مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا.. تطورات في 4 دول (تقرير)
لتلبية احتياجات المحرومين من الكهرباء
نوار صبح
- تحرص قارة أفريقيا على الاستفادة من إمكاناتها الكبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة.
- شهد العديد من الدول الأفريقية استثمارات واعدة في المشروعات البيئية.
- تدرس مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا تقديم عطاءات لشراء الطاقة المتجددة.
- ستعمل أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في كينيا على زيادة عروض منتجاتها.
- أعادت الحكومة الفيدرالية في نيجيريا التزامها بهدف الطاقة المتجددة لعام 2030.
- كندا منفتحة على مزيد من التعاون الثنائي في قطاع الكهرباء مع نيجيريا.
تُعَد مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا أحد الحلول التي لجأت إليها دول القارة السمراء لتوسعة نطاق وصول المجتمعات والمناطق المحرومة إلى الكهرباء، من خلال الاستفادة من الموارد والثروات الطبيعية الوفيرة بها، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وشهد العديد من الدول الأفريقية استثمارات واعدة في المشروعات البيئية في إطار التحول الأخضر ومواجهة تداعيات أزمة التغير المناخي وتحقيق الحياد الكربوني.
من أجل ذلك، تُنفَّذ حلول جديدة من خلال التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا في مرحلة ما بعد تفشي وباء كورونا "كوفيد-19" لمواجهة تحديات الطاقة في القارة، التي عاقها غياب التمويل التنافسي، والحالة المتدهورة للبنية التحتية للمرافق في القارة، والحاجة إلى تحسين سياسة الطاقة والإصلاح التشريعي لتعزيز الاستثمار في هذا القطاع.
في التقرير التالي نسلط الضوء على تطورات مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا، وكيف تعمل دول القارة على تذليل العقبات أمام شعوبها من أجل تأمين احتياجاتها المتنامية من الكهرباء.
مزيج الطاقة في جنوب أفريقيا
تُعَد كيب تاون واحدة من أكبر أسواق الطاقة المتجددة في أفريقيا؛ إذ تعمل حكومة جنوب أفريقيا على تغيير عدد من السياسات واللوائح التنظيمية من أجل تشجيع القطاع الخاص على الدخول في صناعة توليد الكهرباء في البلاد، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشادت جمعية طاقة الرياح في جنوب أفريقيا (إس إيه دبليو إي إيه) بالتدخلات التي حددها رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، وفريقه لمعالجة أزمات الطاقة في البلاد، بما في ذلك "معالجة العوائق البيروقراطية"، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "إي إس آي أفريكا" (esi-africa).
وأفادت الجمعية بأن زيادة تخصيص برنامج مشتريات منتجي الكهرباء المستقلين للطاقة المتجددة (REIPPPP) لعطاء المشروع 6 من 2600 ميغاواط إلى 5200 ميغاواط، يتماشى مع جهود دعم هذا القطاع.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية طاقة الرياح في جنوب أفريقيا، نيفنشين غوفندر، إن تطوير حلول توفير سعة توليد الكهرباء المطلوبة يتطلب معالجة تحديات سعة الشبكة وتحديد أولوياتها بشكل عاجل.
وأضاف أن تحقيق ذلك يستوجب استفادة المناطق من موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بالشكل المناسب.
وأشار إلى أن الحفاظ على البيئة لا يزال يمثل أولوية؛ حيث يُضَاف المزيد من الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة في البلاد ولكن ليست لديهم مشكلة مع الإعفاءات في عمليات الإطار البيئي التي تُطبَّق على جميع التقنيات في المناطق ذات الحساسية البيئية المنخفضة.
توليد الكهرباء المنزلية
ترى جمعية طاقة الرياح في جنوب أفريقيا أن إزالة سقف الترخيص لمشروعات توليد الكهرباء المشتركة تأتي باعتبارها خطوة تالية لتحرير سوق الطاقة، ودعت إلى تطبيق ذلك على المشروعات الكبيرة القادرة على نقل الكهرباء عبر الشبكة.
وتسعى مدينة كيب تاون إلى تطوير إطار عمل لمنصة نقل التيار الكهربائي وتداوله.
وقال عمدة مدينة كيب تاون جيوردين هيل-لويس، في بداية الأسبوع، إن المدينة ستبدأ في الدفع نقدًا لعملاء التوليد المدمج على نطاق صغير مقابل الكهرباء الزائدة التي ينتجونها وإعادة البيع للمدينة.
وأضاف أنه سيُسمح الآن لهؤلاء العملاء ببيع المزيد من الكهرباء للمدينة أكثر مما يستخدمونه.
وأشار إلى أنه كان يُطلب من العملاء المولدين للكهرباء، في الماضي، أن يكونوا مستهلكين صافين لكهرباء المدينة؛ وسيُدعَمون الآن ليصبحوا منتجين صافين".
