الصخر النفطي بديل مؤقت للغاز لضمان تدفئة إستونيا في الشتاء
هبة مصطفى
تستعد إستونيا لفصل الشتاء بتوسعات في استخدام الصخر النفطي بصفته وقودًا يعوّض غياب إمدادات الغاز الروسي عن غالبية الدول الأوروبية، إثر تداعيات الحرب الأوكرانية المتواصلة منذ 5 أشهر.
وحصلت إينيفيت باور التابعة لشركة إيستي إنرجيا على الموافقات البيئية اللازمة لتزويد منازل مدينة نارفا الإستونية به، في ظل تعثّر محاولات الدول الأوروبية لتعويض غياب الغاز الروسي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتعدّ الموافقة البيئية، التي حصلت عليها أكبر منتجي الطاقة، واحدة ضمن موافقات عدّة أُصدرت -مؤخرًا- في إطار الاستعدادات لتلبية الطلب على التدفئة والكهرباء خلال فصلي الخريف والشتاء، بحسب ما نشره الموقع الإلكتروني لهيئة البثّ الإستونية نيوز إي آر آر (news.err.ee).
الصخر النفطي.. بديل "مؤقت"
يعدّ لجوء إستونيا لاستخدام الصخر النفطي "مؤقتًا" لاعتبارات نقص إمدادات الغاز، نظرًا لمواصفاته التي يغلب عليها التلوث بمعدل يفوق الغاز.
واضطر مجلس البيئة في البلاد إلى منح الموافقات اللازمة لاستخدام الوقود الملوث نسبيًا لنحو 200 شركة لتعويض نقص إمدادات الغاز، وأتاحت لما يقرب من 50 شركة استخدامه بصورة فورية.
ورغم منح 200 شركة الموافقات اللازمة، فإن اعتبارات إسهام الصخر النفطي في زيادة معدل التلوث والانبعاثات ألزمت تلك الشركات بالرجوع إلى مجلس البيئة -قبيل بدء الاستخدام- لتحديد المدة الزمنية المتاحة لاستخدام الوقود "المؤقت".
وقال نائب المدير التنفيذي للمجلس، إريك كوسين كرانيوس، إن النفط الصخري معادٍ للبيئة بصورة أكبر من الغاز، غير أن المجلس تغاضى عن بعض القواعد البيئية وعَدّه "وقودًا مؤقتًا" يجب الاستغناء عنه حال توافر إمدادات الغاز واستقرار السوق.
- انقطاع الغاز الروسي يهدد بضربة قوية لاقتصاد أوروبا (تقرير)
- إذا توقف الغاز الروسي.. ما البدائل المتاحة أمام أوروبا؟
مصادر تدفئة بديلة للغاز
تعكف شركة أدفين، مزوّد الطاقة بدول شمال أوروبا ومن ضمنها إستونيا، على إعداد شبكات التدفئة لاستقبال أنواع الوقود البديلة، بعدما تمكّنت -فقط- من توفير نصف حجم إمدادات الغاز التي تتطلبها عملية التدفئة، خلال فصل الشتاء.
وأوضح المسؤول عن المشروعات بدول البلطيق بالمزود "أدفين"، يوهان أغورا يوجا، أن شركته ما زالت تدرس كيفية تعويض حصة الغاز المتبقية لتلبية الطلب على التدفئة (المقدّرة بالنصف) لتحديد حجم إمدادات الوقود البديل التي تحتاجها.
وأضاف أن استخدام مزوّد التدفئة للوقود الاحتياطي والملوث سيتطلب الحصول على المزيد من الموافقات البيئة، مع توضيح كيفية إدراج خزّانات النفط الصخري داخل المنازل ضيقة المساحة.
وعلى الرغم من عَدِّه وقودًا مُلوِثًا للبيئة، قد تسهم أسعار الوقود البديل المنخفضة في خفض فواتير المستهلك -لا سيما فواتير الغاز-، غير أن أغورا يوجا استبعد إمكان تحديد أسعار التدفئة خلال فصلي الخريف والشتاء من الآن.
مصدر نفط عالي الجودة.. لكن
بصورة عامة، لا تضم طبقات الصخر النفطي القريبة من سطح الأرض إمدادات النفط، غير أن مادة الـ"كيروجين" الموجودة بها يمكنها إنتاج نفط عالي الجودة عبر التعرض للتسخين بدرجات حرارة عالية.
وتفوق تكلفة إنتاجه أضعاف إنتاج النفط التقليدي أو الصخري، غير أنها تمتاز بتوقعات ضخمة فيما يتعلق بالاحتياطيات، بحسب ما ورد بموسوعة مفاهيم الطاقة التي أعدّتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي إستونيا، تعدّ صناعة الصخر النفطي الأكثر تطورًا في العالم، إذ يعدّ موردًا إستراتيجيًا للطاقة، واعتمدت عليه البلاد مصدرًا لتوليد الكهرباء في وقت سابق.
وتضم إستونيا أكبر محطتين لتوليد الكهرباء في العالم اعتمادًا عليه، غير أن حصّته ضمن مزيج الكهرباء انخفضت إلى 54% فقط حتى عام (2020)، بجانب استخداماته في التدفئة وصناعة الأسمنت.
ورغم أن عمليات استخراجه أخذت في الانخفاض على مدار العقدين الماضيين، فإن بداية العقد الجاري (2020-30) شهدت عودة قوية لاستخدامه، قبل الاتفاق على إنهاء عمليات توليد الكهرباء منه بصورة نهائية، بحلول نهاية العقد (2030).
ويثير استخدام هذا النوع من النفوط المخاوف البيئية، إذ يُنتج نفايات يُصنَّف بعضها بـ"الخطير"، غير إسهامه في زيادة معدل الانبعاثات وتلوث المياه.
اقرأ أيضًا..
- الغاز الجزائري ينقطع عن إسبانيا ولا معلومات عن موعد استئنافه
- النفط الروسي مقابل الدرهم الإماراتي.. لماذا لا تثق موسكو في الهند؟ أنس الحجي يجيب
- أسعار الألواح الشمسية في مصر 2022.. وهذه العوامل تحدد الأفضل
- حقل غزة مارين للغاز.. احتياطي ضخم قد يضمن استقلال الطاقة لفلسطين (تقرير)