رائدات الطاقة في أفريقيا.. 6 قيادات نسائية يطرحن رؤيتهن لحل الأزمة
هبة مصطفى
- 6 من الأفريقيات يقدمن نماذج ناجحة لدور المرأة في رحلة تحول الطاقة
- رائدات الطاقة في أفريقيا يملكن رؤى لإدارة وزارات الطاقة والكهرباء ببلادهن
- إيفي إيكيونو تولت متابعة تراخيص عقود هيئة تنظيم الكهرباء النيجيرية وتنفيذها
- لونغيل ماشيل أنقذت غانا من انقطاع الكهرباء.. ودعّمت القطاع في موزمبيق وأنغولا
- مونيكا مادوكوي تركز على الأمن ومكافحة التخريب إذا أصبحت وزيرة كهرباء نيجيريا
- النقل الكهربائي على قائمة الخطة الوزارية لريبيكا شيرلي لإنقاذ أفريقيا من أزمات الوقود
- كاغيسو تشايا تحارب سرقة خطوط الكهرباء في جنوب أفريقيا.. وتوفر بدائل للنحاس
- نيليسيوي ماغوبان تدعم الدمج بين الطاقة المتجددة والطاقة منخفضة الكربون
برز دور رائدات الطاقة في أفريقيا خلال رحلة التحول الأخضر، ليعكس تقدير القارة السمراء لمكانة المرأة التي شاركت في قطاعات الطاقة المهمة.
وفي هذا الإطار، طرحت بعضهن الخبرات التي اكتسبنها خلال تلك الرحلة وطموحاتهن للقارة التي تعاني مشكلات عدة، أبرزها الوصول إلى الكهرباء وحلول لجانب من أزمات الطاقة، خلال مقابلة مع صحيفة إي إس آي أفريكا (ESI Africa).
وخاضت 6 من رائدات الطاقة في أفريقيا، على مدار الأعوام الماضية، مسارات مهنية متباينة، لكنها كانت قريبة الصلة من قطاعات الطاقة والكهرباء المختلفة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي التقرير التالي نستعرض جهود وإسهامات كل من: إيفي إيكيونو، ولونغيل ماشيل، ومونيكا مادوكوي، وريبيكا شيرلي، وكاغيزو تشاريا، ونيليسيوي ماغوبان، في قطاعات الطاقة في أفريقيا، وكذلك خططهن إذا تولين منصب "وزيرة الطاقة" في بلادهن.
إيفي إيكيونو
تُعد إيفي إيكيونو حاليًا عضوة بمجلس إدارة مجموعة بوترو للاستثمارات، وهي الرئيسة السابقة لهيئة تنظيم الكهرباء الإقليمية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" وما يتعلق بها من مهام متابعة رسوم النقل الإقليمية واتفاقيات شراء الكهرباء.
وقبيل توليها منصبها في "إيكواس" تابعت إيكيونو تراخيص وتنفيذ عقود هيئة تنظيم الكهرباء النيجيرية.
وقالت إنها على مدار السنوات الـ5 الماضية عملت مستشارة لقطاع الطاقة بما يشمل طرح استشارات تتعلق بسياسات المجال والأسواق والوصول للطاقة المتجددة للقطاعين العام والخاص في دول أفريقية عدة.
ودعمت إيكيونو مبادرات تطوير أسواق الكهرباء والطاقة المتجددة وبرامج الوصول للكهرباء، وكان لها دور تطوعي واضح في دعم شبكة المرأة العالمية لانتقال الطاقة.
وحول رؤيتها لتطوير قطاع الطاقة في أفريقيا، تطمح إيفي إيكيونو إلى انتشار التقنيات الجديدة والمبتكرة التي تسمح بزيادة معدلات الوصول للكهرباء، وإعادة تصميم المرافق الحالية وتطويعها لتتمكن من المنافسة وتلبية احتياجات العملاء في ظل تزايد المستهلكين المفضلين للحلول خارج الشبكة.
