الحافلات الكهربائية تغزو أكبر دولة منتجة للنحاس في العالم (فيديو)
أمل نبيل
تُخطّط تشيلي للتوسع في إنتاج الحافلات الكهربائية؛ لتقليص الاعتماد على سيارات الوقود الأحفوري وتحقيق أهدافها المناخية بالوصول إلى الحياد الكربوني خلال 28 عامًا من الآن.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2021)، أطلقت الدولة اللاتينية، إستراتيجية لكهربة قطاع النقل بالكامل بدءًا من عام 2035، من خلال حظر مبيعات معظم السيارات التي تعمل بحرق الوقود الأحفوري لصالح السيارات الكهربائية، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وبدأت الحافلات الكهربائية التي صُنِّعَت بواسطة شركة محلية، العمل في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية، بحسب رويترز.
الحافلات الكهربائية في تشيلي
تستهدف شركة ريبورن إلكتريك موتور -التي يقع مقرها على بُعد 84 كيلومترًا (52 ميلًا)، من جنوب العاصمة التشيلية "سانتياغو"- إنتاج 200 حافلة كهربائية سنويًا، وهو ما يكفي لإبقاء نحو 65 ألف طن من الكربون خارج الغلاف الجوي.
ويمثّل قطاع النقل 21% من انبعاثات الكربون العالمية، ويعتمد القطاع بنسبة 95% على النفط، ومن شأن الاعتماد على وقود منخفض الكربون، مثل الكهرباء، بدلًا من الخام الأسود، أن يؤدي إلى تقليل الانبعاثات كثيرًا بحلول عام 2050.
وتقود وزارة البيئة في تشيلي العمل على إصدار قانون جديد من شأنه أن يُلزم البلاد بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو ما يتماشى مع الهدف المعلن مسبقًا من قِبل شركة النحاس العملاقة المملوكة للدولة "كوديلكو"، بإنتاج نحاس محايد كربونيًا.
ووفق إستراتيجية كهربة قطاع النقل في الدولة اللاتينية؛ فإن 100% من السيارات الخفيفة، والمتوسطة، ومركبات النقل العام -متضمنة الحافلات والشاحنات الثقيلة، وسيارات الأجرة- ستعمل بالكهرباء في عام 2035؛ وتنضم إليها الشاحنات الصغيرة التي تعمل في مجالات البناء، والزراعة، والغابات عام 2040، وفي 2045 تصبح 100% من حافلات النقل الداخلي بين المدن، وشاحنات نقل البضائع بلا انبعاثات بعد كهربتها.
وفي الوقت الذي تُصنّع فيه شركة ريبورن، الحافلات الكهربائية من الصفر؛ فإنها تمنح حافلات الديزل الحالية مستقبلًا كهربائيًا من خلال تحويلها، في عملية تقول الشركة إنها تُنتج خيارًا مستدامًا واقتصاديًا على حد سواء.
وفي الوقت الحالي، تعمل حافلات ريبورن الكهربائية الثقيلة على نقل العمال في منجم تينينتي التابع لشركة كوديلكو.
أهداف تشيلي الكربونية
قال المؤسس المشارك لشركة ريبورن، ريكاردو ريبيننينغ: "نحن نأخذ الحافلات التي تعمل بالديزل، ونُخرج منها محرك وخزان الديزل، ونركّب بطاريات أيون الليثيوم ومحركًا كهربائيًا ونظامًا للتحكم، وهكذا ينتهي بنا المطاف أمام حافلة خالية من الانبعاثات الكربونية بسعر ملائم".
وتأمل الشركة في أن تساعد جهودها في تعزيز الصناعة خارج تشيلي، واستخدام هذه التكنولوجيا عالميًا.
وفي 11 مارس/آذار من العام الماضي (2021)، تولّى الرئيس التشيلي الجديد، غابرييل بوريك، مقاليد السلطة في الدولة الواقعة في الجزء الجنوبي من أميركا الجنوبية، متعهدًا بتسريع إزالة الكربون وتنفيذ انتقال "عادل" للطاقة، في ظل "حكومة بيئية"، بالتنسيق مع العمال والشركات والسلطات الحكومية والمجتمعات.
ويأمل بوريك في التوسع في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الهائلة في تشيلي، التي سعت الحكومة المنتهية ولايتها إلى الاستفادة منها في الصناعة الناشئة للهيدروجين الأخضر.
وزادت قدرات توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية في البلاد 10 أضعاف خلال السنوات الـ7 الماضية.
وكان الرئيس التشيلي، سيباستيان بينيرا، قد كشف نهاية 2020 عن خطة وطنية طموحة، لجعل بلاده واحدة من أكبر 3 مصدّرين في العالم للهيدروجين الأخضر، الذي يُستخدم بصفة أساسية في النقل وصناعة الصلب.
وتخطّط تشيلي لإغلاق نصف محطات الكهرباء العاملة بالفحم بحلول عام 2025، قبل 15 عامًا من الموعد النهائي للتخلص من الوقود الأحفوري من مزيج الطاقة لديها.
موضوعات متعلقة..
- تجنبًا لانقطاع الكهرباء.. تشيلي تؤمِّن احتياجاتها من الديزل في الشتاء
- هل تصبح الحافلات الكهربائية الحل السحري لمستقبل خالٍ من الكربون؟
- أولى الحافلات الكهربائية في البرتغال محايدة للكربون وتحمل 47 راكبًا
اقرأ أيضًا..
- حقل غزة مارين للغاز.. احتياطي ضخم قد يضمن استقلال الطاقة لفلسطين (تقرير)
- بدء تطوير أول مشروعات الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في جنوب أفريقيا
- الادعاء بأن حرق الوقود الأحفوري وراء موجات الحر الشديدة "هستيريا مناخية" (مقال)