من سخالين 2، بينما حسمت "طوكيو غاز" موقفها بالانضمام للكيان الجديد المُشغّل للمشروع.
وفي الوقت ذاته، تدرس شركتا "طوهوكو إلكتريك باور" و"سايبو غاز" تفاصيل تعاقد غاز مسال مع المشغّل الجديد للمشروع الروسي.
سيطرة روسية
كان الرئيس فلاديمير بوتين قد أقرّ مرسومًا نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي يضمن نقل حقوق المشروع إلى كيان روسي بالكامل، بعدما تخارجت منه شركة شل استجابة للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، ضمن تداعيات حرب أوكرانيا.
ورأت اليابان تلك الخطوة بمثابة تهديد لاستثماراتها وإمداداتها من الغاز، خاصة أنها تتزامن مع تقلبات في الأسواق العالمية حول الأسعار وتوافر الإمدادات.
وقررت حكومة طوكيو التدخل لدعم احتفاظ شركتي ميتسوبيشي وميتسوي بحصصهما في المشروع، وعكفت وزارة التجارة والصناعة على متابعة الأمر مع الشركتين اللتين تملكان حصصًا بالمشروع.
وأصدر رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، مطلع شهر أغسطس/آب الجاري، تعليمات لتنفيذ المرسوم الرئاسي بإنشاء كيان جديد يحمل اسم "سخالين إنرجي" يتولى تشغيل المشروع.
ووفق مرسوم بوتين، تملك شركة غازبروم عملاق الغاز الروسي ما يزيد عن 50% من حصص المشروع، في حين تؤول نسبة قدرها 49.9% إلى المشغّل للسماح للشركات والمستثمرين بالاحتفاظ بحصصهم السابقة.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط في كردستان العراق يواجه النضوب.. ووثائق: الإقليم مهدد بالإفلاس
- الحرب في أوكرانيا ترفع أسعار الغاز.. وقلق عالمي من سيناريو 5 آلاف دولار
- 3 تغيّرات في سوق الغاز المسال العالمية بعد غزو أوكرانيا
- تغير المناخ يضرب باكستان بآثار مدمرة.. فيضانات وارتفاع درجات الحرارة