وبالإضافة إلى ذلك، دعت إيكيونو إلى طرح سياسات ولوائح لتطوير واحتواء التقنيات المستجدة، ودمجها لتطوير معدلات الوصول للكهرباء ونمو الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، عبر مبادرات تختص بكل دولة أفريقية تبعًا لظروفها واحتياجاتها.
لونغيل ماشيل
لونغيل ماشيل هي خبيرة اقتصادات الطاقة في أفريقيا جنوب الصحراء، وخلال السنوات الـ5 الماضية وسعت نشاطها في غانا وموزمبيق وأنغولا.
وشهدت مدة عمل ماشيل في غانا معاناة أكرا انقطاع الكهرباء الحاد، غير أنها تمكنت -بالتعاون مع جهات تمويلية وخبرات محلية وإقليمية- من تجنب تلك الانقطاعات.
وأوضحت رائدة الطاقة في أفريقيا -خلال مقابلتها مع "إي إس آي أفريكا"- أن السنوات الـ10 الماضية كانت علامة فارقة لموزمبيق وأنغولا بعدما دعمت استثمارات قطاعات النفط والغاز والنقل والطاقة المتجددة انفتاح البلدين اقتصاديًا.
وتطمح ماشيل إلى تجاوز جنوب أفريقيا أزمتها تجاه فصل الأحمال وانقطاع التيار، مقترحة على حكومة كيب تاون التوسع في شراء إمدادات (الطاقة المتجددة، والغاز، والفحم، والبطاريات، والهيدروجين، والطاقة النووية) لضمان أمن الطاقة وتنوع مزيج الكهرباء.
وردًا على سؤال مثير للاهتمام حول أول قراراتها إذا تقلدت منصب وزيرة للطاقة، قالت ماشيل إنها ستطبق تحول الطاقة من خلال السياسة، عبر الاستفادة من المهارات المحلية في جنوب أفريقيا للعاملين بتقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومن جانب آخر، أضافت ماشيل أن توفير تمويل تقنيات الطاقة المتجددة من شأنه ضمان استفادة المجتمعات التي تفتقر إلى الكهرباء.
وشددت في الوقت ذاته على أن انتقال الطاقة في أفريقيا يجب أن يكون عادلًا ويطرح حلولًا واقعية للتحديات التي تواجه سكان القارة السمراء، لا سيما المجتمعات الأكثر ضررًا.
مونيكا مادوكوي
احتلت مونيكا مادوكوي مكانة مهمة ضمن رائدات الطاقة في أفريقيا، إذ كانت أحد مؤسسي منصة "بوترو" المعنية بتوفير استثمارات الطاقة وتيسير التواصل بين الشركات الأفريقية والجهات الممولة.
كما أنها وجهت تركيزها نحو تسريع وتيرة استثمارات الطاقة باعتبارها ضمن فريق المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" الذي يهتم بمجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والسياسات الإقليمية للطاقة المستدامة.
وبصورة تفصيلية، طرحت مادوكوي رؤيتها لخطوة خيالية بالقارة السمراء تمنح رائدات الطاقة في أفريقيا مناصب وزارية.
وقالت إنها إذا تولت منصب وزيرة الكهرباء في نيجيريا فإنها ستركز أولوياتها على "الأمن" باعتباره مفتاح جذب استثمارات قطاع الطاقة.
وحددت حلولًا لانعدام الأمن في نيجيريا تتمثل في: حماية البنية التحتية للطاقة ومشروعاتها المرتقبة من أعمال التخريب، وضمان أمن الإمدادات بالتخطيط طويل الأمد وتوجيه الموارد لتلبية مبادئ الخطة الوطنية للبنية التحتية المرتقبة من عام 2020 حتى 2043 التي تتطلب توفير 2.3 تريليون دولار.
وبالإضافة إلى ذلك، تنوي مادوكوي ضمن رؤيتها الطموحة لمنصب وزيرة الكهرباء النيجيرية توفير الأمن على الصعيد الاستثماري بقطاعات الكهرباء والطاقة، اعتمادًا على هيكل وبرنامج حوافز يمنح المستثمرين قدرًا من الثقة، ويعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص دون تحميل ميزانية الدولة أعباء إضافية.
