التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أسطح المنازل.. خطة سويسرية للتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية

من خلال تشجيع الاستهلاك الذاتي للكهرباء

تضع عديد من الدول آمالاً عريضة على الطاقة المتجددة -خاصة الطاقة الشمسية- في خططها، للتحوّل نحو الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وتأتي سويسرا بوصفها واحدة من الدول التي تشهد نموًا كبيرًا في استخدامات الطاقة المتحددة، إذ سجلت الطاقة الكهروضوئية نموًا قياسيًا خلال 2020، وشكلت الطاقة الشمسية نحو 4% من مصادر الكهرباء مقارنة بنحو 0.1% خلال عام 2010، ونجحت -خلال العام الماضي- في إضافة قدرات بنحو 460 ميغاواط، بزيادة نحو 39% مقارنة بعام 2019، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وشهد سعر الطاقة الشمسية تراجعًا كبيرًا خلال العقد الماضي، إذ انخفض بنحو 90%، لتكون أرخص أنواع الطاقة الكهربائية، وفق تقرير للوكالة الدولية للطاقة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهو ما شجّع سويسرا على زيادة استثماراتها في مشروعات الطاقة الشمسية.

تكثيف جهود تحول الطاقة

قال مدير جمعية "سولارسبار" -التي تُعدّ أحد رواد الطاقة الشمسية في سويسرا- ماركوس كريتيان: "إنه على الرغم من تنامي الطاقة الشمسية فإنه لا بد من تكثيف الجهود إذا ما أردنا تحقيق أهداف الطاقة والمناخ".

ويضيف: "بيانات عام 2020 مشجعة، لكنّ تحقيق نجاح حقيقي يتطلب جهودًا أكثر بكثير، لا سيما أن استهلاكنا للكهرباء سيزداد، في ظل التوجه نحو عمل أنظمة النقل والتدفئة بالطاقة الكهربائية".

يرى ماركوس كريتيان أنه لتحقيق نقلة فعلية من أجل تحقيق الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات يجب أن يكون معدّل الزيادة السنوية في الأعوام القادمة 4 أضعافه حاليًا.

وضمن خطتها للتحول نحو الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، أعلنت سويسرا عزمها التخلص من المفاعلات النووية، واستبدال محطات الطاقة الشمسية بها.

مشروعات شمسية على أسطح المنازل
مدير جمعية "سولارسبار"، في سويسرا، ماركوس كريتيان

وحدات شمسية على أسطح المنازل

تعمل "سولارسبار" -منذ 30 عامًا- على تحقيق "التحوّل إلى الطاقة المتجددة"، وتشجيع إنشاء وحدات للطاقة الشمسية في أسطح المنازل، من أجل الاستهلاك الذاتي.

وتخطّط سويسرا لرفع إنتاجها من الطاقة الشمسية إلى نحو 1500 ميغاواط سنويًا، من أجل تحقيق خطة الحياد الكربوني التي تعتزم الوصول إليها بحلول 2050، ولتحقيق ذلك لا بد لها من القيام بعديد من الإجراءات، وفي مقدمتها إزالة العقبات البيروقراطيبة، وتعديل القوانين والإجراءات المتعلقة بالطاقة الشمسية، وعدم السماح بتشييد أي مبانٍ جديدة إلا إذا كانت تُولّد الكهرباء ذاتيًا، حسبما أكد ماركوس كريتيان.

ودعا كريتيان إلى إعادة النظر في تسعيرة تغذية الشبكة بالكهرباء، أي الأسعار التي تدفعها شركات الكهرباء عِوض مُدخلات الطاقة الشمسية في الشبكة، علمًا بأن هناك اختلافات كبيرة تتراوح بين 5 و13 سنتًا للكيلوواط/ ساعة.

وقال: "لو حصلت المنظومات الكبيرة التي لا يقل إنتاجها عن 200 كيلوواط على سعر 12 سنتًا لكل كيلوواط/ساعة، فسيكون بالإمكان تجهيز كل ما في سويسرا من أسطح ملائمة بنظم شمسية كهروضوئية، تدرّ أرباحًا عوضًا عن مجرد تأمين الاستهلاك الخاص".

نظم الطاقة الكهروضوئية

أوضح كريتيان أنه "قبل ثلاثين عامًا كانت سويسرا لا تزال بلدًا رائدًا في مجال الطاقات المتجددة، وفيما بعدُ، تغيّر الوضع جذريًا، وتقدمت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا، في بعض النواحي، بفارق كبير على سويسرا، وحتى تركيا وبلجيكا تفوّقتا علينا، وهذا يعني أن سويسرا ما زالت تحتفظ بإمكانات كبيرة لمزيد من النظم الكهروضوئية".

وأضاف أنه بإمكان سويسرا العودة إلى ريادتها بين دول القارة الأوروبية في الطاقة المتجددة، من خلال تجهيز عدد كبير من الأسطح المستوية أو المائلة في المدن والمناطق الحضرية بأنظمة كهروضوئية، موضحًا أن "سولارسبار" تقوم ببناء "مجتمعات الاستهلاك الذاتي" وتمويلها أو المجتمعات الصغيرة المنتِجة ذاتيًا لما تستهلكُ من كهرباء.

وأكد أن أرخص طرق الحصول على الطاقة الكهربائية أن تكون في المكان نفسه الذي تُنتج فيه، وفي أنظمة الاستهلاك الذاتي تَستخدم المنازل الطاقة الكهربائية المنتَجة فوق أسطحها، ما يحافظ على خطوط الإمداد ويقلل التسريب.

في الوقت نفسه، أوضح مدير "سولارسبار" أنه عند تعطّل شبكة الكهرباء بفعل الظواهر المناخية -كما حدث في تكساس- فإن الطاقة الشمسية -هي الأخرى- لن تضمن الإمداد، داعيًا إلى حيازة أنظمة خاصة لتخزين الكهرباء أو بطاريات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق