توقف الغاز الجزائري إلى إسبانيا و"تكذيب" سوناطراك.. ماذا حدث في 24 ساعة؟
أحمد بدر
مع عودة تدفّق الغاز الجزائري إلى إسبانيا، بعد ساعتين فقط من توقّفه؛ بسبب ما وصفته عملاقة الطاقة الجزائرية "سوناطراك" بأنه عطل فني، نفت شركة إيناغاز الإسبانية، أن يكون التوقف المؤقت بسبب حادث.
وقال بيان شركة "إيناغاز" المشغلة لخط أنابيب "ميدغاز" من الجانب الإسباني، إن الإمدادات الواصلة من الجزائر إلى مدينة ألميريا في إسبانيا لم تتوقف، بل انخفضت بسبب صيانة دورية، وليس عطلًا كما أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية، وفق ما نشرت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس" الاقتصادية المتخصصة.
وعادت إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا، مساء أمس الأحد 24 يوليو/تموز، بعد توقّفها فجأةً؛ بسبب عطل فنّي أصاب خط أنابيب "ميدغاز"، وفق ما أعلن بيان لشركة سوناطراك، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت سوناطراك أن الفرق الفنية الإسبانية بادرت بالعمل على إصلاح العطل الذي أصاب الخط من الجانب الإسباني، في حين نقلت منصة "إل بيس" الناطقة بالفرنسية، عن مدير شركة الغاز الإسبانية "إيناغاز"، قوله، إن الأزمة الفنية لن تستغرق كثيرًا من الوقت قبل عودة تدفّق الغاز الجزائري.
إيناغاز تكذب سوناطراك
قالت شركة إيناغاز الإسبانية، إن ما أشيع بشأن وقوع حادث في خط أنابيب ميدغاز، الذي ينقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا، غير صحيح.
وأوضحت أن المعلومات المتوفرة تشير إلى ضعف الضخ لمدة ساعتين، بسبب أعمال صيانة اعتيادية في محطة بني ساف للضغط، وليس عطلًا، كما قالت سوناطراك الجزائرية.
وأضافت إيناغاز، في البيان الذي أصدرته مساء أمس الأحد 24 يوليو/تموز، أنه كان هناك "توقّف" مؤقت لمدة ساعتين للتدفقات من الجزء الواصل من الجزائر إلى مدينة ألميريا، والذي أدى بدوره إلى انخفاض -وليس توقّف- التدفقات التي تدخل إسبانيا عبر هذا الخط، لافتة إلى أن التدفقات عادت لطبيعتها.
يشار إلى أن الحدّ الأدنى لمعدلات تدفّق الغاز الجزائري إلى إسبانيا، من خلال خط ميدغاز الدولي، تبلغ 704 آلاف متر مكعب/ساعة (في الظروف العادية) وهي كمية ضخمة يصعب تعويضها في ظل موجة الحر التي تجتاح أوروبا، وتتزامن مع انخفاض مخزون الطاقة الكهرومائية في إسبانيا.
وتابعت شركة إيناغاز: "في نظام الغاز الإسباني، لم تكن هناك أيّ تأثيرات في أمن الإمدادات، ولم يكن هناك سبب فني لهذا الوضع، ولم يكن هناك أيّ إجراء مطلوب لحلّه"، لافتة إلى أن أسعار الغاز الإسباني ما زالت بين الأرخص في أوروبا، بفضل محطات الاستيراد التشغيلية الـ6، وخط ميدغاز".
إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا
في أواخر العام الماضي (2021)، تأثّرت إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا، بسبب خلاف جزائري مغربي، أدى إلى توقّف الإمدادات عبر خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا، نتيجة عدم تجديد العقد بين البلدي.
وخلال العام نفسه، بلغ متوسط صادرات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب ميدغاز، وهو خط الأنابيب الوحيد حاليًا الذي يوصل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا- نحو 22 مليون متر مكعب يوميًا، وفق بيانات منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
خط ميدغاز بين الجزائر وإسبانيا
يعدّ خط ميدغاز الطريق الرئيس لوصول الغاز الجزائري إلى إسبانيا، إذ يمرّ تحت مياه البحر المتوسط، ويمكنه نقل ما يصل إلى 8 مليارات متر مكعب من الغاز، لمسافة تبلغ 2160 مترًا من مدينة بني صاف الساحلية في الجزائر إلى ألميريا في إسبانيا.
وتستحوذ شركة سوناطراك الجزائرية على حصة تبلغ 51% من الخط، في حين تسيطر شركة "سبانش ناتورجي" والصندوق الأميركي "بلاك روك" على النسبة المتبقية والبالغة 49%، لتصبح إدارة الخط من حق الشركة الجزائرية.
وتعهدت عملاقة الطاقة الجزائرية سوناطراك، في شهر سبتمبر/أيلول 2021، بالعمل على تلبية الاحتياجات الأوروبية من الغاز الجزائري، من خلال أنبوب "ميدغاز"، الذي أسسته في عام 2011، وانطلقت أعمال المرحلة الثانية منه في مايو/أيار من العام الماضي، بتكلفة بلغت 240 مليون دولار، وبطول197 كيلو مترًا.
أزمة الغاز في أوروبا
تزامنت أزمة خط أنابيب ميدغاز، لنقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا، مع دعوات أوروبية لخفض طوعي للطلب على الغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي، بسبب انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى دول القارّة العجوز.
- أبرز المعلومات عن صفقة الغاز الجزائري إلى أوروبا (إنفوغرافيك)
- مفاوضات لرفع أسعار الغاز الجزائري رسميًا (تحديث)
وطلبت المفوضية الأوروبية من دول الاتحاد خفضَ الطلب على الغاز طوعًا، بنسبة 15%، بداية من أغسطس/آب 2022 وحتى مارس/آذار 2023، وهو الاقتراح الذي لم يوافق عليه وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي حتى الآن.
وأعلنت إسبانيا، في 20 يوليو/تموز، وقوفها ضد اقتراح المفوضية الأوروبية لخفض استهلاك الغاز، لا سيما أن العلاقات الإسبانية الجزائرية تأزمت مؤخرًا مع تغيّر موقف مدريد المتعلق بمنطقة الصحراء الغربية المتنازَع عليها، الأمر الذي دقّ أجراس إنذار جديدة في سوق الغاز الأوروبية، بعدما علّقت الجزائر، في 8 يونيو/حزيران الماضي، معاهدة الصداقة التي استمرت 20 عامًا مع إسبانيا.
اقرأ أيضًا..
- الهيدروجين في مزيج الطاقة.. 10 تساؤلات عن أنواعه واستخداماته وأهميته
- إيرادات صادرات النفط السعودي تسجل 31 مليار دولار في مايو
- التعاون بين غازبروم الروسية وشركة النفط الإيرانية.. هل يخدم مصالح الجانبين؟ (مقال)