قررت وزارة الطاقة الأميركية، اليوم الثلاثاء 26 يوليو/تموز، طرح كمية من احتياطي النفط الإستراتيجي للبيع، في مواصلة لتطبيق خطة الرئيس جو بايدن، التي سبق أن أعلنها نهاية مارس/آذار الماضي، بهدف ضبط إمدادات الأسواق.
وطرحت إدارة الطاقة الأحفورية والكربون التابعة للوزارة اليوم، بيع ما يُقدّر بنحو 20 مليون برميل إضافية من الاحتياطي، بحسب الموقع الإلكتروني للوزارة.
وتسعى أميركا للاستعانة بإمدادات احتياطي النفط الإستراتيجي خلال فترات نقص الإمدادات بصورة طارئة، ويتزامن برنامج السحب من الإستراتيجي مع ارتفاع قياسي في مستويات أسعار البنزين الأميركية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن أسواق الطاقة في أميركا وأوروبا وآسيا تمر بأوقات عصيبة، لا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا واضطراب إمدادات موسكو إثر العقوبات، ما دفع أسعار الغاز الأوروبية والأميركية إلى تسجيل أرقام قياسية اليوم أيضًا.
خطة البيع الأميركية
تعتزم وزارة الطاقة الأميركية والإدارة التابعة لها توفير الكميات المخصصة لعملية البيع المعلنة اليوم من خلال 3 مواقع: بيغ هيل الواقعة بمقاطعة سانت (7.6 مليون برميل)، وويست هاكبيري (9.6 مليون برميل)، وبريان ماوند (2.8 مليون برميل)، بما يصل مجموعه إلى 20 مليون برميل.
وسمحت الوزارة الأميركية للشركات المُدرجة في برنامج طرح مبيعات الخام من احتياطي النفط الإستراتيجي بالمشاركة في جولة العطاءات المستمرة حتى 2 أغسطس/آب المقبل، مشيرة إلى أن العقود سوف تُمنح للفائزين بحلول 11 من الشهر ذاته.
وقالت الوزارة إن كمية الخام المعلنة (المقدرة بنحو 20 مليون برميل) مقسمة ما بين 2.8 مليون برميل من الخام الحامض، بجانب 17.2 مليون برميل من الخام الحلو.
وأوضحت أن تسليم الإمدادات من المقرر أن يستمر خلال المدة ما بين 16 سبتمبر/أيلول و21 أكتوبر/تشرين الأول.
وتضمّنت خطة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المُعلنة في 31 مارس/آذار الماضي، الإفراج عن مليون برميل يوميًا طوال 6 أشهر حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ووفرت عملية السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي في أميركا إمدادات قياسية من الخام عملت على دعم الاقتصاد خلال فترة حرجة.
- لا تمديد للسحب من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي من السحب لإعادة الملء (إنفوغرافيك)
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي عند أدنى مستوياته منذ 35 عامًا
تطورات السحب من الاحتياطي
يُنظر إلى احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي على أنه أداة حماية الاقتصاد خلال فترات نقص الإمدادات، وتخضع للتخزين داخل كهوف ملحية تقبع تحت الأرض في 4 مواقع بولايتي تكساس ولويزيانا.
واللافت للنظر أن إعلان عملية البيع الخامسة من نوعها جاء عقب أيام قليلة من تأكيد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، عدم وجود نية لدى بلاده لتمديد برنامج السحب من الاحتياطي، في ظل ما وصفه حينها بـ"انخفاض أسعار النفط والغاز".
وهدفت أميركا من عملية السحب -التي وصفها هوكشتاين بأنها لم يعد هناك حاجة لها- إلى تخفيف حالة الضغط التي تخضع لها أسعار النفط والغاز عقب حرب أوكرانيا.
بدورها، رأت المؤسِّسة، الرئيسة التنفيذية لشركة "فاندا إنسايتس" لتحليل أسواق الطاقة، فاندانا هاري، أن عملية السحب من الإستراتيجي من قبل 19 دولة عضوًا بوكالة الطاقة الدولية، نهاية مارس/آذار، دفعت نحو إرباك أسعار النفط الخام.
وقالت -في مقال لها نُشر بمنصة الطاقة المتخصصة بتاريخ 11 أبريل/نيسان- إن أميركا حلّت في المرتبة الأولى ضمن الدول الداعمة لعملية السحب، وجاءت بعدها في المركزين الثاني والثالث اليابان (15 مليون برميل)، وكوريا الجنوبية (7.23 مليون برميل).
وكانت أميركا قد تعهّدت ببيع 180 مليون برميل من الاحتياطي خلال مدة 6 أشهر، ضمن خطة لبيع 40% منه، بهدف السيطرة على أسعار البنزين القياسية، وفق ما رصدته وحدة الأبحاث بمنصة الطاقة المتخصصة في مايو/أيار الماضي.
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات النفط والغاز في 2022.. سوناطراك الجزائرية في الصدارة عالميًا (تقرير)
- أسعار الغاز تشتعل عالميًا.. والعقود الأميركية إلى أعلى مستوى منذ 14 عامًا
- مختص عالمي للطاقة هذه الدول العربية مرشحة للريادة في الهيدروجين.. والطلب على النفط والغاز سيظل ثابتًا (حوار)
- كبريات شركات النفط تتوقع أرباحًا استثنائية في الربع الثاني من 2022