وعلى الرغم من أن هذه التغييرات في سياسة بلدية كيب تاون ستنطبق على العملاء التجاريين والصناعيين في البداية؛ فإن المدينة ستوسعها لتشمل جميع العملاء المولدين بمرور الوقت، بما في ذلك العملاء الذين لديهم منشآت سكنية صغيرة للطاقة الشمسية.
وتدرس مدينة كيب تاون تقديم عطاءات لشراء الطاقة المتجددة، مع أن منح هذه العقود يستغرق وقتًا طويلًا؛ لذلك سوف يستغرق الأمر عدة سنوات لإحداث تأثير خطير على سعة توليد الكهرباء في المدينة.
أنظمة الطاقة المنزلية في كينيا
تواصل جمعية الاستثمار أويكوكريديت الهولندية ومبادرة تمويل الكهرباء الممولة من الاتحاد الأوروبي (إي دي إف آي) استثمار 4 ملايين دولار في شركة أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية سولار باندا في كينيا، التي تعد من أهم أسواق الطاقة المتجددة في أفريقيا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أما شركة سولار باندا الكندية، التي تمتلك مقرًا في العاصمة الكينية نيروبي، فهي تصمم وتصنع وتوزع أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية بنظام الدفع أولًا بأول للمجتمعات منخفضة الدخل في كينيا، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "إي إس آي أفريكا" (esi-africa).
تجدر الإشارة إلى أن الشركة انطلقت 2017، وتوسعت خدماتها إلى أكثر من 200 ألف منزل من خلال 37 فرعًا في كينيا؛ ما يجعلها واحدة من أسرع الشركات نموًا في قطاع الطاقة المتجددة في أفريقيا.
وقال مسؤول الأسهم في جمعية الاستثمار أويكوكريديت الهولندية، ألكسندر ريمي، إن شركة سولار باندا أثبتت في مدة زمنية قصيرة قدراتها في تصميم وبيع أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية عالية الجودة التي تحتاج إليها العديد من الأسر في جميع أنحاء كينيا.
بدورها، ستعمل أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية على زيادة عروض منتجاتها، وتوسيع وجودها في كينيا وتمهيد الطريق لمزيد من التوسع في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سولار باندا، آندي كيث، إن هذا التمويل سيساعد الشركة على تكثيف جهودها لجعل الوصول إلى الكهرباء عالميًا، مع وجود ما يقرب من مليار شخص في العالم دون كهرباء".
المحطة الهجينة في النيجر
بدأت شركة "إنيرنت غلوبال" الأسترالية المنتجة المستقلة للكهرباء الهجينة في الهندسة الأولية للمحطة الهجينة لتوليد الكهرباء لمشروع منجم "داسا" لليورانيوم في جمهورية النيجر.
أما شركة غلوبال أتوميك كوربوريشن الكندية فتُطور المشروع حاليًا، وعند انتهاء التطوير فإن شركة "إنيرنت غلوبال" ستبني وتُشغِّل وتجري صيانة المحطة الهجينة لتوليد الكهرباء في موقع منجم "داسا" في جمهورية النيجر.
علاوة على ذلك، تشمل الأعمال الهندسية الأولية تحسين الحلول واختيار المعدات والتصميم الأولي وتهيئة ربط شبكة كهرباء سونيشار المملوكة لحكومة النيجر.
وسيتطلب المنجم لدى تشغيله 12 ميغاواط من الكهرباء المتسقة وستربط شركة "إنيرنت غلوبال" محطة كهرباء هجينة بما في ذلك 16 ميغاواط من الطاقة الشمسية و15 ميغاواط لتخزين طاقة البطاريات ومحطة توليد تعمل بالديزل احتياطيًا بقوة 16 ميغاواط.
وستوفر الشبكة نحو 35% من متطلبات الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة؛ ما يجعل مشروع "داسا" إحدى أكثر العمليات ملاءمة للبيئة في أفريقيا، حيث تعمل على تقليل 27 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وقال رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة "غلوبال أتوميك"، ستيفن رومان، إن مشروع "داسا" سينتج اليورانيوم لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية لمساعدة البلدان على الوصول إلى أهدافها في الحياد الكربوني.
وأضاف أن شركته ملتزمة بدعم النيجر من خلال إشراك شبكة سونيشار باعتبارها مصدرًا رئيسًا للطاقة، وتقديم الطاقة الشمسية لصالح المنطقة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إنيرنت غلوبال"، بول ماثيوز، إن هذه العملية ستكون واحدة من أكثر عمليات الشركة ملاءمة للاعتبارات البيئية في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.
وستكمل شركة "إنيرنت غلوبال" أعمال الهندسة الأولية في أواخر عام 2022؛ حيث من المقرر أن تبدأ مرحلة بناء محطة الكهرباء، ومن المقرر أن يبدأ التوليد الجديد في عام 2022، وتُسَلَّم المحطة الهجينة في عام 2023.
