تعليق ضريبة البنزين في أميركا محدود الأثر في الأسعار (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تخطط الإدارة الأميركية لتعليق ضريبة البنزين في الولايات المتحدة، وسط المساعي المستمرة لخفض أسعار الوقود، التي وصلت إلى مستويات قياسية.
وأمام ذلك، فإن الإعفاء الضريبي المقترح من قبل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على البنزين أداة غير فاعلة لخفض أسعار الوقود، عكس التغييرات في ميزان العرض والطلب العالمي، التي لها تأثير أكبر، بحسب رؤية المحلل لدى شركة الأبحاث وود ماكنزي، إد كروكس، في تقرير حديث.
وتؤثّر الضرائب الفيدرالية بنسبة 16% في أسعار البنزين داخل الولايات المتحدة، مقابل 54% لأسعار النفط الخام، التي تتأثر بتغيرات العرض والطلب العالمي، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتجاوز متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة مستوى 5 دولارات للغالون، أوائل يونيو/حزيران الجاري، للمرة الأولى على الإطلاق.
تعليق ضريبة البنزين
عملت الإدارة الأميركية في الأشهر الأخيرة على زيادة إمدادات النفط، من خلال سحب كميات تاريخية من احتياطي النفط الإستراتيجي، وتشجيع شركات النفط ومصافي التكرير على تعزيز السعة والإنتاج، لكن لم تؤتِ هذه التحركات ثمارها في خفض أسعار البنزين بعد.
ونتيجة لذلك، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأربعاء (22 يونيو/حزيران)، الكونغرس إلى الموافقة على تعليق ضريبة البنزين لمدّة 3 أشهر، للمساعدة في خفض أسعار الوقود، كما طالب الولايات بخفض ضرائبها.
وقال بايدن، إنه يدرك أن تعليق ضريبة البنزين لن يخفف وحده من ارتفاع التكاليف، لكنه يرغب في أن يوافق الكونغرس على اقتراح الإعفاء الضريبي من أجل تخفيف التداعيات السلبية لغزو أوكرانيا على الأسر الأميركية.
وتبلغ ضريبة البنزين الفيدرالية 18.4 سنتًا للغالون، في حين يبلغ متوسط ضريبة الولاية 26.1 سنتًا إضافيًا، إلّا أن أميركا لديها أقلّ معدلات ضرائب الوقود في الاقتصاديات المتقدمة.
ففي الاتحاد الأوروبي -على سبيل المثال-، يبلغ الحدّ الأدنى لضريبة البنزين 0.359 يورو، ما يعادل 1.43 دولارًا للغالون.
انتقادات اقتراح الإعفاء الضريبي
ترى وود ماكنزي أن تأثير تعليق ضريبة البنزين، حالَ التصديق من قبل الكونغرس الأميركي، سيكون هامشيًا.
كما إن تخفيض ضريبة البنزين من شأنه أن يقلل من فاعلية إشارة السعر، والتي تُظهر الحاجة إلى تقليص الطلب على النفط من أجل تحقيق توازن أفضل مع العرض.
وإشارة السعر (price signal) هي تغيّر في سعر السلع أو الخدمات يشير إلى ضرورة تعديل العرض أو الطلب من أجل تحقيق التوازن.
وبالنظر إلى أن أسعار التجزئة للبنزين في أميركا قد ارتفعت بنحو 2.80 دولارًا للغالون في المتوسط منذ بداية عام 2021، فمن الواضح أن خفضًا قدره 18.4 سنتًا للغالون -جراء تعليق ضريبة البنزين- لن يُحدث اختلافًا كبيرًا في إشارة السعر.
ورغم ذلك، فإن الانتقادات الموجّهة للإعفاء الضريبي بأنه لا يذهب إلى المستهلكين، بل تستفيد منه الشركات في تعظيم أرباحها، أمر غير مرجح، بحسب التقرير.
الطلب على النفط
تؤثّر أسعار النفط المرتفعة للغاية، كما هي الآن، سلبًا في الطلب العالمي على النفط، وهو الأمر الذي قد ينعكس على أسعار البنزين، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وخفضت وود ماكنزي توقعاتها للطلب على النفط من 4.5 مليون برميل يوميًا في 2022، في تقديرات يناير/كانون الثاني 2022، إلى 2.3 مليون برميل يوميًا، بعد غزو أوكرانيا وإغلاقات كورونا في الصين وتضرُّر الطلب من ارتفاع أسعار الخام.
ومن المتوقع أن يكون متوسط استهلاك النفط العالمي في 2022 أقلّ بكثير من ذروته قبل الجائحة، كما إن الطلب على البنزين والديزل من غير المرجح أن يعود إلى مستويات ما قبل كورونا، قبل الربع الأخير من عام 2023.
ومنذ أوائل مارس/آذار، خفضت وود ماكنزي توقعاتها للطلب على النفط لعام 2022 في أميركا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، باستثناء الصين وأفريقيا، بمقدار مليون برميل يوميًا؛ نتيجة لارتفاع أسعار الوقود.
خلاصة القول
في النهاية، تأتي التحركات الكبيرة في أسعار الوقود في الولايات المتحدة من تغيّرات موازين العرض والطلب العالمية للخام والمنتجات المكررة، وليس من تعليق ضريبة البنزين.
وما حدث الأيام الأخيرة أكبر دليل على ذلك؛ إذ انخفضت العقود الآجلة للبنزين في ميناء نيويورك من أعلى مستوى عند 4.31 دولارًا للغالون في بداية يونيو/حزيران، إلى 3.75 دولارًا للغالون هذا الأسبوع.
وجاء ذلك مع انخفاض سعر خام برنت من 124 دولارًا للبرميل في بداية يونيو/حزيران، إلى 112 دولارًا للبرميل تقريبًا في الوقت الحالي.
ويمثّل هذا التحرك في العقود الآجلة للبنزين؛ جراء هبوط أسعار النفط، 3 أمثال ضريبة البنزين البالغة 18.4 سنتًا للغالون.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- التقاط الكربون من الهواء مباشرة.. استثمارات واعدة وتحديات كبيرة (تقرير)
- صادرات الخليج الأميركي من النفط قد تسجل مستوى قياسيًا (تقرير)