مرسوم روسي يمنع شركات الطاقة والبنوك "غير الصديقة" من بيع حصصها
حتى نهاية العام
مي مجدي
عملًا بمبدأ العين بالعين، يواصل الرئيس الروسي الرد بقوة على المستثمرين الغربيين، خاصة شركات الطاقة، باتخاذ قرارات حازمة ضمن مساعيه لحماية المصالح الوطنية والاقتصاد الروسي.
فقد وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة 5 أغسطس/آب (2022)، مرسومًا يمنع المستثمرين من "الدول غير الصديقة" من بيع الأسهم في مشروعات الطاقة الرئيسة والبنوك حتى نهاية العام، حسب وكالة رويترز.
ويحظر المرسوم المستثمرين من الدول التي دعّمت العقوبات على روسيا من بيع أصولهم في اتفاقات تقاسم الإنتاج، والبنوك، والكيانات الإستراتيجية، وشركات إنتاج معدات الطاقة، فضلًا عن مشروعات أخرى، بداية من إنتاج النفط والغاز إلى الفحم والنيكل.
وجاء في المرسوم أن الرئيس الروسي يمكنه تقديم تنازل في حالات معينة للمضي في الصفقات، ويتعيّن على الحكومة والبنك المركزي إعداد قائمة بالبنوك لموافقة الكرملين.
وفرضت الدول الغربية وحلفاؤها، مثل اليابان، العديد من العقوبات على روسيا منذ إرسال قواتها إلى أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط (2022)، وردت موسكو بخلق عقبات بعد قرار أغلب الشركات الغربية بالتخارج من موسكو، وفي بعض الحالات صادرت أصولها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مشروعات الطاقة الضخمة
يشمل الحظر جميع المشروعات المالية والطاقة الضخمة -تقريبًا-، إذ ما يزال يمتلك المستثمرون الأجانب حصصًا في المشروعات، بما في ذلك مشروع سخالين 1.
وبموجب المرسوم، لن يُسمح لشركات الطاقة، مثل شركة إكسون موبيل وغيرها من المساهمين الأجانب، في حقل سخالين 1 النفطي بالتصرف في حصصهم حتى نهاية العام.
وكانت شركة روسنفط الروسية قد ألقت باللوم على إكسون موبيل، الخميس 4 أغسطس/آب، لتراجع الإنتاج في مشروع سخالين 1، بعد إعلانها إجراء محادثات لنقل حصتها البالغة 30% في المشروع إلى كيان آخر لم تكشف عن اسمه.
سخالين 1
تولت شركة إكسون موبيل تشغيل حقل سخالين 1 منذ بدء الضخ لأول مرة في عام 2005، وأنتج المشروع قرابة 227 ألف برميل يوميًا في عام 2021.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت شركة روسنفط إن الإنتاج توقف منذ 15 مايو/أيار (2022) بسبب قرار انسحاب إكسون موبيل.
ووفقًا لبيانات تتبع الناقلات من بلومبرغ، لم تصدر محطة "دي كاستري" أي نفط خام منذ بداية يونيو/حزيران (2022).
وأضافت الشركة الروسية، التي تمتلك 20% من المشروع، أنها ليست طرفًا في المفاوضات التي تجريها إكسون موبيل للخروج من سخالين 1، ولا تتوافر لديها معلومات عن ذلك.
وأوضحت روسنفط أن روسيا وبعض المساهمين الآخرين يسعون لاستعادة الإنتاج، إذ تمتلك شركة سوديكو اليابانية حصة بنسبة 30%، في حين تمتلك شركة "أو إن جي سي فيديش" الهندية نسبة 20%.
سخالين 2
على صعيد آخر، وقّعت الحكومة مرسومًا، يوم الثلاثاء 2 أغسطس/آب، يعطي للشركات الأجنبية المستثمرة في مشروع سخالين 2 للغاز المسال، وهي: شركة شل وشركتا ميتسوي وميتسوبيشي اليابانيتان، مهلة شهر للمطالبة بحصصها في كيان جديد سيحل محل الشركة الحالية.
ولا يتضمن المرسوم الجديد مشروع سخالين 2، إذ تواصل شركة شل البحث عن خيارات للانسحاب من المشروع، في حين قررت الحكومة اليابانية عزمها للحفاظ على حصصها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وشرعت روسيا في تكوين الكيان الجديد، الذي أطلقت عليه "سخالين إنرجي"، وستستحوذ شركة غازبروم الروسية على نسبة تزيد على 50% في الشركة، في حين ستمتلك سخالين إنرجي النسبة المتبقية.
كما تواصل العديد من البنوك الغربية البحث عن خيارات للتخارج من روسيا، مثل سيتي غروب الأميركي، ويوني كريديت الإيطالي ورايفايزن بنك الأسترالي، في حين وجدت بنوك أخرى طريقها للخروج من البلاد، مثل بنك إتش إس بي سي.
بينما اتخذت العديد من الشركات العالمية -مثل شركات الطاقة والسلع الاستهلاكية والإلكترونيات- قرارًا بالانسحاب من روسيا أو تعليق أعمالها ردًا على غزوها لأوكرانيا.
اقرأ أيضًا..
- أضخم اكتشافات النفط والغاز في غرب أفريقيا.. موريتانيا في المقدمة
- مشروع لإنتاج الهيدروجين في كوريا الجنوبية يخفض تكلفة الوقود إلى النصف
- هل تضمن خطط الغاز في ألمانيا النجاة من أزمة الإمدادات الروسية؟