الطاقة المتجددة في نيجيريا
أعادت الحكومة الفيدرالية في نيجيريا التزامها بهدف الطاقة المتجددة لعام 2030.
وأكد وزير الدولة لشؤون الكهرباء في نيجيريا، غودي جيدي أغبا، التزام الحكومة بتحقيق هدف الطاقة المستدامة للجميع في عام 2030.
وقال إن لدى نيجيريا رؤية مستدامة للكهرباء لتحقيق 30 غيغاواط بحلول عام 2030 مع 30% من الطاقة المتجددة.
وأفاد الوزير بأن الحكومة النيجيرية تعاونت مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي آي زد) في إطار برنامج دعم الطاقة النيجيري (إن إي إس بي)، الممول من الاتحاد الأوروبي، لتصميم منصة "رؤية نيجيريا المتجددة" وتطويرها.
وستمثل المنصة مركزًا لتخطيط وتنفيذ الربط الكهربائي الذي يعتمد على البيانات.
ويهدف المشروع إلى تمكين الاستثمارات وتعزيزها في الطاقة المتجددة في أفريقيا وكفاءة الطاقة وتخطيط وتنفيذ الربط الكهربائي القائمة على البيانات مع زيادة الوصول إلى الكهرباء، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "إي إس آي أفريكا" (esi-africa).
ووقّعت الحكومة الفيدرالية في نيجيريا وشركة سيمنس الألمانية اتفاقية تنفيذ لخطة تفصيلية للربط الكهربائي.
وتهدف الخطة التفصيلية إلى معالجة التحديات الحالية في قطاع الكهرباء وتوسيع القدرة على تلبية احتياجات الكهرباء المستقبلية للبلد.
بدورها، تسعى المبادرة الرئاسية للكهرباء "بي بي آي" في المرحلة الأولى إلى تحديث وإعادة تأهيل وتوسيع الشبكة الوطنية من خلال الاستثمار في سلسلة قيمة الكهرباء، بما في ذلك أنظمة التوليد والنقل والتوزيع لقطاع الكهرباء.
وقال الوزير إن نيجيريا مستعدة نظرًا لتبنيها سياسة واضحة بشأن كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في أفريقيا، مؤكدًا أن خطة عمل الطاقة المتجددة في البلاد وضعت تلك السياسة موضع التنفيذ؛ لذلك أصبحت نيجيريا مستعدة لنشر الطاقة المتجددة من خلال الشروع في بعض المشروعات، التي توفر الطاقة النظيفة للمواطنين النيجيريين.
وقال المفوض السامي الكندي، جيمس كريستوف، إن كندا منفتحة على مزيد من التعاون الثنائي في قطاع الكهرباء مع نيجيريا.
وفقًا لكريستوف؛ ستساعد كندا نيجيريا في تحقيق تحول في قطاع الكهرباء، وقال إن من الضروري لنيجيريا أن تخلق أولًا بيئة مواتية؛ حيث تتوافق الحوافز الاقتصادية مع الأهداف المتمثلة في معالجة تغير المناخ والبطالة والتنمية الاقتصادية.
وأثنى كريستوف على الحكومة النيجيرية لتنفيذها خطة عمل الطاقة المستدامة للجميع (SE4ALL) لدعم هدف التنمية المستدامة 7، الذي يسعى إلى رؤية مساهمة الطاقة المتجددة بنسبة 30% في مزيج الطاقة المتاح بحلول عام 2030.
وأضاف أن يجب أن تعكس أهدافنا التزامات أوسع مثل تغير المناخ والبطالة والتنمية الاقتصادية.
وأكد أن آفاق الطاقة النظيفة التي تتجاوز المصادر التقليدية في متناول نيجيريا، ولا سيما في ضوء ارتفاع تكاليف الديزل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اختراق السوق المتزايد لحلول الطاقة المتجددة.
وبيّن أن هذا يشمل أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، والشبكات الصغيرة المستقلة والمشتركة، وحلول الطاقة الشمسية الحصرية للعملاء التجاريين والصناعيين، وأكثر من ذلك.
وأشار إلى أنه بوجود ما يقدر بنحو 85 مليون نيجيري محرومين من الكهرباء، ويمثلون 43% من سكان البلاد، فإن فرص الطاقة المتجددة خارج الشبكة واعدة وكبيرة.
اقرأ أيضًا..
- قطاع النفط والغاز في أفريقيا يشهد انتعاشة بصفقات الاندماج والاستحواذ (تقرير)
- اكتشافات النفط والغاز في 2022.. سوناطراك الجزائرية في الصدارة عالميًا (تقرير)
- سعة الطاقة الكهرومائية المضافة خلال 2021.. الصين في الصدارة (إنفوغرافيك)