عائدات صادرات الغاز النرويجية ترتفع 4 أضعاف في يوليو.. وتوقعات بزيادة الطلب
قيود تدفقات الغاز الروسي وزيادة الأسعار أبرز أسباب الدعم
هبة مصطفى
دفع الغزو الروسي لأوكرانيا وما تبعه من تداعيات -أثّرت في مستويات الأسعار بالأسواق العالمية- نحو تعزيز عائدات صادرات الغاز النرويجية، التي سجلت مستويات غير مسبوقة في شهر يوليو/تموز الماضي.
وسجلت العائدات الشهر الماضي مستوى قياسيًا جديدًا، مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي (2021)، بحسب بيانات إحصائية نقلتها رويترز اليوم الإثنين 15 أغسطس/آب.
وشهدت دول القارة الأوروبية سلسلة أحداث متوالية تصاعدت وتيرتها عقب الحرب الأوكرانية، وكان آخرها خفض خط نورد ستريم 1 تدفقات الغاز إلى أوروبا وارتفاع الأسعار، غير أنها عملت مجتمعة على تعزيز صادرات الغاز النرويجية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات الطاقة النرويجية
بلغت عائدات صادرات الغاز النرويجية نحو 128.4 مليار كرونة (13.23 مليار دولار) في شهر يوليو/تموز الماضي، بما يصل إلى 4 أضعاف مثيلاتها خلال الشهر ذاته العام الماضي (2021).
وبالنظر إلى ذلك، نجد أن عائدات الشهر الماضي سجلت مستوى قياسيًا جديدًا يفوق المستوى المسجل مسبقًا في شهر مارس/آذار الماضي، بنسبة 14.3%، وفق بيانات هيئة الإحصاء النرويجية.
(1 كرونة نرويجية = 0.10 دولارًا أميركيًا)
وبالتوازي مع ارتفاع العائدات، زاد حجم كميات الغاز المُصدَّرة بنسبة 5.7%، مسجلًا 10.2 مليار متر مكعب.
وأرجعت هيئة الإحصاء النرويجية تطورات عائدات وكميات صادرات الغاز النرويجية إلى تلقّيها دعمًا استثنائيًا من ارتفاع أسعار الغاز بأسواق القارة والأسواق الدولية.
وبحسب البيانات الإحصائية، لم يقتصر الأمر على زيادة عائدات صادرات الغاز النرويجية فقط، بل امتد أيضًا ليشمل صادرات النفط والكهرباء.
وارتفعت عائدات صادرات النفط في النرويج بنسبة 52.1% مقارنة بالعام الماضي (2021)، مسجلة 48.7 مليار كرونة نرويجية.
ولاقت صادرات الكهرباء النرويجية أيضًا دعمًا قويًا خلال الشهر ذاته، إذ صدّرتها أوسلو إلى بريطانيا وألمانيا بما يعادل 4.8 مليار كرونة.
خطط التطوير
لم تقف النرويج مكتوفة الأيدي أمام تعطُّش الأسواق الأوروبية لإمدادات الغاز، مستندةً إلى إمكاناتها ومواردها الهائلة، وأضافت الدولة الواقعة شمال أوروبا تعديلات على خططها الإنتاجية لمواكبة حجم الطلب.
وفي ظل استمرار الحرب الأوكرانية، تُشير التوقعات إلى زيادة الطلب على الغاز، وهو ما يعني -بصورة أو بأخرى- طبقًا للخطط قصيرة الأجل زيادة الطلب على صادرات الغاز النرويجية، ما دفع أوسلو -بصفتها أكبر مورّدي النفط والغاز إلى أوروبا الغربية- لتطوير خطط إنتاج الغاز بما يسمح لها بزيادة حجم الصادرات.
وأكد وزير المناخ النرويجي، إسبين بارث إيدي، أن المحاولات الأوروبية للاستغناء عن الغاز الروسي تأتي أبرز الأولويات، غير أنها لا تعني التوقف عن تخلّص قطاع الطاقة من الكربون.
وتسعى النرويج أيضًا إلى تأمين إمدادات كهرباء يمكنها توريدها إلى الدول الأوروبية اعتمادًا على الطاقة الكهرومائية، التي تأتي في صدارة مصادر الكهرباء بالبلاد.
واصطدمت تلك الخطط بعوامل الجفاف، ما دعا الحكومة إلى إعلان فرض "قيود" على صادرات الكهرباء لحين تأمين مخزونات مستوى المياه.
الرابح الأكبر
تسعى دول القارة الأوروبية لتحقيق الاكتفاء ذاتيًا فيما بينها بالمقام الأول، قبل التوسع في تلقّي الواردات من خارج حدود القارة العجوز، ويبدو أن النرويج كانت الرابح الأكبر -أوروبيًا- من حرب أوكرانيا وغياب تدفقات الغاز الروسي.
وكانت عائدات صادرات الغاز النرويجية الشهر الماضي خير دليل على ذلك، غير أن التفسيرات تشير إلى تلقّيها دعمًا من الأحداث المتوالية التي لحقت بأسواق الطاقة مؤخرًا.
وتزامن تسجيل أسعار الطاقة مستويات قياسية -عقب الغزو الروسي لأوكرانيا- مع بدء ظهور تداعيات العقوبات المفروضة على موسكو، وتعطُّل إمدادات الغاز، ومنع تدفّقها بصورة تدريجية إلى دول أوروبية عدّة.
من جانب آخر، تتسابق الدول الأوروبية فيما بينها خلال أشهر فصل الصيف للانتهاء من إعادة تعزيز مستويات تخزين الغاز قبيل فصل الشتاء، وذروة الطلب على الكهرباء والتدفئة.
وبينما تمضي الدول الأوروبية قُدمًا في تعزيز مستويات تخزين الغاز، اتخذت شركة غازبروم الروسية خطوة ترتَّب عليها حالة من الاضطراب، لا سيما للخطط الألمانية، بإعلانها خفض التدفقات عبر خط نورد ستريم 1، إثر أسباب فنية.
اقرأ أيضًا..
- خبراء: غاز غزة ضحية أزمات سياسية.. ولم يشهد تطويرًا رغم اكتشافه قبل 23 عامًا (فيديو)
- مكيفات الطاقة الشمسية في الدول العربية.. أنواعها وأسعارها (خاص)
- أكبر الدول المنتجة للفحم عالميًا.. الصين وإندونيسيا في الصدارة (إنفوغرافيك)
- انتخاب سوناك يهدد الحياد الكربوني في المملكة المتحدة