سخالين 2.. شركتان يابانيتان تستعدان للانضمام إلى الكيان الجديد
مي مجدي
قررت شركتا ميتسوبيشي وميتسوي اليابانيتان الاحتفاظ بحصتهما في مشروع سخالين 2، والتقدم بطلب للانضمام إلى الكيان الجديد.
وأعلنت ميتسوبيشي المشاركة في المشغل الجديد للمشروع الواقع بمنطقة الشرق الأقصى الروسي، اليوم الخميس 25 أغسطس/آب (2022)، بعد دراسة متأنية، بينما قالت شركة ميتسوي إنها ما زالت تجري محادثات مع الأطراف المعنية، وامتنعت عن الخوض في التفاصيل، حسبما نشرت وكالة رويترز.
وقال متحدث باسم ميتسوبيشي إن الشركة قررت الاحتفاظ بحصتها في المشروع، ومررت قرارًا، صباح اليوم، يتعلق بتقديم الموافقة على شراء حصة في الكيان الجديد بحلول الموعد النهائي (4 سبتمبر/أيلول 2022).
وبعد إعلان القرار، ارتفعت أسهم ميتسوبيشي 2%، بينما صعدت أسهم ميتسوي 1%، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أهمية المشروع لليابان
جاء قرار الشركتين بالاستثمار في الكيان الجديد ضمن مساعي الحكومة اليابانية لتأمين إمدادات مستقرة من الغاز المسال وسط اضطرابات بالسوق العالمية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وطلبت الحكومة اليابانية من الشركات التجارية "التفكير بإيجابية" بشأن الانضمام إلى الكيان الجديد؛ حيث يُعَد مشروع سخالين 2 مصدرًا رئيسًا يضمن أمن إمدادات الطاقة واستقرارها في اليابان.
وكانت الخطوة -التي اتخذتها ميتسوي وميتسوبيشي- متوقعة، ولا سيما أن الحكومة اليابانية أكدت مرارًا مواصلة دعمها للشركات للبقاء في المشروع.
وتستورد اليابان قرابة 10% من الغاز المسال الروسي؛ أغلبها من مشروع سخالين 2.
تأكيدات الحكومة
في الوقت نفسه، أكدت الحكومة اليابانية، اليوم الخميس 25 أغسطس (2022)، أن شركتي ميتسوبيشي وميتسوي قررتا الاحتفاظ بحصتهما في مشروع سخالين 2، وستُخطِران المشغل الروسي بقرارهما -قريبًا-، حسبما نشرت وكالة تاس الروسية.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هيروكازو ماتسونو، ايوم الخميس 25 أغسطس/آب (2022): "نحن على علم بأن الشركات أكدت رسميًا قرارها بالموافقة على مواصلة مشاركتها".
ووفقًا لتصريحات ماتسونو، بعد تقديم الشركات الطلبات سيتخذ الجانب الروسي القرار النهائي.
وأضاف: "سنواصل مراقبة الوضع عن كثب، واتخاذ إجراءات لضمان استقرار إمدادات الغاز المسال".
وسبق أن ذكرت صحيفة نيكي أنه من المتوقع أن تخطر ميتسوي وميتسوبيشي الجانب الروسي بقرارهما بحلول نهاية أغسطس/آب (2022)، وسيكون أمام الجانب الروسي 3 أيام لاتخاذ قرار نهائي بشأن مشاركتهما في المشروع.
الكيان الجديد
سعت روسيا للسيطرة على مشروع سخالين 2 من خلال توقيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسومًا في يونيو/حزيران (2022) يأمر فيه بنقل حقوق المشروع إلى شركة روسية جديدة.
ومنح المرسوم الحكومي للمستثمرين الأجانب شهرًا للمطالبة بحصصهم، لكن في حال عدم تقديم الطلبات في الموعد المحدد، سيكون من حق الحكومة تقييم الحصة وبيعها إلى كيان روسي.
وفي 2 أغسطس/آب (2022)، وقع رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، قرارًا بشأن إنشاء كيان جديد، سيُطلق عليه "سخالين إنرجي"، بدلًا من المشغل الحالي "سخالين إنرجي إنفستمنت"، وسيكون مقرّه في مدينة يوجنو- سخالينسك، عاصمة جزيرة سخالين.
وبموجب القرار، سيحتفظ الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، أندري أولينيكوف، بمنصبه بصفته رئيسًا تنفيذيًا للمشغل الجديد.
في حين حصلت شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة على ما يزيد قليلًا على 50% من الكيان الجديد، الذي احتفظ بالحصة المتبقية لحين تقدم المساهمين الحاليين بطلب للحصول على حصة.
وقالت شركة سخالين إنرجي، الكيان الروسي الجديد، يوم الجمعة الماضي 19 أغسطس/آب (2022)، إنها بدأت نشاطها التجاري، وتواصل عمليات الإنتاج والتصدير.
وتمتلك الشركتان اليابانيتان حصة بنسبة 22.5% في مشروع سخالين 2، وتعد اليابان أكبر مشترٍ للغاز المسال من المشروع منذ تشغيله في عام 2008.
وكانت شركة شل، التي تمتلك حصة بنسبة 27.5%، قد أعلنت انسحابها من المشروع بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسبق أن صرح الرئيس التنفيذي للشركة، بن فان بيردن، باستبعاد حصول الشركة على حصة في الكيان الجديد.
على صعيد آخر، لم تعلن أي من الشركات اليابانية الـ8 التي تتلقى الغاز المسال من سخالين 2 خططها لإنهاء العقود.
وتلقت مرافق الغاز والكهرباء اليابانية ذات العقود طويلة الأجل لشراء الغاز المسال من سخالين 2، عرضًا جديدًا من المشغل الروسي الجديد، ويُقَيِّمونه -حاليًا-.
اقرأ أيضًا..
- دعم قطاع الطاقة الروسي يضع 3 دول أوروبية أمام اتهامات بجرائم حرب
- استثمارات الغاز المسال عالميًا قد تبلغ ذروتها قرب 42 مليار دولار (تقرير)
- أزمة متوقعة تجبر اليابان على العودة إلى الطاقة النووية
