خطط المناخ قد تجبر صربيا على إغلاق محطة فحم قبل موعده بـ16 عامًا
رغم محدودية البدائل
هبة مصطفى
تدرس صربيا إغلاق محطة فحم كانت قد حظيت في وقت سابق بخطة تطوير ممتدة حتى عام 2038، رغم أن خياراتها لضمان حصول الأسر على التدفئة ما زالت محدودة، وبالتزامن مع أزمة طاقة تعانيها الدول الأوروبية عقب اضطراب إمدادات الغاز الروسي وحرب أوكرانيا.
ولجأ مرفق الكهرباء المملوك للدولة إليكتروبريفريدا صربيا "إي بي إس" إلى العدول عن مخططاته، استجابة إلى الخطط المناخية وزيادة معدل الاعتماد على الطاقة المتجددة، وفق صحيفة بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News).
ويُخطط "إي بي إس" للاستعانة بخبرات استشارية تضمن توفير الدولة الواقعة بين وسط وجنوب شرق أوروبا بدائل للتدفئة خلال فصل الشتاء، في الوقت الذي تعاني فيه غالبية الدول الأوروبية نقص إمدادات الغاز عقب اضطراب الإمدادات من روسيا، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
محطة فحم كوستوليك
أعلن مرفق الكهرباء المملوك للدولة "إليكتروبريفريدا صربيا" أن خطط تطوير محطة فحم "كوستوليك إيه" الممتدة حتى عام 2038 تخضع لإعادة النظر لاعتبارات مناخية.
وقال المرفق إن المحطة التي تصل قدرتها إلى 310 ميغاواط يُعاد تقييم دراسة الجدوى الاقتصادية لخطط تطويرها المعدة مسبقًا بمد عملها لمدة 16 عامًا إضافية.
وحتى وقت قريب، كانت خطط إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم في صربيا تطول فقط محطتي "مورافا" و"كوليوبارا إيه"، قبل أن تمتد لتشمل محطة "كوستوليك إيه".
ودخلت أولى وحدات محطة فحم "كوستوليك إيه" حيز التشغيل عام 1968، ولحقت بها الوحدة الثانية عام 1980، وقرر مرفق الكهرباء الحكومي إدخال تحديثات وتعديلات تضمن استمرار عمل المحطة حتى عام 2038.
وتُعد صربيا ضمن الدول الأوروبية شديدة التأثر باضطراب إمدادات الكهرباء، ويمثّل فصل الشتاء لها وقت ذروة الطلب على الكهرباء؛ ما قد يدفعها إلى استيراد الإمدادات كما حدث نهاية العام الماضي (2021) عقب تعطُّل ثلث الإنتاج المحلي.
ففي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، تسببت ظروف الطقس وتساقط الثلوج وحاجة المحطات إلى الصيانة في اضطراب إمدادات التيار الكهربائي لوسائل التدفئة لآلاف المنازل.
يُشار إلى أن صربيا تعتمد على إنتاج المحطات العاملة بالفحم لتلبية 70% من الطلب على الكهرباء.
تعديل المسار
يسعى مرفق "إي بي إس" الصربي للكهرباء في الآونة الحالية إلى إيجاد مصادر بديلة لتوفير عوامل التدفئة لما يقرب من 25 منطقة كانت تتلقى إمدادات التدفئة من خلال محطة فحم "كوستوليك إيه" المعتزم إغلاقها.
وتُعد خيارات مرفق "إي بي إس" أمام المحطة محدودة للغاية، غير أن الهدف الرئيس كان يتمثل في اختبار مدى إعادة ملاءمة المحطة وفقًا للمعايير البيئية التي قد تساعد في إنتاج الكهرباء.
وقرر المرفق -مؤخرًا- تعديل مسار خطته لتشمل إغلاق المحطة طبقًا لأهداف مجتمع الطاقة، والتركيز على زيادة حصة الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات بالتوافق مع الخطط الوطنية للمناخ والطاقة وإستراتيجية تطوير الطاقة بحلول عام 2040.
ويُشير الاتجاه إلى أن إغلاق المحطة ووحدتيها سيكون له الغلبة على مقترح إعادة تكييفها طبقًا للأهداف البيئية كما كان مخططًا مسبقًا، وحذر المرفق من التأخير في خطوة الإغلاق.
بدائل التدفئة
يؤدي قرار إغلاق محطة فحم "كوستوليك إيه" إلى تنامي المخاطر حول التدفئة؛ ما دفع المرفق إلى اجتذاب مستشارين من شأنهم طرح الخيارات المطروحة واختبارها بصفتها بدائل لتدفئة محيط المحطة المعتزم إغلاقها.
وتشير التوقعات إلى 5 خيارات فقط أمام إدارة مرفق الكهرباء لتوفير بدائل التدفئة، تتضمن إعادة بناء مولدات البخار "كيه 1" و"كيه 2" والمرافق بالإضافة للوحدة الأولى لتوليد الحرارة في المحطة.
ويركز الخيار الثاني على إعادة بناء توربينات محطة فحم "كوستوليك بي" لإنتاج الكهرباء وضمان التدفئة، أما الثالث فيشير إلى إمكان تركيب مولد بخار يعمل بالغاز واستبعاد الفحم بالمحطة بدلًا من إغلاقها.
ووفق المقترح الرابع يمكن استبدل المولدات العاملة بالفحم بأخرى تعمل بالكتلة الحيوية، ويهتم الخيار الخامس بإمكان اللجوء إلى الغاز الطبيعي وزيت الوقود الخفيف بدلًا من الفحم.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: أسعار النفط بين 2008 و2022.. هكذا نستفيد من دروس التاريخ (تقرير)
- مسؤول عربي: أزمة السفينة صافر ستشهد انفراجة قريبة (حوار)
- الطاقة الخضراء تشهد مشروعات جديدة في الهند.. منها أكبر محطة شمسية
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في موريتانيا والسنغال.. كيف يستفيد من حرب أوكرانيا؟