ريبيكا شيرلي
تقلّدت الدكتورة ريبيكا شيرلي منصب مدير البحوث والبيانات الأفريقية في معهد الموارد العالمية "دبليو أر آي" منذ عام 2018، وهي مختصة بالأبحاث البيئية وتقنيات الطاقة النظيفة منذ 15 عامًا.
وعُينت -مؤخرًا- في مجلس أمناء جائزة أشدين للطاقة المستدامة -ومقرها لندن- وهي مؤسسة تهتم بأنشطة المناخ.
وحول قطاع الطاقة في أفريقيا، تهتم شيرلي بالحلول المناخية التي يمكنها توفير وظائف بالقارة السمراء، بالتوازي مع دعم العمل البحثي والأكاديمي فيما يتعلق بالطاقة النظيفة.
ومن ضمن مشروعات الطاقة في أفريقيا التي أسهمت ريبيكا شيرلي بها تعاونها مع أكبر موزعي الكهرباء في أوغندا "أوميمي" لإصدار أول مشروعات الطاقة المتكاملة بالبلاد.
وبجانب مشروع الكهرباء في أوغندا، دعمت شيرلي مشروعًا لنشر الطاقة الشمسية على الأسطح في كينيا بطاقة 50 ميغاواط لتوفير الإمدادات للمنازل بدعم وتمويل بنكي.
وانحازت شيرلي إلى مواصلة التطوير المتناسق بين الطاقة والنقل والكهرباء والغذاء، لافتة إلى أن نشر مشروعات النقل الكهربائي بالقارة السمراء يسهم بقوة في خفض الانبعاثات.
وأكدت أن التوسع بالنقل الكهربائي يجنّب قطاع الطاقة في أفريقيا التعرض لأزمات الوقود، سواء على الصعيد الحكومي والدعم المرتقب منها أو الأعباء التي قد تطول المستهلك.
وقالت إن التوسع في نشر السيارات الكهربائية بالغ التكلفة، ما يعزز أولوية التركيز على النقل الكهربائي العام سواء بالحافلات كبيرة الحجم أو الدراجات ذات العجلتين.
وحول أول قراراتها إذا تقلدت منصب وزيرة الكهرباء، اقترحت شيرلي إعادة تصميم المرافق بالتنسيق مع منظمي الطاقة واعتبار أن الكفاءة والموثوقية هما مفاتيح تلبية الطلب المستدام، مشيرة إلى أن قطاع الكهرباء يتطلب عملية إصلاح شامل للتماشي مع نمو الطلب وخطط الاستثمار في بنية التوزيع التحتية.
ومن جانب آخر، تخطط شيرلي للتركيز بصفتها وزيرة للكهرباء على عمليات الشراء والتعاقدات ومدى شفافيتها، بجانب إتاحة بيئة سياسية ومالية تسمح للمستثمر العالمي بالاطلاع على المشروعات العالمية بصفتها أداة للجذب.
كاغيسو تشايا
شاركت كاغيسو تشايا بالمنحة الممولة حول إدارة طلب كفاءة الطاقة ببلدية دراكينشتين في جنوب أفريقيا، التي سمحت بتوفير إمدادات كهرباء جيدة لمناطق مختلفة بالبلدية عبر تغيير مصابيح الإنارة بتقنيات خفضت البصمة الكربونية.
وتطمح تشايا بإقحام الكهرباء الخضراء والمستدامة بأسعار ملائمة للمجتمعات بجنوب أفريقيا، بما يضمن تمتع المنازل كافة بإمدادات تسمح بتخفيف أعباء الأسر من جهة وتكون نظيفة وصديقة للبيئة من جهة أخرى.
وحول أول قراراتها إذا تولت وزارة للطاقة، قالت تشايا إنها ستعيد تقييم أسعار معدن النحاس بالتزامن مع اتباع مسار أمني يضمن عدم سرقة خطوط الكهرباء وإتلاف البنية التحتية، لا سيما أن عمليات السرقة لا تؤثر في قطاع الكهرباء فقط.
