تواجه الكهرباء في لبنان العديد من التحديات، أبرزها عدم توافر الوقود اللازم لتشغيل المحطات والمعامل، ما يدخل البلاد في "عتمة شاملة" بين الحين والآخر.
وفي هذا الإطار، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان نفاد مخزونها من مادة الغاز أويل (زيت الغاز)، مشيرة إلى توقف إنتاج الكهرباء على الأراضي اللبنانية كافة بحلول بعد ظهر غد الجمعة، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأصبحت انقطاعات الكهرباء في لبنان المشهد الأكثر تكرارًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، إذ لا يكاد يمر شهر دون أن تدخل بيروت والمدن الرئيسة في ظلام تام، لعدم توافر الوقود.
نفاد الوقود في لبنان
قالت شركة الكهرباء في لبنان، إن ما تبقى من طاقة كهربائية منتجة يُولَّد فقط من معمل الزهراني، الذي يُعد حاليًا المعمل الوحيد المتبقي على الشبكة، بعد نفاد مخزون معمل دير عمار من "الغاز أويل".
وشددت كهرباء لبنان على أن مخزون معمل الزهراني من "الغاز أويل" قد وصل لأقصى حدوده الدنيا وقد شارف على النفاد، وإزاء هذا الوضع الحساس والخارج عن الإرادة، "تفيد المؤسسة بأنه سيُوضع معمل الزهراني قسريًا خارج الخدمة بعد ظهر الجمعة 26 أغسطس/آب 2022".
وأوضحت أن ذلك سيؤدي إلى توقف إنتاج الكهرباء على كل الأراضي اللبنانية، على أن يُعاد تشغيل معامل الإنتاج فور تزويد المؤسسة بالمحروقات في أقرب فرصة ممكنة.
اتفاقية الوقود اللبناني
قالت مؤسسة كهرباء لبنان: "إنه لم تُورّد -بموجب اتفاقية التبادل المبرمة بين كل من العراق ولبنان- أي شحنة غاز أويل مخصصة لشهر أغسطس/آب 2022 لصالح المؤسسة من جانب وزارة الطاقة والمياه، والمديرية العامة للنفط".
وأشارت إلى أنها كذلك لم تُبلغ بعد ما إذا كانت ستُورّد شحنة الوقود خلال شهر سبتمبر/أيلول 2022.
وأوضحت أن إنتاج التيار من معامل مؤسسة كهرباء لبنان كان يعتمد في المدة الأخيرة فقط على اتفاقية الوقود مع العراق.
وكان العراق قد وافق مطلع الشهر الجاري على تمديد اتفاقية الوقود مع لبنان، لمدة عام جديد، والمعروفة باسم "النفط مقابل الخدمات".
ووقّع العراق، في يوليو/تموز 2021، اتفاقية مع لبنان تقضي بمدّ بيروت بمليون طن من زيت الوقود عالي الكبريت اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، على أن يوفّر لبنان ما يعادل قيمة الصفقة احتياجات بغداد من الخدمات والسلع المتوفرة في بيروت، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
ويقضي الاتفاق باستيراد مليون طن من زيت الوقود عالي الكبريت لمدة سنة، ويُستَبدَل عبر مناقصات شهرية (ما بين 75 و85 ألف طن) لصالح مؤسسة كهرباء لبنان.
الغاز المصري إلى لبنان
أشارت شركة الكهرباء في لبنان إلى أنه حتى الآن لم يتبين الموعد الفعلي لوصول الكهرباء من الأردن، والموعد الفعلي لبدء استيراد الغاز المصري، بانتظار تأمين التمويل اللازم لهذين المشروعين من قبل الجهات المعنية.
ويهدف لبنان إلى استيراد 650 مليون متر مكعب من الغاز المصري سنويًا عبر سوريا والأردن، لتأمين الوقود إلى محطة كهرباء دير عمار في شمال لبنان، وهو ما يمكن أن يضيف نحو 450 ميغاواط إلى الشبكة، أي ما يعادل نحو 4 ساعات إضافية من الكهرباء يوميًا.
وكان لبنان قد وقّع في يناير/كانون الثاني على اتفاق لتوريد الكهرباء والعبور مع الأردن وسوريا، وبموجبه يزوّد الأردن لبنان بـ150 ميغاواط من الكهرباء من منتصف الليل حتى السادسة صباحًا، و250 ميغاواط من الساعة السادسة صباحًا حتى منتصف الليل، وكان مقررًا دخول المشروع حيز النفاذ في مارس/آذار الماضي.
ولم تعد انقطاعات الكهرباء في لبنان حدثًا جديدًا على المواطنين، إذ اعتادوا أن تتعرض المرافق الحيوية لانقطاعات بصفة مستمرة، إذ لا تكاد تصل التغذية إلى نحو ساعتين فقط، ما يدفع المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الخاصة والمولدات.
موضوعات متعلقة..
- انقطاع الكهرباء في لبنان بعد توقف محطات الإنتاج الرئيسة
- الكهرباء في لبنان تتلقى صدمة جديدة بتوقف معمل الزهراني
اقرأ أيضًا..
- رغم تعافي إنتاج النفط الروسي.. الأسوأ لم يأتِ بعد (تقرير)
- أكثر الدول حرقًا للغاز الطبيعي عالميًا.. العراق والجزائر في القائمة والسعودية الأقل