الطاقة المتجددة بحلول 2030.. الجزائر تنافس المغرب على الصدارة العربية
ياسر نصر
في الوقت الذي بدأت فيه مشروعات الطاقة المتجددة في العالم العربي الظهور قبل ما يزيد على 22 عامًا، إلا أن السنوات المقبلة تحمل زحمًا من نوع خاص، في ظل تنافس كبير بين غالبية الدول.
وكشف تقرير حديث اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، عن أن سلطنة عمان والمغرب والجزائر تأتي في طليعة الدول العربية الناشطة في مشروعات الطاقات النظيفة والمتجددة قيد التطوير.
وأعلنت الدول الثلاث خطة طموحة لإنتاج نحو 39.7 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو ما يضاهي 4 أضعاف الطاقة التي تسعى لإنتاجها من الغاز الطبيعي.
وتستهدف هذه الدول الصاعدة -بحسب تقرير غلوبال إنرجي مونيتور، وهي منظمة بحثية غير ربحية معنية بمشروعات الطاقة في أنحاء العالم- الانضمام لكل من مصر والإمارات بصفتهما دولتين رائدتين في إقامة ودعم مشروعات الطاقة المتجددة في العالم العربي.
مستقبل مشروعات الطاقة النظيفة
يأتي تأكيد المستقبل الواعد لمشروعات الطاقة المتجددة في العالم العربي، نظرًا إلى ما تتمتع به منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قدرات هائلة لإقامة مشروعات عملاقة لإنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية لما تتمتع به من مناخ مواتي وأجواء مشمسة معظم العام.
وشهد العالم العربي أول محطة للطاقة الشمسية في 2000، إلا أن المنطقة تقف الآن على أبواب مرحلة جديدة وخطط رائدة لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره عبر القارات، في حين يُعد دفعة قوية لدعم مستقبل الطاقة المتجددة.
وفي ظل القدرات الهائلة التي تتمتع بها المنطقة لإنتاج مختلف أنواع الطاقة المتجددة بات من الطبيعي أن تسعى دول المنطقة لإقامة مشروعات عملاقة، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
فعلى سبيل المثال متوسط الحجم المتوقع لمراحل محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في المنطقة يوازي 4 أضعاف أمثالها في مختلف أنحاء العالم، في حين متوسط حجم مرحلة من المراحل بمحطة إنتاج طاقة الرياح يوازي مرة ونصف المرة حجم أمثالها في مختلف أنحاء العالم.
الدول العربية الصاعدة
في الوقت الذي تُعد فيه مصر والإمارات والمغرب والأردن من أولى الدول العربية التي بادرت بإنشاء محطات إنتاج كهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، تسعى كل من سلطنة عمان والجزائر والكويت للحاق بها، لتحتل بدورها المراتب الأولى في الإنتاج المتوقع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المستقبل القريب.
واستعرض تقرير إنرجي مونيتور أفضل الدول العربية الصاعدة في إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول 2030، وجاءت كالآتي:
- سلطنة عمان (15.3 غيغاواط)
- المغرب (14.4 غيغاواط)
- الجزائر (10 غيغاواط)
- الكويت (9.6 غيغاواط)
- العراق (5.8 غيغاواط)
وأكد التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن كلًا من سلطنة عمان والجزائر اتخذت خطوات واثقة نحو إقامة محطات إنتاج كبرى من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
الطاقة المتجددة في عمان
تتبنى سلطنة عمان على وجه الخصوص توجهًا ملحوظًا نحو الحد من الاعتماد على النفط بصفته مصدرًا للطاقة والتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء.
إذ تبلغ السعة الكهربائية المتوقع إنتاجها من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، سواء المعلنه أو تحت الإنشاء والتطوير 15.3 غيغاواط، في حين تبلغ السعة المتوقع إنتاجها من الكهرباء من محطات الغاز الطبيعي المزمع بناؤها 0.3 غيغاواط، و0.4 غيغاواط من النفط.
كما أن بعض تلك المحطات ستدخل حيز التشغيل خلال العامين المقبلين لتنتج نحو 20% من سعة الكهرباء المتوقعة، في حين ترتبط 80% من السعة 12.5 غيغاواط بمشروع الهيدروجين الأخضر المزمع تشغيله عام 2038.
وبإنجاز تلك المشروعات سيزيد حجم الطاقة المنتجة أكثر من 8 أضعاف، إذ تهدف عمان إلى إنتاج 3 آلاف و50 ميغاواط من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2025، بحسب البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبالنظر إلى المشروعات الجاري تنفيذها حاليًا فإن عمان ستتمكن من إنتاج 2980 ميغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فقط، أي نحو 98% من الإنتاج المستهدف من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول 2050.
الطاقة المتجددة في الجزائر
من جانبها باتت الجزائر على بُعد خطوات من بدء تشغيل محطات 3 عملاقة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيصل إجمالي إنتاجها من الكهرباء 14.4 غيغاواط.
ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج الجزائر 20 مرة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 إلى أكثر من 10 غيغاواط، من بينها إنتاج متوقع من الطاقة الشمسية يصل إلى 5 غيغاواط، و5 غيغاواط أخرى من طاقة الرياح.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي الطاقة المنتجة المتوقع من كلا المصدرين إلى ثلثي الإنتاج المستهدف بحلول 2035، والبالغ 15غيغاواط.
بحسب خطة الحكومة الجزائرية المعلنة لعام 2020، يتم كل عام إضافة 1 غيغاواط من الطاقة المتجددة، ليس هذا فحسب، فالجزائر من أكثر الدول الأفريقية التي تتمتع بإمكانات هائلة من طاقة الرياح، بحسب تقرير مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي الصادر في سبتمبر/أيلول 2020.
كما أن الجزائر قادرة على إنتاج نحو 7.7 غيغاواط، وينتظر أن تُسهم هذه السعة الإنتاجية المتوقعة -من الطاقة المتجددة في الجزائر- إلى حد كبير في الحد من الاستهلاك المحلي للغاز، إذ تعمل الجزائر على الاستفادة إلى حد كبير من فرص تصدير الطاقة المتجددة للأسواق الأوروبية ودول جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا.
وتشجع الجزائر الاستثمار الأجنبي في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من خلال خصخصة سوق الطاقة المتجددة في البلاد، والسماح لشركات الطاقة المستقلة بتنفيذ مثل هذه المشروعات، وكذلك باستثناء مشروعات الطاقة المتجددة من القوانين التي تثني المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في الجزائر من بينها قانون الاستثمار الذي يحدد ملكية رأس المال الأجنبي للمشروعات بنحو 49% أو أقل.
ومن ناحية أخرى تسعى الجزائر لدعم الاقتصاد المحلي من خلال إلزام المستثمر الأجنبي بشراء مستلزمات المشروع من المصنعين المحليين، وهو ما طبقه المستثمرون في محطات الطاقة الشمسية في كل من باتنة، ورقلة وبوقرانة، التي يبلغ إجمالي إنتاجها مجتمعة 310 ميغاواط.
الطاقة المتجددة في المغرب
يواصل المغرب جهوده للبقاء على قمة دول المنطقة التي تمتلك محطات لإنتاج الطاقة المتجددة خاصة أنه على وشك تشغيل عدد من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدار السنوات الخمس المقبلة بإجمالي سعة يبلغ 14.4 غيغاواط، وهو ما يوازي 6 أضعاف استثماراته في مشروعات الطاقة المنتجة من الغاز.
وبحسب البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن الطاقة المتجددة في المغرب تستهدف إضافة المزيد من المشروعات في المدة المقبلة.
ويستهدف المغرب رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 52%، وطبقًا لعدد من التقارير الدولية فإن الرباط ستتمكن من إضافة 14 غيغاواط من الطاقة الشمسية ونحو 1.3 غيغاواط من طاقة الرياح بحلول عام 2027، وسط خطط لتخصيص نحو 12 غيغاواط من الطاقة المستهدفة للتصدير.
الطاقة المتجددة في العراق
بحسب تصريحات وزير البيئة العراقي جاسم الفلاحي فإن العراق واحد من أكثر بلدان العالم تأثرًا بالتغير المناخي، وفي محاولة لإيجاد حل لتلك المشكلة يسعى لزيادة إنتاجها من الطاقة الشمسية إلى 12 غيغاواط بحلول عام 2030.
وطبقًا لتقرير مشروعات الطاقة الشمسية العالمي من المتوقع أن يبلغ إنتاج مشروعات الطاقة الشمسية التي تُقام في الوقت الحالي بالعراق ما يقرب من 5.8 غيغاواط، وهو ما يقرب من 50% من إنتاجها المستهدف بحلول 2030.
ومعظم المشروعات العراقية تعتمد على الاستثمار الأجنبي المباشر لشركات دولية مثل شركة مصدر الإماراتية وسكاتك النرويجية وتشاينا باور الصينية وتوتال إنرجي الفرنسية.
ويعمل العراق أيضًا على إضافة 9.9 غيغاواط من الطاقة المنتجة من الغاز الطبيعي و2.4 غيغاواط من محطات طاقة تعمل بالنفط.
الطاقة المتجددة في الكويت
أعلنت الكويت التزامها بخطة لإنتاج 4.3 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وفي حال الانتهاء من تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مواعيدها سيصل إجمالي السعة الكهربائية المنتجة نحو 9.7 غيغاواط.
وعلى سبيل المثال من المتوقع أن تصل سعة إنتاج مجمع الشقايا للطاقات المتجددة الذي طوره معهد الكويت للأبحات العلمية إلى 3.2 غيغاواط. ومن المنتظر إقرار هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمشروع إقامة مجمع للطاقة الشمسية شمال الكويت بقدرة إنتاجية تبلغ 5 غيغاواط بتكلفة 5.3 مليار دولار.
