كيف يؤثر تغير المناخ في القطاعات الاقتصادية؟.. دراسة تكشف عدة مفاجآت
نوار صبح
تناولت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في ديفيس بالولايات المتحدة تأثير ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض وتغير المناخ على الناتج المحلي الإجمالي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة "الطاقة" المتخصصة.
ووجدت الدراسة -التي نشرتها مؤخرًا دار النشر "آي أو بي ببليشينغ" البريطانية في مجلة "إنفيرونمنتل ريسرتش لترز"- أن نحو ربع البلدان التي شملتها الدراسة عُرضة لمثل هذه الآثار.
وأشارت الدراسة إلى أن تغير المناخ يؤثر في مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية، من تلف المحاصيل الزراعية إلى فشل التبريد في مراكز البيانات القائمة على السحابة، وفق تقرير نشره موقع "ساينس ديلي" (sciencedaily) في 10 أغسطس/آب الجاري.
وأضافت أن من غير الواضح ما إذا كان يمكن لاقتصاد بلد ما التعافي سنويًا من هذه الآثار، أو إذا كانت الزيادات في درجات الحرارة العالمية تسبب آثارًا دائمة ومتراكمة في اقتصاد السوق.
تقلبات درجات الحرارة
توصلت الدراسة إلى أن الاقتصادات شديدة التأثر بتقلبات درجات الحرارة المستمرة، خلال إطار زمني مدته 10 سنوات على الأقل، تؤثر في النمو الاقتصادي في نحو 22% من البلدان التي حُلّلت.
وفي المقابل، يستخدم البحث نهجًا تجريبيًا لإعادة تقييم تأثير ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير المناخ في الناتج المحلي الإجمالي.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة، المرشح لشهادة الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، برناردو باستيان أولفيرا: "إن نتائج الدراسة تشير إلى أن العديد من البلدان من المحتمل أن تعاني تأثيرات مستمرة في درجات الحرارة".
وأضاف أن هذه النتائج تتناقض مع النماذج التي تحسب المقاييس مثل التكلفة الاجتماعية لانبعاثات الكربون، وتفترض في الغالب تأثيرات درجة الحرارة المؤقتة في الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح أن الدراسة تعزز الأدلة التي تشير إلى أن التأثيرات غير مؤكدة بدرجة كبيرة وربما أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.
الآثار المستمرة والتراكمية
تطرّقت الأبحاث السابقة إلى تأثير تغير المناخ في الناتج المحلي الإجمالي من خلال تقدير التأثير المتأخر لدرجة الحرارة على الناتج المحلي الإجمالي في السنوات اللاحقة، لكن النتائج كانت غير حاسمة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
ومن خلال الدراسة، استخدم علماء جامعة كاليفورنيا في ديفيس والمؤلفون المشاركون من المعهد الأوروبي للاقتصاد والبيئة في إيطاليا طريقة جديدة لعزل تأثيرات درجة الحرارة المستمرة في الاقتصاد من خلال تحليل الأنماط المنخفضة لتذبذب النظام المناخي.
وبدوره، يؤثر التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو -وهو تقلب في درجات الحرارة من 3 إلى 7 سنوات في المحيط الهادئ- على درجة الحرارة وهطول الأمطار في أجزاء كثيرة من العالم.
وأشار المؤلف الرئيس للدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في ديفيس، برناردو باستيان أولفيرا، إلى أنه بالنظر إلى تأثيرات الناتج المحلي الإجمالي لهذه الأنواع من التذبذبات ذات التردد المنخفض، يمكن التمييز بين ما إذا كانت البلدان تعاني آثارًا مؤقتة أو مستمرة وتراكمية.
واستخدم فريق الباحثين الذين أعدّوا الدراسة إجراءً رياضيًا يُسمى التصفية لإزالة التغيرات السنوية في درجات الحرارة ذات التردد العالي، وفق تقرير نشره موقع "ساينس ديلي" (sciencedaily) في 10 أغسطس/آب الجاري.
مهمة ضخمة
لاحظ الباحثون في الدراسة الصادرة عن جامعة كاليفورنيا في ديفيس بالولايات المتحدة أن توصيف تأثيرات درجة الحرارة في الاقتصاد يُعدّ مهمة ضخمة، ولا يرجح أن تجيب عنها دراسة بحثية واحدة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة "الطاقة" المتخصصة.
وقال الأستاذ المساعد في العلوم والسياسات البيئية وجامعة كاليفورنيا في ديفيس، الباحث الرئيس في الدراسة، فرانسيس مور: إن توافر البيانات والحجم الحالي للتأثيرات المناخية يحدان مما يمكن القيام به عالميًا على المستوى القطري.
وأكد أن الدراسة تمثّل جزءًا جديدًا من الأدلة في هذه القضية، وتوفر أداة جديدة للإجابة عن هذه المسألة التي لم تجد حلًا حتى الآن.
اقرأ أيضًا..
- الفوضى تلاحق قطاع الطاقة.. والسبب غباء القادة الغربيين (مقال)
- أوبك تثبت تقديرات الطلب على النفط خلال 2023 دون تغيير