وأوضحت أن سرقة خطوط نقل الإمدادات أزمة متنامية على الصعيد العالمي، لكنها متزايدة بصورة فائقة في جنوب أفريقيا لما لها من تداعيات على البنية التحتية وتوفير الطاقة المستدامة.
وتطرقت تشايا إلى أن النقص العالمي بعمليات تعدين النحاس عالميًا يُحمّل جنوب أفريقيا أعباء إضافية في ظل وجود التزامات أمنية تحافظ على إمدادات النحاس اللازمة لتصنيع خطوط الكهرباء.
وعلى مسار موازٍ، من شأن كاغيسو تشايا دعم تمويل المؤسسات البحثية لمحاولة إيجاد بديل للنحاس في تصنيع الخطوط دون التأثير في عملية النقل.
نيليسيوي ماغوبان
عقب عام 2018، انضمت نيليسيوي ماغوبان إلى شركة أنغلو غولد أشانتي عضوة لمجلس إدارة ثالث أكبر شركات تعدين الذهب بالعالم، وأُسندت إليها مهمة متابعة قضايا البيئة والاستدامة والحوكمة.
كما شاركت عضوة باللجنة الاجتماعية للقيم والاستدامة بالشركة، بهدف إجراء عمليات تدقيق لأنشطتها ومدى مطابقتها للمعايير البيئية والحوكمة.
ومن جانب آخر، تولت ماغوبان رئاسة صندوق الوقود الإستراتيجي الذي يعد شركة حكومية تهتم بضمان توافر مخزون إستراتيجي كافٍ لتلبية الطلب، وهو صندوق معني -أيضًا- بالبحث عن بدائل للوقود الأحفوري وتنوع أمن الطاقة والموارد.
ويهدف الصندوق الذي تولت ماغوبان رئاسته إلى إعطاء الأولوية لضمان أمن الطاقة في جنوب أفريقيا، في حين يبحث عن موارد منخفضة الكربون لدى الدول الأخرى.
وقالت نيليسيوي ماغوبان -خلال المقابلة، بجانب 5 من رائدات الطاقة في أفريقيا، التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- إن الدمج بين الطاقة المتجددة والطاقة منخفضة الكربون خطوة جيدة لا سيما في المناطق التي لا تحظى بشروق الشمس وتصبح موارد الطاقة الشمسية بها مهددة مثل بريتوريا إحدى عواصم جنوب أفريقيا.
وحول أول قراراتها إذا أُسند إليها منصب وزير الطاقة، أوضحت نيليسيوي ماغوبان إحدى رائدات الطاقة في أفريقيا أنها ستتابع بالمقام الأول تضافر موارد الحكومة والقطاع الخاص.
وقالت إن الحكومة يتعيّن عليها تهيئة البيئة الملائمة لنمو قطاع الطاقة بما يشكل عامل جذب قويًا للقطاع الخاص.
وأضافت أنها أعدت تصميمًا لبرنامج مستقل لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مشيرة إلى أنها راعت في برامجها عدم امتلاك الحكومة الموارد المؤهلة للاستثمار بقطاع الطاقة، ومن هنا برز دور البرامج المستقلة والجهود الخاصة.
ولتكتمل صورة برنامجها، وباعتبارها واحدة من رائدات الطاقة في أفريقيا، عكفت نيليسيوي ماغوبان على زيارة 5 دول غربًا وشرقًا، لبحث كيفية تمكين القطاع الخاص فيها من العمل على تطوير قطاع الطاقة في أفريقيا.
اقرأ أيضًا..
- الغاز والنفط في خليج المكسيك.. 9 حقول جديدة تبدأ الإنتاج في 2022
- لأول مرة في تاريخه.. المغرب على أبواب دخول سوق الغاز المسال العالمية
- أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط تنفذه مصر بتمويل سعودي