معايير جديدة لتأجير حقول النفط والغاز في نيجيريا
أمل نبيل
وضعت الحكومة النيجيرية نموذجًا جديدًا لإدارة وتخصيص وتأجير أراضي حقول النفط والغاز، في ظل سعى البلاد لجذب استثمارات جديدة مع اعتزام معظم شركات الطاقة الكبرى التخارج من أبوجا بسبب الأزمات المتلاحقة.
ويتماشى هذا المخطّط مع أهداف قانون صناعة النفط لتعزيز القيمة من تنظيم المساحات وإدارتها، وإدارة مبادئ تخصيص الأراضي الجديدة المنصوص عليها في القانون، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كان الرئيس بخاري قد وقّع قانون صناعة النفط في أغسطس/آب الماضي، وبدأت نيجيريا في تطبيق القانون منذ مطلع يناير/كانون الثاني 2022؛ لتعزيز التنقيب عن الخام وإنتاجه.
معايير تأجير حقول النفط والغاز
تهدف هذه الخُطوة إلى اعتماد نهج أكثر إستراتيجية في إدارة التراخيص وعقود الإيجار، وفقًا لموقع فويس أوف نيجيريا.
قالت شركة النفط النيجيرية إن وضع معايير جديدة تركز على أداء إدارة المساحات والأراضي، يتطلب وضع إستراتيجية جديدة لتخصيص المساحات وإدارتها بناء على تقييم كامل للأداء السابق لجميع التراخيص والإيجارات الممنوحة قبل قانون صناعة النفط.
وأضافت الشركة: "سيسعى التقييم إلى تحديد مجالات ضعف الأداء التنظيمي في تنظيم المساحات وإدارتها، الذي يؤدي إلى فشل المُرخص لهم والمستأجرين في القدرة على تنفيذ التزامات أداء الترخيص والتأجير؛ بما في ذلك الحصول على البيانات وحفر آبار النفط والغاز.
وستتطلب عملية التقييم أن تخضع جميع التراخيص وعقود الإيجار الحالية لمراجعة الأداء وتقييمه، وتركز المعايير الجديدة على عقود الإيجار المستقبلية لحقول النفط، وعقود إيجار التعدين.
ومن المتوقع أن يغطي التقييم الامتثال للمتطلبات البيئية والتزامات برنامج العمل، والامتثال لالتزامات دفع الإيرادات ومراجعة أنظمة التشغيل وأنشطة مقدمي الخدمات.
وتراجع إنتاج نيجيريا من النفط، خلال المدة من عام 2012 حتى عام 2021، بنحو 40%، ويسجل الإنتاج اليومي في البلاد عجزًا يقارب 500 ألف برميل.
هروب الاستثمارات الدولية
تستعد نيجيريا لتخارج شركات النفط الدولية من أصولها في أبوجا، وسط مشاعر متناقضة بين الخوف من تراجع أعمال التنقيب في البلاد، أو الأمل في تحفيز أنشطة الاستكشاف من قِبل الشركات المحلية.
وبدأت شركات الطاقة الكبرى تصفية أصولها النفطية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ عام 2010؛ أي منذ ما يقرب من 12 عامًا؛ بسبب عدة عوامل؛ أبرزها سرقة الحقول النفطية وانعدام الأمن والأزمات المحلية، بالإضافة إلى توجه الشركات مؤخرًا نحو الاستثمار الأخضر وتقليص أنشطة الوقود الأحفوري لمحاربة التغيرات المناخية.
وتشير التقارير إلى أن شركات النفط العالمية في طور تصفية أصول تزيد قيمتها على 20.8 تريليون نايرا (49 مليار دولار أميركي)، على سبيل المثال، تعتزم شركة "شل" التخارج من أصول بقيمة 2.3 مليار دولار، بينما تتجه إيني لتصفية أصول بقيمة 5 مليارات دولار، وستقلص إكسون موبيل استثماراتها بنحو 15 مليار دولار، في حين ستتخارج شركتا توتال وكونوكو فيليبس من أصول تقارب 27.5 مليار دولار.
كانت شركة شل قد أعلنت اعتزامها التخارج من حصتها البالغة 30% بأحد مشروعات النفط في نيجيريا، بسبب عمليات التسرب والسرقة، وتعتزم شركة توتال إنرجي الفرنسية التخلص من حصتها البالغة 10% في حقل النفط الذي تتخارج منه شل.
وتسيطر شركات الطاقة الدولية الـ5 على أكثر من 45% من أصول إنتاج النفط في نيجيريا، بحسب موقع ديلي تراست.
إنتاج النفط في نيجيريا
منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم تتمكن نيجيريا من تلبية حصة أوبك الشهرية لإنتاج النفط، البالغة 1.8 مليون برميل؛ حيث يتراوح الإنتاج بين 1.3 و1.4 مليون برميل يوميًا، بسبب ضعف الاستثمارات في قطاع النفط والغاز.
ومن المتوقع أن ترتفع إمدادات النفط في نيجيريا -التي تستورد نحو 90 إلى 95% من استهلاكها- إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، بدءًا من الربع الرابع من عام 2022.
ورغم امتلاك نيجيريا أكبر موارد الغاز في أفريقيا، والتي تقدَّر بأكثر من 200 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز المؤكدة، خسرت صناعة الغاز في الدولة الأفريقية ما يقرب من 50 مليار دولار من الاستثمارات.
وبين عامي 2015 و2019، حصلت نيجيريا على 4% فقط من تدفقات الاستثمار في صناعة النفط والغاز في أفريقيا والبالغة 70 مليار دولار، على الرغم من كونها أكبر مُنتج في القارة السمراء وأكثر الدول الأفريقية امتلاكًا للاحتياطيات.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الطبيعي سلاح نيجيريا في تحول الطاقة وخفض الانبعاثات (تقرير)
- نيجيريا تعلن 20 مشروعًا للغاز من بينها خطا أنابيب المغرب والجزائر
- دعم الوقود في نيجيريا يلتهم إيرادات النفط رغم زيادة الأسعار
اقرأ أيضًا..
- سلطنة عمان.. إيرادات النفط والغاز تدعم فائض الميزانية في النصف الأول من 2022
- استخدام الطاقة الحرارية الأرضية لتدفئة البيوت الزجاجية.. تركيا تتصدر دول العالم (تقرير)
- النفط الروسي يملأ خزانات الشاحنات في أميركا.. والمواني الأوروبية تواصل استقباله