هولندا تلجأ إلى الطاقة النووية لتعويض إمدادات الغاز الروسي
دينا قدري
طلبت هولندا من ألمانيا النظر في إبقاء محطات الطاقة النووية مفتوحة، إذ تواجه أوروبا أسوأ أزمة طاقة لها منذ عقود.
يأتي ذلك بالتزامن مع سعي هولندا لوقف استيراد الغاز الروسي هذا العام، في ظل سعي الدول الأوروبية إلى التخلص من واردات الطاقة الروسية.
وأزال المسؤولون الهولنديون القيود المفروضة على محطات الكهرباء العاملة بالفحم لتحسين أمن الطاقة، وانضموا إلى الدول الأوروبية الأخرى في التحول إلى الوقود الأحفوري الملوث بشدة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وتخطط هولندا -أيضًا- لافتتاح محطتين نوويتين جديدتين في ثلاثينيات القرن الحالي، والإبقاء على تشغيل المفاعل النووي الوحيد في البلاد "بورسيلي" حتى عام 2033 أو ما بعده.
كما كثفت البلاد وارداتها من الغاز الطبيعي المسال عن طريق البحر، فضلًا عن إمكان التنقيب في حقل غاز غرونينغن، التي تضعه خيارًا أخيرًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
طلب هولندي "صعب المنال"
قدّم وزير المناخ وسياسة الطاقة الهولندي، روب جيتين، الطلب إلى وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إلا أنه اعترف بأن فرص حدوث ذلك ضئيلة.
وقال جيتين -في مقابلة يوم الأربعاء في لاهاي-: "سألتهم فقط عما إذا كان من الممكن تقنيًا إبقاء محطات الطاقة النووية مفتوحة"، في إشارة إلى اجتماعه مع هابيك.
وأضاف: "لقد اتخذوا الكثير من الإجراءات لإغلاقها، وربما لا يوجد وقود كافٍ لإبقائها مفتوحة لمدّة أطول قليلًا"، إذ استبعدت ألمانيا تقريبًا تمديدًا آخر لمحطاتها النووية، متذرعة بمخاطر تقنية.
كما أكد جيتين أن أزمة الطاقة ساعدت في تحسين العلاقات الهولندية الألمانية، مشيرًا إلى تحسين التعاون بشأن الهيدروجين والغاز ومحطات طاقة الرياح في بحر الشمال، الذي اختلفت الدولتان حول حدوده منذ مدّة طويلة.
الغاز أم الطاقة النووية؟
يُمكن لهولندا استخراج 50 مليار متر مكعب إضافية من الغاز كل عام من حقل غاز غرونينغن، بحسب بلومبرغ.
ومع ذلك، فإن السلطات الهولندية -التي تحذر من الزلازل الناجمة عن الحفر، والتي ألحقت أضرارًا بالمدن- قالت مرارًا وتكرارًا إنها تخطط لخفض الإنتاج، مشددة على أن زيادة الإنتاج تُعد ملاذًا أخيرًا فقط.
وقال وزير الدولة لشؤون التعدين هانز فيلبريف، إنه "واضح تمامًا" أن محطات الطاقة النووية هي خيار أكثر أمانًا من الحصول على المزيد من الغاز من غرونينغن.
وأضاف فيلبريف -وهو المسؤول عن غرونينغن- أن الحكومة قد تقرر إنتاج المزيد منه، إذا قُطع الغاز الروسي بالكامل، وواجهت الأسر خطر نقص الإمدادات.
من جانبه، شدد وزير المناخ الهولندي، روب جيتين، على أن ألمانيا وفرنسا وبلجيكا قد تؤجل -أيضًا- صيانة بعض محطات الكهرباء الخاصة بها حتى العام المقبل أو 2024.
وقال: "يُمكن للجميع فعل الكثير قبل أن ندخل في مسألة غرونينغن".
إغلاق المحطات النووية في ألمانيا
أغلقت ألمانيا 3 من آخر 6 محطات للطاقة النووية العام الماضي؛ ومن المقرر حاليًا إغلاق المحطات الـ3 المتبقية بحلول نهاية هذا العام.
واستبعدت الشركات التي تدير محطات الطاقة النووية الـ3 في ألمانيا إطالة عمر منشآتها؛ وعلى الرغم من أن بعض السياسيين في برلين طالبوا بالتمديد، فقد رفضت الحكومة الائتلافية قبول الفكرة.
وستجري عمليات الإغلاق حتى بعد أن أغلقت ألمانيا طواعية خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2، وخفّضت واردات الطاقة الروسية من خلال خطوط أخرى، وفق ما نقلته منصة "روسيا اليوم".
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في هولندا.. 5 مليارات دولار لبناء محطتين جديدتين
- الطاقة النووية تدعم أسواق الكهرباء القائمة على المصادر المتجددة (دراسة)
- قطاع النفط والغاز في هولندا ينتظر صفقة انتقالية على غرار بريطانيا
اقرأ أيضًا..
- تحالف آسيوي ضد النفط الروسي.. وخامات الشرق الأوسط البديل الأفضل (تقرير)
- ليبيا تعتزم خفض صادرات الغاز إلى إيطاليا لسد العجز الداخلي
- ألمانيا تحفز إنتاج الطاقة الشمسية عبر زيادة تعرفة التغذية
- تيسلا ولوسيد آير في المقدمة.. أفضل 10 سيارات كهربائية صديقة للبيئة