أسعار الغاز المسال تعزز استيراد زيت الوقود في باكستان
من المتوقع وصول الواردات إلى أعلى مستوياتها في 4 سنوات
مي مجدي
أدت أزمة الطاقة وصعوبة توفير الإمدادات من الغاز المسال إلى تعزيز استيراد زيت الوقود في باكستان، ضمن مساعي الدولة للحدّ من انقطاع التيار الكهربائي.
وأظهرت بيانات شركة رفينيتيف لتحليل بيانات السوق أن واردات زيت الوقود الشهرية في باكستان ستصل إلى أعلى مستوى لها في 4 سنوات خلال شهر يونيو/حزيران الجاري، حسب رويترز.
وتسلّط عودة الطلب على زيت الوقود في محطات توليد الكهرباء، الضوء على أزمة الطاقة التي تواجه الدولة الواقعة في جنوب آسيا، إذ تكافح لشراء الغاز المسال من أجل تلبية الطلب، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ارتفاع الواردات
خفضت باكستان واردات زيت الوقود منذ النصف الثاني من عام 2018؛ بسبب تراجع أسعار الغاز المسال.
ومنذ يوليو/تموز 2021، اضطرت البلاد للعودة إلى زيت الوقود بعد ارتفاع أسعار الغاز المسال، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا لتقديرات رفينيتيف، قد ترتفع واردات باكستان من زيت الوقود إلى نحو 700 ألف طن هذا الشهر، مقابل 630 ألف طن في مايو/أيار 2022، وبلغت ذروتها في مايو/أيار 2018، عند 680 ألف طن، و731 ألف طن، في يونيو/حزيران 2017.
وفي هذا الشأن، أشار متحدث باسم وزارة الطاقة الباكستانية إلى أن ارتفاع واردات زيت الوقود يرجع إلى الأسعار العالمية.
ومن المقرر أن تواصل البلاد استيراد زيت الوقود في يوليو/تموز -أيضًا-، إذ تلقّت شركة النفط الحكومية (بي إس إو) عروضًا من شركة كورال إنرجي لتزويدها بشحنتين من زيت الوقود عالي الكبريت، وشحنة واحدة من زيت الوقود منخفض الكبريت، للتسليم في النصف الثاني من الشهر المقبل.
وكانت الشركة قد طلبت 5 شحنات في مناقصة، بحسب موقعها الإلكتروني.
أسعار الغاز المسال
قال كبير محللي النفط بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى رفينيتيف، تيموثي فرانس، إن بيانات الاستيراد تشير إلى تحول شركات توليد الكهرباء الحرارية في باكستان من الغاز إلى زيت الوقود في أواخر العام الماضي.
ويرى فرانس أن الأسعار تمثّل حافزًا قويًا لمواصلة زيادة مشتريات زيت الوقود مقارنة بالغاز الطبيعي المسال.
وخلال الأسبوع الماضي، قفزت الأسعار الفورية للغاز المسال في آسيا انعكاسًا للأسعار الأوروبية، ودفع قرار مدّ إغلاق محطة تصدير الغاز المسال الأميركية "فريبورت" إلى تعزيز خطط الشراء في اليابان وكوريا الجنوبية.
بينما تلقّت شركة باكستان للغاز المسال عرضًا واحدًا لشراء شحنة واحدة من شركة قطر للطاقة، يوم الخميس 23 يونيو/حزيران، بعد طرح مناقصة للحصول على 4 شحنات خلال يوليو/تموز، وحالت التكلفة الباهظة دون التوصل إلى اتفاق.
وأمام ذلك، تحاول البلاد التصدي لأزمة طاقة خطيرة، إذ تعمل الحكومة على تعزيز حملات استهلاك الطاقة لتجنّب انقطاع التيار الكهربائي، لكن الظروف المناخية القاسية عززت الطلب.
ومن المتوقع استمرار ارتفاع الطلب حتى منتصف سبتمبر/أيلول، ويعني ذلك استمرار زيادة واردات زيت الوقود خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب -أيضًا-.
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات من شركة الاستشارات "توبلاين ريسيرش" أن توليد الكهرباء من زيت الوقود كان مستقرًا نسبيًا على أساس سنوي، لكنه قفز بنسبة 15% في مايو/أيار، بالمقارنة مع الشهر السابق.
أزمة الكهرباء
دفعت أزمة الكهرباء في باكستان إلى لجوء الحكومة لعدّة تدابير في محاولة لإنهاء انقطاع التيار الكهربائي.
وقررت الحكومة الحفاظ على استهلاك الكهرباء من خلال خفض ساعات عمل موظفي القطاع العامّ من6 أيام إلى 5، كما أمرت بالإغلاق المبكر للأسواق التجارية والمصانع.
وشهدت باكستان انقطاعًا في التيار الكهربائي امتدّ لساعات طوال الشهر الماضي، إذ شهدت المناطق الحضرية انقطاعًا لمدة 4-5 ساعات يوميًا، والمناطق الريفية لأكثر من 8 ساعات يوميًا.
وتعتمد باكستان على الغاز الطبيعي المسال بتوليد أكثر من ثلث إجمالي استهلاك الكهرباء في البلاد.
اقرأ أيضًا..
- الوصول إلى الكهرباء في أفريقيا.. مصر والمغرب في الصدارة والجزائر رابعًا
- قطر للطاقة تلحق بأرامكو والشركات العالمية في مبادرة الحياد الكربوني
- مؤسسة النفط الليبية تدرس إعلان القوة القاهرة في خليج سرت