فرنسا تستعد لقطع الغاز الروسي رغم انتهاء أزمة نورد ستريم 1 (تحديث)
بخفض الاستهلاك وتجهيز محطة عائمة
على الرغم من قرار كندا بإعادة توربينات الغاز، التي قد تنهي أزمة نقص إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، إلا أن فرنسا أعلنت استعداداتها لإدارة الأزمة المتوقعة حال قطع كامل إمدادات الوقود من موسكو.
وفي هذا الإطار، قال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، اليوم الأحد، 10 يوليو/تموز، إن الحكومة الفرنسية تستعد لقطع كامل إمدادات الوقود الروسي، وهو ما تَعُدُّه السيناريو الأكثر ترجيحًا في خططها المستقبلية.
تأتي التحركات الفرنسية على الرغم من قرار حكومة كندا بالإفراج عن توربينات الغاز لصاح خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 1، والتى كانت سببا في تراجع الإمدادات إلى أوروبا حسب المزاعم الروسية.
إمدادات فرنسا
يوفر الغاز الروسي نحو 17% من احتياجات السوق الفرنسية؛ إذ تُعَد باريس أقل اعتمادًا على الوقود الروسي مقارنة ببعض جيرانها، لكن الحكومة تعد خططًا للطوارئ.
وأعد عدد من الدول الأوروبية -ومن بينها ألمانيا وبريطانيا وهولندا- خططًا للطوارئ لمواجهة قطع كامل إمدادات الغاز الروسية.
وخفّضت شركة غازبروم الروسية السعة على طول خط أنابيب نورد ستريم 1 من روسيا إلى أوروبا إلى 40% فقط من المستويات المعتادة الشهر الماضي، مرجعة السبب إلى التأخير في إعادة توربينات الغاز من كندا.
كانت كميات الغاز المنقولة عبر الحدود الألمانية إلى فرنسا قد انخفضت بنسبة 60% في الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري، مقارنة بالمدة نفسها في عام 2021.
وتتوقع شبكة نقل الغاز الفرنسية "جي آر تي غاز" أن البلاد يمكنها تلبية الطلب على الغاز خلال فصل الصيف، في حين ستبدأ تخزين أكبر قدر ممكن للشتاء المقبل.
انقطاعات الكهرباء
يمثل قطع الكهرباء في فرنسا مشكلة خاصة الآن؛ إذ إن توليد الطاقة النووية سيكافح من أجل تعويض الركود، في ظل أن العديد من المفاعلات معطلة حاليًا للصيانة.
وقال وزير المالية، على هامش مؤتمر اقتصادي في جنوب فرنسا: "أعتقد أن قطعًا تامًا لإمدادات الغاز الروسي هو احتمال حقيقي.. ونحن بحاجة للاستعداد لهذا السيناريو".
وأضاف: "سيكون تصرفًا غير مسؤول إطلاقًا تجاهل هذا السيناريو"، مشيرًا إلى أن قطع الغاز الروسي هو "السيناريو الأكثر ترجيحًا"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
الخطط الفرنسية
قال لو مير: إن خط الدفاع الأول كان للمنازل والشركات لخفض استهلاك الطاقة، ثم بناء بنية تحتية جديدة مثل محطة عائمة ستكون قادرة على إعادة تحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال من الخارج.
وأوضح أن الأمر الأكثر جذرية هو أن الحكومة تبحث أيضًا عن شركة تلو الأخرى لمعرفة أيهما يمكن إجبارها على خفض الإنتاج لتوفير الطاقة إذا لزم الأمر.
كانت شركة إنجي الفرنسية قد وقّعت مؤخرًا اتفاقية مع شركة سوناطراك لتأمين احتياجاتها مع الغاز الجزائري، مع توجه الدول الأوروبية لتنويع وارداتها بعيدًا عن الغاز الروسي.
إعادة التوربينات
من جانبها، أعلنت كندا إعادة التوربينات التي تم إصلاحها إلى ألمانيا والمطلوبة لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 1.
ويمكن أن تساعد التوربينات في ضمان استمرار تدفق الطاقة حتى تتمكن أوروبا من إنهاء اعتمادها على الغاز الروسي.
وشددت الحكومة الكندية إنها ستصدر "تصريحًا محدود الوقت وقابل للإلغاء" لإعفاء عودة التوربينات من عقوباتها الروسية، معلنة عن إجراءات جديدة ضد موسكو ردًا على غزوها لأوكرانيا.
أسباب خفض الإمدادات
أرجعت روسيا نقص إمدادات الغاز إلى دول أوروبا ومن بينها فرنسا بالتأخر في إعادة التوربينات، التي كانت شركة سيمنس الألمانية تعيد إصلاحها في كندا.
وقالت الحكومة الكندية إن شحن المعدات إلى أوروبا سيدعم قدرة أوروبا في الحصول على طاقة موثوقة وميسورة التكلفة مع استمرارها في التحول بعيدًا عن النفط والغاز الروسي.
من جانبها، قالت شركة سيمنس في بيان اليوم الأحد إنها تعمل على توصيل التوربينات إلى خط أنابيب نورد ستريم في أسرع وقت ممكن.
كان الكرملين قد أكد يوم الجمعة الماضي إنه سيزيد إمدادات الغاز إلى أوروبا إذا أعيد التوربينات.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في فرنسا تقوّض مسعى أوروبا للاستغناء عن الإمدادات الروسية
- وقف إمدادات الغاز الروسي إلى فرنسا.. والكرملين يشير إلى مشكلات تقنية
اقرأ أيضًا..
- من أين يستورد المغرب الغاز المسال؟.. مصادر تجيب عن الصفقة المنتظرة
- تيسلا ولوسيد آير في المقدمة.. أفضل 10 سيارات كهربائية صديقة للبيئة
- الأمونيا الخضراء عمود اقتصاد أوروبا للتحرر من تبعية الوقود الروسي (تقرير)