فاتورة انبعاثات قطاع الطيران يتحملها دافعو الضرائب في المملكة المتحدة (دراسة)

أفادت دراسة جديدة -أصدرتها مجموعة حملة النقل النظيف "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" (تي آند إي)- بأن حكومة المملكة المتحدة منحت شركات الطيران نحو ربع مليار جنيه إسترليني تصاريح التلوث المجانية في عام واحد.

ويرى محللون أن هذا المبلغ يكفي لتفادي قطاع الطيران الحد الأقصى لانبعاثات الكربون وتغطية خطة تداول الانبعاثات، حسب بيانات اطلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.

وكان سخاء الحكومة يعني أن بوسع قطاع الطيران إطلاق الانبعاثات مجانًا، وتركت الحكومة لشركات الطيران 900 ألف تصريح احتياطي يمكنها الاحتفاظ بها أو بيعها، حسبما نشرت صحيفة الغارديان (theguardian) البريطانية.

• إيزي جيت البريطانية تتوقّع خسائر نصف سنوية 475 مليون دولار

أكبر المستفيدين من البرنامج

وجدت دراسة مجموعة حملة النقل النظيف "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" إن شركة "إيزي جيت" البريطانية للطيران كانت المستفيد الأكبر من البرنامج، لاحتفاظها بتصاريح بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني (49.06 مليون دولار) متبقية منذ نهاية عام 2021.

وجاءت في المرتبة الثانية من مجموع المستفيدين الخطوط الجوية البريطانية بقيمة 23.5 مليون جنيه إسترليني من التصاريح، ومجموعة توي للطيران بـ19.4 مليون جنيه إسترليني، وشركة ريان إير مع 9.7 مليون جنيه إسترليني ولوفتهانزا بـ5.5 مليون جنيه إسترليني.

وقدّمت خطة تداول الانبعاثات في المملكة المتحدة (يو كيه إي تي إس)، التي تفرض رسومًا على مصادر التلوث مقابل كل طن من الكربون المنبعث، لشركات الطيران 4.4 مليون تصريح مجاني، وتنازل قطاع الطيران عن 3.4 مليون تصريح فقط.

دفع تكلفة انبعاثات قطاع الطيران

غطى دافعو الضرائب في المملكة المتحدة التكلفة الكاملة لانبعاثات قطاع الطيران، وتكلفة بعض الانبعاثات المقبلة، وفق ما اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.

وبلغت قيمة الإعانة نحو 242 مليون جنيه إسترليني (296.80 ميلون دولار)، بمتوسط سعر لكل تصريح يبلغ 55.59 جنيهًا إسترلينيًا في عام 2021، وفقًا لدراسة مجموعة حملة النقل النظيف، "ترانسبورت آند إنفيرونمنت".

وأوضحت المجموعة أن هذا يمثل تناقضًا مباشرًا مع مبدأ "تغريم مصدر التلوث"، إذ لم يترتب على قطاع الطيران أن يدفع مقابل انبعاثات الكربون التي يطلقها.

وأشارت المجموعة إلى أن شركات الطيران كان من الممكن أن تكسب 72 مليون جنيه إسترليني إذا باعت التصاريح الاحتياطية الخاصة بها مقابل 79.20 جنيهًا إسترلينيًا لكل منها في موسم الذروة لدى السوق في العام الماضي.

تُجدر الإشارة إلى أن السرية التجارية تعني أن دافعي الضرائب قد لا يعرفون أبدًا ما إذا كانت شركات الطيران قد قررت حفظ تصاريحها الاحتياطية لدعم التلوث في المستقبل أو بيعها للحصول على دفعة نقدية سريعة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.

وقال مدير مجموعة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" (تي آند إي) في المملكة المتحدة، الذي أجرى البحث، مات فينش: إن انخفاض الطلب على رحلات الركاب بسبب تفشي وباء كوفيد-19 يعني أن شركات الطيران ستحصل على مزيد من التصاريح المجانية أكثر مما يمكن أن تستخدمه.

وتقتضي قواعد خطة تداول الانبعاثات في المملكة المتحدة أن تسلّم شركات الطيران تصريحًا واحدًا لكل طن من الكربون المنبعث من الرحلات الجوية المغادرة من المملكة المتحدة إلى وجهات أخرى في المملكة المتحدة أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو جبل طارق.

وأشارت مجموعة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" إلى أن معظم انبعاثات الكربون من قطاع الطيران في المملكة المتحدة تأتي من الرحلات الطويلة التي لا تغطيها خطة تداول الانبعاثات في المملكة المتحدة.

وأضافت أن تغطية 14% فقط من انبعاثات الخطوط الجوية البريطانية بواسطة خطة تداول الانبعاثات في عام 2019.

مشكلات سوق الكربون

تأتي دراسة مجموعة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" (تي آند إي) في الوقت الذي تدرس فيه الحكومة الشكل الذي ستبدو عليه المرحلة التالية من "خطة تداول الانبعاثات" في المملكة المتحدة.

وقال مدير مجموعة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" (تي آند إي) في المملكة المتحدة، الذي أجرى البحث، مات فينش: إن لدى حكومة المملكة المتحدة فرصة ذهبية لحل مشكلات سوق انبعاثات الكربون لقطاع الطيران، وتطبيق مبدأ "تغريم مصدر التلوث"، موضحًا أن تصريح التلوث المجاني في الطيران لم يكن منطقيًا أبدًا.

وأضاف أنه إذا كانت الحكومة تريد الحفاظ على مكانتها بصفتها رائدة في مجال المناخ، فإن منع التصاريح المجانية وتطبيق خطة تداول الانبعاثات على جميع الرحلات المغادرة هو الخيار الوحيد، وفقًا لما نشرت صحيفة الغارديان (theguardian) البريطانية في 24 يونيو/حزيران الجاري.

وأفادت وزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية بأن قطاع الطيران حصل على المزيد من التصاريح المجانية في العام الماضي فقط نتيجة للتأثيرات غير المسبوقة لوباء كوفيد-19 على السفر الجوي، وهو حدث نادر للغاية.

• شركات الطيران والسيارات تقاوم ضريبة الاتحاد الأوروبي على الوقود (تقرير)

ووصفت مجموعة الطيران المستدام "سستينبل أفياشن" -وهي مجموعة صناعية- دراسة مجموعة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" بأنها "مضللة"، وأصرت على أن صناعة الطيران في المملكة المتحدة "ملتزمة بنسبة 100% بمستقبل الحياد الكربوني".

وقال متحدث باسم شركة إيزي جيت البريطانية للطيران: إن المبالغ الموزعة على شركات الطيران من جانب الحكومة يحددها القانون وفقًا لحصة السوق لعام 2010.

وأضاف أنه وفقًا للأرقام الحكومية، فإن 73% من الانبعاثات الصادرة عن الرحلات المغادرة للمملكة المتحدة غير مدرجة حاليًا في الخطة، مشيرًا إلى أن تضمين جميع الرحلات المغادرة إلى المملكة المتحدة سيكون مفيدًا للبيئة .

اقرأ أيضًا..

• مسؤولة: المغرب يمكنه تصدير الهيدروجين إلى أوروبا بتكلفة تنافسية
• الاكتشافات النفطية في الجزائر تسجل رقمًا مميزًا
• توقعات سهم أرامكو 2022 وأعلى سعر مستهدف (تحليل)