وكالة الطاقة الدولية تتوقع انكماش الطلب على الغاز
بفعل الأسعار المرتفعة والغزو الروسي
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- توقعات بانكماش الاستهلاك العالمي للغاز بسبب الغزو الروسي
- ارتفاع الأسعار تسبَّب في تحوّل مستخدمي الغاز للفحم والنفط
- الأحداث الحالية تضرّ بسمعة الغاز بصفته مصدرًا موثوقًا للطاقة
- منطقة آسيا والقطاع الصناعي محركات رئيسة في نمو الطلب على الغاز
توقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب على الغاز الطبيعي بشكل طفيف خلال العام الجاري، مع مزيد من تباطؤ النمو على مدى السنوات الثلاث التالية.
وأرجعت وكالة الطاقة، في تقرير سوق الغاز الصادر اليوم الثلاثاء (5 يوليو/تموز)، توقعاتها بانكماش الاستهلاك العالمي للغاز إلى الأسعار المرتفعة، مع مخاوف انقطاع المزيد من إمدادات الغاز، إثر الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن الأسعار المرتفعة القياسية لأسعار الغاز في الوقت الراهن أدت إلى خفض الطلب، وتسبّبت في تحوّل مستخدمي الغاز إلى الفحم والنفط.
وأضافت في تقريرها، الذي اطّلعت على تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة، أن التخفيضات الكبيرة الأخيرة في تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا تثير مخاوف دول القارّة بشأن الإمدادات قبل فصل الشتاء.
سمعة الغاز مصدرًا موثوقًا
عدّت وكالة الطاقة الدولية أن الاضطراب الحاصل بسبب الأسعار المرتفعة ومخاوف الإمدادات نتيجة الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، يضرّ بسمعة الغاز الطبيعي بصفته مصدر طاقة موثوقًا وبأسعار معقولة.
وأكدت أن تلك الأحداث تثير الشكوك حول الدور المتوقع أن يؤديه الغاز الطبيعي في مساعدة الدول النامية على تلبية الطلب المتزايد، والتحول بعيدًا عن الوقود الضارّ بالبيئة.
وتسبّب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية -بحسب وكالة الطاقة- في أزمة بإمدادات الطاقة، وتداعيات واسعة على الاقتصاد العالمي.
نمو محدود في الطلب
توقعت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها، نموًا محدودًا في زيادة الطلب على الغاز الطبيعي على مدار الثلاث السنوات المقبلة، إذ توقعت زيادة إجمالية تبلغ نحو 140 مليار متر مكعب حتى عام 2025.
وجاءت التوقعات الأخيرة أقلّ من نصف الزيادة البالغة نحو 370 مليار متر مكعب خلال السنوات الخمس الماضية.
كما جاءت أقلّ من القفزة الاستثنائية في الطلب على الغاز خلال العام الماضي، والتي اقتربت من مستوى الـ175 مليار متر مكعب، وفقًا لوكالة الطاقة.
وأرجعت الوكالة توقعاتها إلى ضعف النشاط الاقتصادي، مع ضعف التحول من الفحم والنفط إلى الغاز.
الطاقة النظيفة
شددت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها، على ضرورة إحراز تقدّم أكبر في التحول إلى الطاقة النظيفة.
وأكدت أن الإسراع في توليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى نشر أنظمة كفاءة الطاقة، سيخفف الضغط على أسعار الطاقة، ويساعد الأسواق الناشئة الحساسة لتحركات الأسعار من الوصول لإمدادات الغاز.
ونقل تقرير سوق الغاز عن مدير أسواق الطاقة والأمن في وكالة الطاقة الدولية، كيسوكسي ساداموري، قوله، بأن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية أدى إلى تعطُّل أسواق الغاز بشكل خطير.
وأضاف أن سوق الغاز تشهد حاليًا ارتفاعات في الأسعار، مع تنافس الدول على شحنات الغاز الطبيعي المسال.
ويرى ساداموري أن تطبيق سياسات كفاءة الطاقة مع تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة يُعدّ من الحلول الأكثر استدامة لأزمة الطاقة التي تشهدها دول العالم حاليًا.
