الهند تطيل عمر محطات الفحم القديمة.. وتتوسع في الجديدة
أمل نبيل
مع تصاعد حدة أزمة الطاقة العالمية، تدرس الحكومة الهندية تمديد عمر محطات الفحم القديمة في البلاد، كما تعمل على إنشاء محطات جديدة، وهي خُطوة من شأنها أن تُبقي سعة الوقود الأحفوري أعلى لسنوات، وربما تعطّل جهود تحقيق الأهداف المناخية للدولة الواقعة في جنوب آسيا.
ويدرس المسؤولون الهنود مقترحًا لإغلاق أقل من 5 غيغاواط من السعة الحالية بحلول نهاية العقد، إذ تكافح الدولة الآسيوية لتلبية الطلب المرتفع على الكهرباء ونقص الطاقة العالمي، في حين تقترح الخطط الموضوعة في عام 2020 إغلاق نحو 25 غيغاواط بحلول عام 2030، وفقًا لبلومبرغ.
وتمتلك الهند -حاليًا- نحو 204 غيغاواط من سعة محطات الفحم، وستشهد الخطط قيد المناقشة زيادة هذه السعة إلى أكثر من 250 غيغاواط خلال العقد المقبل، بحسب ما اطّلعت عليه منصّة الطاقة المتخصصة.
محطات الفحم في الهند
قال المحلل في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، سونيل داهيا، الذي يدعم التبني الأسرع لأنواع الوقود الأقل تلويثًا: "أي روبية تُستثمر في البنية التحتية الجديدة للفحم تطيح بالهند بعيدًا عن تحقيق الحياد الكربوني الكامل".
وأضاف: "ستُحمّل هذه الاستثمارات نظام الطاقة بقدرات زائدة وتعرقل الاستثمارات في مشروعات الطاقة النظيفة".
وأكد داهيا، أنه ينبغي على الحكومة الهندية استخدام خط أنابيب الفحم بسعة 30 غيغاواط، الذي دخل مرحلة متقدمة من البناء ليحلَ محلَ المحطات القديمة والمتهالكة، كما يجب على الهند إعطاء الأولوية للاستثمارات في توسيع شبكة الكهرباء ومشروعات إزالة الكربون.
ووفقًا للمقترحات التي تُدرس، ستستمر محطات الفحم في الهند، التي تمثل حاليًا ما يقرب من 70% من توليد الكهرباء، في تلبية ذروة الطلب على الكهرباء في أوقات المساء، مع زيادة قدرة مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتلبية متطلبات الطاقة في أوقات النهار.
وتهدف ثالث أكبر مُصدّر للانبعاثات في العالم إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، وتوليد 50% فقط من الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2030؛ ما يمنح مجالًا لمواصلة الاعتماد على محطات الفحم لعقود أخرى.
وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، وافقت الهند على خفض كثافة انبعاثات ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 33-35% من مستوياتها لعام 2005 بحلول عام 2030، ثم رفعت هذه النسبة إلى 45% خلال قمة المناخ 26، إلى جانب تقليل الانبعاثات المتوقعة بمقدار مليار طن حتى عام 2030.
وعلى الرغم من ذلك أحبطت الهند والصين الجهود المبذولة لتحديد موعد للتخلص التدريجي من استخدام طاقة الفحم في محادثات المناخ في غلاسكو العام الماضي.
وتمتلك الهند احتياطيات من الفحم تصل إلى 344 مليار طن، وتستحوذ شركة كول إنديا المملوكة للحكومة على 80% من إنتاج الفحم في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
الطاقة النظيفة
تهدف حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى بناء 500 غيغاواط من قدرة الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، وأن تصبح في نهاية المطاف مركزًا عالميًا للطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء والهيدروجين الأخضر.
وعلى المدى الأقصر، يسعى الوزراء لضمان استقرار إمدادات الطاقة للمستهلكين والصناعة.
ويرى صانعو السياسة في الهند ضرورة توسيع الاعتماد على أسطول الفحم في البلاد، في ظل الارتفاعات القياسية بأسعار الغاز وصعوبة تنفيذ مشروعات الطاقة الكهرومائية، والاعتماد على محطات الطاقة المتجددة التي ما تزال في مراحلها الأولى.
والهند ليست الدولة الوحيدة التي تقرر إطالة عمر محطات الفحم لديها، إذ قررت عدة دول أخرى على مستوى العالم تلبية ارتفاع الطلب على الكهرباء والنقص الحاد في الغاز الطبيعي عن طريق حرق المزيد من الفحم.
وتُعد الهند ثاني أكبر مستورد للفحم في العالم، وتستورد احتياجاتها بصفة رئيسة من إندونيسيا وأستراليا وجنوب أفريقيا.
وارتفع استهلاك الدولة الواقعة في جنوب آسيا بنحو 700% خلال السنوات الـ40 الأخيرة، ومن المتوقع أن يتراوح الطلب على الفحم في الهند بين 1.3 و1.5 مليار طن بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 63% عن المعدلات الحالية للاستهلاك.
موضوعات متعلقة..
- مخزونات الفحم في الهند تشهد انفراجة.. ومنتجو الكهرباء يحددون حصص الاستيراد
- إنتاج الفحم في الهند يسجل أكبر ارتفاع ربع سنوي
- لأول مرة في تاريخها.. الهند تستورد فحم الكوك من هذه الدولة
اقرأ أيضًا..
- الطاقة النظيفة في أوزباكستان تجذب استثمارات سعودية بـ2.5 مليار دولار
- تراجع إنتاج مصافي النفط وانخفاض الواردات في الصين.. هل هو مؤقت أم هبوطي؟
- إنتاج الوقود السائل العالمي قد يتجاوز الاستهلاك في 2022 (تقرير)