الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى زيادة ناتج المواد الخام اللازمة للطاقة الخضراء (تقرير)
نوار صبح
في إطار سعي الاتحاد الأوروبي لإيجاد بدائل عن إمدادات النفط والغاز الطبيعي من روسيا، تبذل المفوضية الأوروبية جهودًا ملحوظة لزيادة ناتجها من المواد الخام اللازمة للطاقة الخضراء.
وكانت المفوضية -المندفعة إلى زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة- متنبهًة لتَبِعات الاعتماد على المواد الخام المستوردة، حتى قبل تعزيز حرب روسيا على أوكرانيا خطر توقّف صادرات الغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.
وتعتزم المفوضية تخفيف العوائق التنظيمية أمام تعدين المواد الخام اللازمة لمزارع الرياح والسيارات الكهربائية، ويأمل المسؤولون في بروكسل العثور على تلك المواد بدول الاتحاد الأوروبي، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن خططها، التي ما تزال في مهدها، ستخفف المفوضية العوائق التنظيمية أمام التعدين وإنتاج مواد حيوية مثل الليثيوم والكوبالت والغرافيت، اللازمة لمزارع الرياح والألواح الشمسية والسيارات الكهربائية.
وسيرتفع طلب الاتحاد الأوروبي على المعادن الأرضية النادرة لصناعة توربينات الرياح 5 أضعاف بحلول عام 2030، وفقًا للمفوضية الأوروبية، ومن المتوقع أن يتضاعف العرض العالمي.
ويتوقع مراقبون أن يرتفع الطلب على الليثيوم 60 ضعف الاستهلاك الحالي تقريبًا بحلول عام 2050، وفقًا لمركز الأبحاث المشترك (جيه آر سي) لدى الاتحاد الأوروبي.
ويرجحون أن يرتفع الطلب على الكوبالت والغرافيت 15 ضعفًا تقريبًا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (Financial Times) في 16 أغسطس/آب الجاري.
وقال مفوض شؤون السوق الداخلي في الاتحاد الأوروبي، تيري بريتون: إن الطلب يشهد زيادة كبيرة بسبب التحول الرقمي والأخضر في المجتمع، الذي غالبًا ما يعتمد كليًا على الواردات، في ظل عوامل الجغرافيا السياسية لسلاسل التوريد غير المستقرة.
وأوضح أن هذا سيتطلب "نقاشًا مفتوحًا" بشأن زيادة عمليات التعدين والمعالجة والتكرير وإعادة التدوير في أوروبا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يفضّل استيراد احتياجاته من البلدان الثالثة وغضّ الطَّرْف عن التأثير البيئي والاجتماعي فيها، وعن انبعاثات الكربون للمواد المستوردة، مشيرًا إلى أن التعدين في أوروبا يجب ألا يكون عملًا ملوِّثًا.
الاحتياطيات الكبيرة لليثيوم في البرتغال
كان من المتوقع أن يبدأ منجم باروسو في شمال شرق البرتغال في إنتاج الليثيوم اللازم لبطاريات السيارات الكهربائية في عام 2020، ويمثّل المنجم مركز الثقل المحتمل في التحول إلى الطاقة الخضراء في أوروبا، في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في عام 2020.
وقد أُجبِرَت شركة سافانا ريسورسز البريطانية، مالكة المنجم المدرجة في بورصة لندن، على إعادة النظر في موعد بدء الإنتاج عدة مرات، إذ تنتظر الموافقة البيئية.
وفي يوليو/تموز الماضي، أضافت هيئة تنظيم التعدين في البرتغال مرحلة إلى العملية، ما تسبب في إعادة تغيير شركة سافانا لموعد بدء إنتاجها حتى عام 2026، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة سافانا، ديل فيرغسون، بأنه لا يستغرب أن التدقيق البيئي في الاتحاد الأوروبي يستغرق وقتًا أطول مما كان عليه في أستراليا الأم أو الولايات المتحدة.
وقال إنه لا يمكن مقارنة منجم على حافة الصحراء النائية في أستراليا مع مشروع في أوروبا.
تحفيز إنتاج المواد الخام في الاتحاد الأوروبي
تعمل المفوضية الأوربية على استصدار قانون مقترح للمواد الخام لتحفيز إنتاج الاتحاد الأوروبي، بهدف مواجهة عقبات مثل تلك الموجودة في البرتغال، التي لم ترخص مشروع تعدين كبير لمدة 30 عامًا.
وتسعى المفوضية إلى وضع ضوابط لتعيين مشروعات إستراتيجية للإسراع في منح التصاريح والتراخيص، أو إنشاء متجر شامل واحد لتراخيص المشروع، أو اتخاذ تدابير لتسريع العمليات القانونية الوطنية للتغلب على الصعوبات.
وبيّن تقرير مركز الأبحاث المشتركة لدى الاتحاد الأوروبي لعام 2021 أن الموارد المحتملة لأوروبا كانت غير مستقرة، مع تسجيل أدنى استثمار في أنشطة التعدين في أي منطقة كبيرة.
علاوة على ذلك، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد 32% من كهرباء الاتحاد بحلول 2030، وقد تزيد النسبة إلى 40% أو حتى 45% عندما يباشر البرلمان الأوروبي المفاوضات بشأنها.
وجاء نحو 22% من توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، في عام 2020، من مصادر متجددة، وفقًا للمفوضية الأوروبية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (Financial Times) في 16 أغسطس/آب الجاري.
وقال مدير السياسة في مؤسسة سولار باور يوروب، درايز آكي: إن هيئة الصناعة تتوقع أن تصل منشآت الاتحاد الأوروبي للخلايا الكهروضوئية الشمسية إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 34 غيغاواط هذا العام، ارتفاعًا من 28 غيغاواط في عام 2021.
وأوضح أن توفير المواد الخام والمعالجة سيحدد مدى توفر المنتجات الشمسية.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة النظيفة في أوزبكستان تجذب استثمارات سعودية بـ2.5 مليار دولار
- أنس الحجي: 3 أسباب وراء الارتفاع المفاجئ بمخزونات الغاز الألمانية (فيديو)
- تراجع إنتاج مصافي النفط وانخفاض الواردات في الصين.. هل هو مؤقت أم هبوطي؟