انبعاثات الميثان تُهدد مشروعات احتجاز الكربون في محطات الكهرباء (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تسهم تقنية احتجاز الكربون وتخزينه بشكل كبير في خطط خفض الانبعاثات من محطات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري، لكن انبعاثات الميثان من المناجم والحقول تضع شكوكًا حول الجدوى الكبيرة لهذه التقنية.
وأمام ذلك، يرى معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي في تقرير حديث، أن وعود التقاط الكربون قد تكون بعيدة المنال أكثر مما كان يُتصوَّر في البداية.
ويركّز التقرير، الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة، على دورة الحياة الكاملة للانبعاثات، ومدى إسهام تقنية احتجاز الكربون في خفضها، عبر تطبيق التقنية على مشروع شركة إنشانت إنرجي (Enchant Energy) في محطة كهرباء سان خوان في نيو مكسيكو.
احتجاز الكربون في محطة سان خوان
في إطار سعي الولايات المتحدة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية خططها لتمويل 6 مشروعات لاحتجاز الكربون وتخزينه، مشيرةً إلى أنها ستُقيّم انبعاثات دورة الحياة الكاملة لأيّ مشروع يتقدم للحصول على التمويل، مع وضع حدّ أدنى لمعدل التقاط الكربون عند 95%.
وأمام ذلك، ترى شركة إنشانت إنرجي، التي تقدّمت بطلب للحصول على تمويل بقيمة مليار دولار، أنه يمكن التقاط 90% أو أكثر من الانبعاثات عبر محطة توليد الكهرباء بالفحم في ولاية نيو مكسيكو.
في المقابل، يرى معهد اقتصاديات الطاقة أن الواقع يشير إلى أن معدل احتجاز الكربون المقترح مرتفع بشكل غير واقعي، وحتى لو كان ذلك ممكنًا، فإن التأثير المناخي الإجمالي لانبعاثات محطة سان خوان سيظل كبيرًا، بسبب انبعاثات الميثان من منجم الفحم، الذي يزوّد المحطة بالوقود.
وبحسب التقرير، فإن معدل التقاط ثاني أكسيد الكربون في المحطة بعد تضمين انبعاثات غاز الميثان من منجم الفحم لن يزيد عن 72% في أيّ سيناريو مستقبلي، مع الوضع في الحسبان أن هذا الرقم مرتفع، كونه يفترض قدرة الشركة المشغّلة للمشروع على احتجاز 95% من انبعاثات الكربون باستمرار.
وهذا بالإضافة إلى إمكان تسرب انبعاثات الميثان خلال النقل والتخزين، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتبلغ انبعاثات الميثان في محطة سان خوان قرابة 0.91 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، بنهاية 2020.
مشكلة انبعاثات الميثان
اختار معهد اقتصاديات الطاقة مشروع شركة إنشانت إنرجي بالأخصّ لتأكيد مشكلة انبعاثات الميثان، لـ3 أسباب.
أولًا، هناك بيانات متاحة للجمهور حول الإنتاج والانبعاثات في كل من المحطة والمنجم.
ثانيًا، أقرّت إنشانت إنرجي أن هناك اهتمامًا محدودًا للغاية من جانب المستثمرين بمشروعها لاحتجاز الكربون، ما يجعلها تسعى للحصول على تمويل فيدرالي.
ثالثًا، تأكيد مالكي محطة سان خوان الحاليين أن المحطة يجب وقفها عن العمل في 2022، لأن تشغيلها بات غير مجدٍ اقتصاديًا.
وتمثّل انبعاثات غاز الميثان مشكلة في دورة حياة انبعاثات محطات توليد الكهرباء بالفحم، ليس فقط في المثال المذكور لمحطة سان خوان، ولكن أيضًا في محطات الفحم والغاز الطبيعي الأخرى، بالإضافة إلى مشروعات الهيدروجين الأزرق، التي تقترح الاعتماد على تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
وعلى سبيل المثال، في حالة محطة كهرباء تعمل بالغاز قادرة على تحقيق معدل التقاط للكربون يبلغ 90% على المدى الطويل، فما يزال من المحتمل حدوث تسرب كبير للميثان خلال إنتاج الغاز الطبيعي ونقله إلى المحطة، أو في منشأة التخزين.
وبصفة عامة، تُقدّر مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور أن مناجم الفحم حول العالم أطلقت 52.3 مليون طن من انبعاثات الميثان خلال 2021.
موضوعات متعلقة..
- مناجم الفحم.. انبعاثات الميثان تهدد أهداف الحياد الكربوني (تقرير)
- انبعاثات الميثان من تسرب الغاز الطبيعي.. أرقام غير دقيقة وأخطر من الفحم
اقرأ أيضًا..
- دمار الغزو الروسي.. تداعيات بيئية وصحية جسيمة على أوكرانيا (تقرير)
- إيرادات صادرات النفط العراقي تسجل 10.6 مليار دولار في يوليو