محركات نمو سوق الغاز
يرى تقرير سوق الغاز لوكالة الطاقة الدولية أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى القطاع الصناعي، تعدّ محركات رئيسة في نمو الطلب على الغاز.
وتوقَّع أن يأتي نصف النمو المتوقع في الطلب العالمي على الغاز، حتى عام 2025، من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ومن المتوقع كذلك أن تمثّل الصناعة 60% من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي.
وعلاوة على ذلك، نبّهت وكالة الطاقة الدولية إلى أن هناك احتمالًا بحدوث مزيد من هبوط الطلب على الغاز، بفعل ارتفاع الأسعار وانخفاض نمو الاقتصاد العالمي.
عدم اليقين
ألمح تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن التزام الاتحاد الأوروبي بالتخلص من واردات الغاز الروسي تدريجيًا سيكون له تداعيات عالمية على ديناميكيات سوق الغاز.
ويقدِّر التقرير أن صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي ستنخفض بأكثر من 55% حتى عام 2025.
كما تواجه سوق الغاز حالة شديدة من عدم اليقين -بحسب وصف وكالة الطاقة- مع احتمال اتجاه روسيا إلى تقييد المزيد من صادراتها من جانب واحد، كما فعلت خلال العام الجاري مع بعض الدول الأوروبية.
السوق الأوروبية مغرية
مع ارتفاع أسعار الغاز بشكل قياسي في السوق الأوروبية، تحولت القارّة العجوز إلى سوق الغاز الطبيعي المسال -بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية-.
وهو ما أدى إلى تحوّل تسليمات الغاز الطبيعي من مناطق أخرى إلى أوروبا للاستفادة من الأسعار، مما تسبَّب في إحداث توتُّر في العرض.
وتوقعت وكالة الطاقة أن تمثّل السوق الأوروبية أكثر من 60% من النمو في تجارة الغاز الطبيعي المسال عالميًا حتى عام 2025.
سعة وتجارة الغاز
توقعت وكالة الطاقة الدولية كذلك تباطؤ إضافات سعة تسييل الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير؛ نتيجة تراجع الاستثمارات خلال مدة انخفاض أسعار النفط والغاز خلال 2010، وتأخيرات تسليم سعات جديدة بسبب الإغلاقات الناتجة عن تداعيات فيروس كورونا.
وفي السياق نفسه، توقعت الوكالة تباطؤ نمو التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال بمتوسط سنوي يقلّ عن 4% حتى عام 2025، وهو أقلّ بكثير من معدل 7% المسجل خلال السنوات الخمس الماضية.
الغاز منخفض الكربون
ترى وكالة الطاقة الدولية أن التوسع نحو إنتاج الغاز منخفض الكربون وخفض غاز الميثان من شأنه تخفيف الضغط على إمدادات الغاز وتقليل الانبعاثات.
وتوقعت وكالة الطاقة تضاعُف إنتاج الميثان الحيوي حتى عام 2025، مع احتمال ارتفاع بشكل أكبر.
كما ترى أن استمرار تطوير الهيدروجين منخفض الكربون سيكون بمثابة عامل جذب.
ونبّهت إلى أن التسربات من عمليات النفط والغاز والفحم خلال العام الماضي، إذا جرى التقاطها واستخدمت، كان من شأنها توفير 180 مليار متر مكعب إضافية من الغاز إلى السوق، وهي أكثر من الزيادة المتوقعة في الاستهلاك حتى عام 2025.
موضوعات متعلقة..
- ضربة جديدة لأوروبا.. إنتاج الغاز النرويجي قد يهبط 13%
- سويسرا تواجه نقص إمدادات الغاز الطبيعي بإجراءات قاسية
- ألمانيا تواجه نقص الغاز الروسي بإجراءات تقشفية ومحطات إسالة
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط ترتفع.. وخام برنت قرب 114 دولارًا
- بريطانيا تدعو أوبك+ لزيادة إنتاج النفط.. وجونسون: علاقتنا قوية بالسعودية
- لضمان استقلال أمن الطاقة الأوروبي.. هل يكفي تقييد الأسواق و"تأميم" الشركات؟
- مشروع ورزازات للطاقة الشمسية.. حلم المغرب في الطاقة المتجددة (فيديو وصور)