ولم تفصح الهيئة عن اسم المستثمر الذي تقدم بالمشروع، وتسعى الكويت إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في مشروعات الطاقة المتجددة من خلال برنامج للشراكة بين القطاع العام والخاص يعمل تحت إشراف هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ترتيب الدول العربية بحلول 2030
أشار تقرير إنرجي مونتيور الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أنه حال إنجاز المشروعات كما هو مخطط لها بالمنطقة، وبحسب الجدول الزمني المحدد فمن المتوقع أن يشهد ترتيب الدول العربية المنتجة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح تغيرات بحلول عام 2030.
واستعرض التقرير قائمة الدول العربية الأكثر إنتاجًا للكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، وجاءت كالآتي:
- المغرب (16.3 غيغاواط)
- سلطنة عمان (15.5 غيغاواط)
- الجزائر (10.5 غيغاواط)
- الكويت (9.7 غيغاواط)
- مصر (6.8 غيغاواط)
وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن تصل السعة الإنتاجية لهذه الدول الخمس مجتمعة بحلول عام 2030 إلى أكثر من 58.8 غيغاواط.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر يتصدر نجاحات سلطنة عمان ومصر بقطاع الطاقة
- أزمة الكهرباء في الوطن العربي.. هل الحل في الطاقة المتجددة؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط لدول أوبك تقفز 77% خلال 2021
- أنبوب الغاز النيجيري الجزائري يواجه تحديات.. و5 شروط لنجاح الصفقة (خاص)
اجابة على صاحب التعليق الأول والله يا أخي نحن حائرين من كمية الكراهية التي تتعلموها في الجزائر ضد المغرب، هذه الكراهية التي تفتخرون بها تجعلنا واياكم محطة سخرية لباقي الشعوب وهذا سبب عدم رد الشعب المغربي على ادعاءاتكم اننا بلد مبيوع للأجانب وان المغاربة اولاد دعارة وسياحة جنسية ولكن هيهات وانا ارى بعيني العاهرات الجزائريات في كل مكان في فرنسا وعلى انكم الشعب الوحيد الذي يتكلم باللغة الفرنسية اكثر مما يتكلم بلغته
انا من سلطنة عمان وافتخر بالمملكة المغربية او بالحبيبة الجزائر نحن امة اسلامية واحده لانتنافس مثل ماذكر صاحب قناة طاقة وبهذا الوصف ازعجتني نحن نتشارك بكل شيء ونفتخر بانجازات اخوتنا من المحيط الى الخليج سلمت ايادي من عمل ومن انجز ومن تعب لكي تصبح امتنا في طليعة الامم اخيكم المسلم من سلطنة عمان
الى قويدر
تبريرك اقبح من فشل الكبرانات و ليكن في علمك انكم اكثر الدول العربية غرقا في الديون...
حتى لو كان ادعاؤك على صواب و هذا بعيد عن الحقيقة... فهذه الانجازات تخدم المواطن المغربي و البيئة و صحة المغربي بالدرجة الاولى
الاستثمارات تنقد مئات الالاف المغاربة من البطالة ليحصلوا على اجر ضعف نظيره الكرغولي ثلاث مرات
للمتدخل الاول قادر او كادر ليس من المروءة ان تقول ماقلت..
هل المغرب اطلعك على مصادره واذا صح كلامك فهذا طعن في الجزائر ففي وقت ينبغي ان تكون بلدك هي من تقف مع شقيقتها لاننا امة واحدة تتركها للغرب كي يستثمر بشروطه وعيوبه.
فما ذكرته سب للجزائر
الى kader
فعلا الجزائر لاتنافس اي احد لانه ليس لديها بما يمكن ان تنافس اي احد فاغلب مشروعاتها في هذا المجال بقيت حبرا على ورق ولم ترى ولن ترى النور ابدا واحسن مثال مشروع ديزرتيك، الذي كان اصلا مشروعا اجنبيا المانيا بالضبط وليس جزائري كما يدعي البعض زورا وكذبا ان مشروعاتهم جزائرية مائة بالمائة عكس المغرب مشروعاته في هذا المجال تطبق على ارض الواقع لان المغرب في واد بعيد كل البعد عن شيء اسمه الجزائر، المغرب في القمة بامكانياته المتواضعة وبشراكة مع المستثمرين الاجانب وتحت مبدأ رابح رابح.
الاموال ليس كل شيء اذا ماكنت تفتقد للحكامة الجيدة، وهو حال الجزائر والتي لن ينجح فيها اي مشروع متعلق بالطاقات المتجددة لان اعتمادها الاول والاخير على النفط والغاز
الجزائر لا تنافس احد كما تدعون، ومن العيب والعار مقارنة المغرب بالجزائر في هذا المجال لان الجزائر تشيد منجزاتها باموالها وفي الاسوا استثمارات مشتركة مع الاجانب بنسبة لا تتعدى 49% عكس المغرب الذي لا حول ولا قوة له، اغلب الانجازات فيه هي اجنبية بنسبة 75 الى 100 % وهذا هو الفرق الذي يجهله الجميع.