صفقة بتروبراس البرازيلية لبيع أصول في حوض بوتيغوار تتقدم خطوة جديدة
وتوزيعات أرباح الشركة تفوق توزيعات كبريات شركات النفط
مي مجدي
في منتصف شهر أغسطس/آب (2021)، بدأت المحادثات بين شركة بتروبراس البرازيلية وشركة "ثري آر بتروليوم" لبيع مصفاة وعشرات الحقول النفطية بمليار دولار.
وفي أحدث خطوة، كشفت شركة "ثري آر بتروليوم" البرازيلية، عن أن شركة "ثري آر لوكس" التابعة لها، وافقت على قرض قيمته 500 مليون دولار لدفع تكاليف الاستحواذ على حقل بوتيغوار النفطي، حسب وكالة رويترز.
وأوضحت في ملف الأوراق المالية، أن مجموعة من المقرضين، على رأسهم مورغان ستانلي وبانكو دو برازيل وسيتي بنك ودويتشه بنك وإتش إس بي سي ميكسيكو وبنك إيتاو بي بي إنترناشونال وسانتاندير البرازيل، سيقدّمون القرض.
وأضافت أن القرض سيكون مستحقًا في غضون 54 إلى 60 شهرًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
عملية الاستحواذ
من خلال هذا القرض، تتوقع شركة ثري آر بتروليوم إنهاء عملية الاستحواذ على مجموعة بوتيغوار لحقول إنتاج النفط والغاز، بالإضافة إلى أصول المحطات والمصافي والتخزين في حوض بوتيغوار بولاية ريو غراندي دو نورتي بشمال شرق البلاد.
وتمتلك شركة النفط البرازيلية بتروبراس مجموعة بوتيغوار -حاليًا-، ومسؤولة عن إدارتها.
وفي يناير/كانون الثاني (2022)، وافق مجلس إدارة بتروبراس على بيع 22 امتيازًا في حوض بوتيغوار إلى شركة ثري آر بتروليوم، مقابل 1.38 مليار دولار.
كما تشمل الصفقة مصفاة بوتيغوار كلارا كامارو بسعة إنتاجية 39 ألفًا و600 برميل يوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتمتلك مجموعة بوتيغوار 22 حقلاً -3 امتيازات بحرية و19 امتيازًا بريًا-، بالإضافة إلى البنية التحتية للمعالجة والتكرير والخدمات اللوجيستية والتخزين والنقل وتصدير النفط والغاز الطبيعي.
توزيعات الأرباح
على صعيد آخر، تستعد شركة النفط البرازيلية بتروبراس لتوزيعات أرباح قياسية متفوقة على كبريات شركات النفط العالمية في الربع الثاني، ما يعزز خزائن الحكومة وسط حملة رئاسية يسودها التوتر.
وسجل أكبر 5 منتجين للنفط -إكسون موبيل وشيفرون وشل وتوتال إنرجي وشركة النفط البريطانية بي بي- أرباحًا قياسية، وتتراوح توزيعات الأرباح على المساهمين بين 4 مليارات دولار و7.6 مليار دولار، إلّا أن هذه الشركات لم تقترب من مدفوعات بتروبراس المملوكة للدولة البالغة 17 مليار دولار.
فخلال شهر يوليو/تموز (2022)، طلبت الحكومة البرازيلية من شركة بتروبراس وغيرها من الشركات التي تسيطر عليها الدولة زيادة توزيعات الأرباح لتمويل النفقات الفيدرالية الإضافية.
وجاء ذلك في وقت تجاوزت فيه حكومة الرئيس جايير بولسونارو، الذي يواجه معركة شركة لإعادة انتخابه في وقت لاحق من هذا العام، سقف الإنفاق الدستوري الشهر الماضي، لتمويل حزمة إنفاق ضخمة لمساعدة البرازيليين المتضررين من ارتفاع معدلات التضخم.
وستوزع بتروبراس الأرباح على المساهمين بزيادة 60% عن أرباحها البالغة 10.5 مليار دولار، وستدفعها الشركة قبل الجولة الأولى من التصويت المقرر في 2 أكتوبر/تشرين الأول (2022).
وكانت توزيعات أرباح بتروبراس أقل من توزيعات شركة أرامكو السعودية، وهي أكبر شركة نفط في العالم، والتي تنتج 13 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا، أي قرابة 5 أضعاف إنتاج الشركة البرازيلية.
وتوزع شركة أرامكو أرباحًا على المساهمين كل 3 أشهر بنحو 18.76 مليار دولار، وستكشف عن توزيعات أرباحها في 14 أغسطس/آب (2022).
في حين تبلغ توزيعات أرباح شركة إكسون موبيل الأميركية، التي سجلت أعلى ربح ربع سنوي بين الشركات الـ5، نحو 7.6 مليار دولار.
تزايد الانتقادات
يرى منتقدو هذه السياسات أن المدفوعات الضخمة ستؤدي إلى نقص الاستثمار في المشروعات.
وقالوا، إن الرئيس البرازيلي يحاول تعزيز فرص إعادة انتخابه من خلال الضغط لاتخاذ إجراءات الإنفاق قصيرة الأجل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبية الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو مقابل الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
في حين أوضحت الشركة البرازيلية أن ارتفاع أسعار النفط وبيع الأصول سمح بدفع مبالغ إضافية، ولن تضر بالاستثمارات المقررة.
وقالت، إنها في وضع مالي مناسب، إذ يمكنها الاحتفاظ بما يتراوح بين 8 و10 مليارات دولار نقدًا هذا العام.
اقرأ أيضًا..
- تحالف أوبك+ يقرر زيادة إنتاج النفط 100 ألف برميل يوميًا في سبتمبر
- أمين عام أوبك: الطلب على النفط يواصل تعافيه.. ولكن بوتيرة أبطأ مما كان عليه
- الفحم ومصادر الطاقة المتجددة ترسم ملامح تحول الطاقة في آسيا (تقرير)