انخفاض كهرباء المحطات النووية الفرنسية يضع بريطانيا في ورطة
يهدد إمدادات الشتاء
حياة حسين
تراجع توليد الكهرباء من المحطات النووية الفرنسية بسبب قيامها بأعمال صيانة وإصلاح، ما قد ينعكس سلبًا على إمداداتها لأسواق مجاورة مثل بريطانيا، التي قد تواجه ورطة في الشتاء المقبل.
وقال مدير عام الشبكة الوطنية البريطانية، فينتان سلي، إن عدم إعادة تشغيل المحطات النووية الفرنسية المتوقفة قبل فصل الشتاء المقبل يهدد -مجددًا- بشح الإمدادات، وارتفاع الأسعار، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الخميس الموافق 14 يوليو/تموز.
وتعوّل بريطانيا وباقي دول أوروبا على المحطات النووية الفرنسية، للإسهام في تخفيف الضغط من أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار على خلفية تراجع إمدادات الغاز الروسي عقب غزو أوكرانيا، إذ توفر لباريس نحو 70% من الكهرباء المطلوبة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
مشكلة إمدادات
قال مدير عام شبكة الكهرباء الوطنية البريطانية، فينتان سلي، في مؤتمر صحفي، إن بلاده قد تواجه مشكلة إمدادات، إذا لم تعد المحطات النووية الفرنسية -المتوقفة بغرض إجراء إصلاحات- إلى العمل قبل الشتاء، كونها تزوّد لندن بجزء من احتياجاتها.
وتواجه المحطات النووية الفرنسية، التابعة لشركة الكهرباء (إي دي إف)، أزمة جراء تآكل ناجم عن قدمها، وتغير المناخ وما أسفر عنه من موجات حر حادة، تعوق تبريدها.
وقد انخفض توليد الطاقة النووية في فرنسا إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من 30 عامًا، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتمتلك فرنسا 56 محطة نووية، ما يعني أن لديها ثاني أكبر أسطول عالميًا بعد أميركا.
وأضاف سلي قائلًا: "إن هناك بعض المحطات النووية الفرنسية المتوقفة حاليًا، وسننتظر ونرى إذا كانت ستعود للعمل في الوقت المناسب، وإلا ستؤثر فينا سلبًا".
ترشيد الاستهلاك
حثّت الحكومة البريطانية مواطنيها على ترشيد استهلاك الكهرباء، وخفض معدلاته قدر الإمكان.
وقال وزير الطاقة، كواسي كورتينغ -الذي شارك مدير شبكة الكهرباء الوطنية في مؤتمر صحفي- إن تأمين إمدادات الطاقة سيكون "تحديًا كبيرًا" خلال هذا الشتاء.
من جانبه، أضاف مدير شبكة الكهرباء الوطنية، أنه مع توقف بعض المحطات النووية الفرنسية، ستضطر باريس إلى استيراد الكهرباء من دول ترتبط معها هذا الشتاء.
وتابع أن بريطانيا ستلجأ -أيضًا- إلى جيرانها لتلبية احتياجاتها، خاصة من النرويج وبلجيكا ونيوزيلندا.
وقال: "أعني أن وقت الشدة هناك دعم متبادل بين دول أوروبا، حتى وسط أزمة حرب روسيا على أوكرانيا، وما دامت الشبكة الوطنية الأوروبية موجودة، فإن بريطانيا ستبقى مضاءة".
يُذكر أن أزمة الطاقة في بريطانيا كانت الأشد بين دول أوروبا في الشتاء الماضي، لدرجة تسببت في إفلاس عشرات من شركات الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- تكاليف موازنة الكهرباء في بريطانيا قد ترتفع 78% خلال شهر
-
هل تُسهم الطاقة النووية في استغناء بريطانيا عن الإمدادات الروسية؟
اقرأ أيضًا..
- إيرادات دول أوبك من صادرات النفط تقترب من التريليون دولار في 2022 (تقرير)
-
أوروبا توجه بوصلتها إلى غاز أذربيجان لتعويض الإمدادات الروسية