الطاقة الشمسية بصيص أمل لتخلي أوروبا عن الغاز الروسي
مي مجدي
- الطاقة الشمسية هي المحور الرئيس لخطة ريباور إي يو للابتعاد عن الغاز الروسي
- المفوضية الأوروبية قدمت أول إستراتيجية للتوسع في الطاقة الشمسية لإنتاج 750 غيغاواط بحلول 2030
- يمكن أن تحل الطاقة الشمسية محل قرابة 117 مليار متر مكعب من الغاز الروسي
- دول الاتحاد الأوروبي تسعى لتركيب الألواح الشمسية على أسطح جميع المباني بحلول عام 2027
- أوروبا تركز حاليًا على التصنيع المحلي والقضاء على العراقيل المتعلقة بالوظائف والتصاريح
يشهد الاتحاد الأوروبي تغييرات واسعة ومبادرات لإنهاء اعتماد الكتلة بالكامل على الوقود الأحفوري الروسي، وتُعد الطاقة الشمسية على رأس الأولويات في خطته الجديدة، وفقًا لمقال بقلم الرئيسة التنفيذية لشركة "سولار باور يورب"، والبورغا هيميتسبيرغر، نشرته مجلة بي في ماغازين (PV Magazine).
وترى هيميتسبيرغر أن الانقلاب الشمسي الصيفي الذي شهده نصف الكرة الشمالي في 21 يونيو/حزيران الماضي أتاح الفرصة للتأمل والتفكير في مستقبل القارة العجوز، بعد المعاناة لسنوات من الوباء، ومن تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة، فضلًا عن الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقالت -في مقال بعنوان "أشعة الشمس أمل لأوروبا: تأملات منتصف الصيف"- إن الطاقة الشمسية المحور الرئيس لخطة "ريباور إي يو" للابتعاد عن الغاز الروسي، إذ أصبح الإنتاج اللامركزي والمحلي لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية أكثر جاذبية بفضل المناخ الجيوسياسي الحالي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الحرب في أوكرانيا
برزت الطاقة الكهروضوئية خلال الحرب الأوكرانية وقدرتها على إبقاء الأنوار مضيئة في المستشفيات والمنازل، لتؤكد الصمود الإستراتيجي للطاقة الشمسية.
وتطرقت والبورغا هيميتسبيرغر في المقال إلى الندوة المنعقدة -مؤخرًا- بالشراكة مع رابطة الطاقة الشمسية في أوكرانيا، حول أسواق الطاقة الشمسية بأوروبا، التي غطت دور مصادر الطاقة المتجددة في التخلص من الغاز الروسي، والدور الذي ستؤديه الطاقة الشمسية في إعادة البناء الأخضر للبلاد.
وقالت إن غزو روسيا لأوكرانيا زاد من طموحات الاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة المتجددة، وكان يوم 18 مايو/أيار بمثابة لحظة فاصلة في تاريخ الطاقة الشمسية بأوروبا عندما قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أول إستراتيجية للاتحاد الأوروبي للتوسع في الطاقة الشمسية.
وأضافت أن أوروبا الآن لديها هدف لإنتاج 750 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 43% عن الهدف السابق البالغ 420 غيغاواط.
كما أكدت مفوضة شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون من جديد على مهمة "سولار باور يورب"، موضحة أن الطاقة الشمسية ستكون أكبر مصدر للكهرباء في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030.
تأثير التطورات الجيوسياسية
اقترحت المفوضية الأوروبية رسميًا حدًا أدنى بنسبة 45% من مصادر الطاقة المتجددة لعام 2030، وذلك يتماشى مع حملة "يس تو 45 آر إي إس" التي تتبناها "سولار باور يورب"، بدعم من علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ و10 اتحادات صناعية أخرى.
ويحتاج هدف 45% إلى الصمود في البرلمان الأوروبي، إذ يدعو الأعضاء إلى أهداف أعلى، وفي مجلس الاتحاد الأوروبي، إذ ستتولى التشيك قريبًا الرئاسة لمدة 6 أشهر.
وبحسب المقال، لدى هذا الهدف فرصة عادلة للإبقاء عليه بالنظر إلى المشهد الحالي والتطورات الجيوسياسية.
وترى هيميتسبيرغر أن الطاقة الشمسية يمكنها أن تحل محل قرابة 117 مليار متر مكعب من الغاز الروسي بحلول عام 2030.
في مقابل ذلك، ستحتاج هذه الأهداف الطموحة إلى أطر عمل قوية واستثمارات جذابة، وتوفر إستراتيجية الطاقة الشمسية للاتحاد الأوروبي مجموعة من المبادرات الرائدة لدعم خطط انتشارها، بداية من تطوير المهارات والتصنيع والتصاريح إلى نشر الطاقة الشمسية على الأسطح.
مبادرات طال انتظارها
أوضحت كاتبة المقال أن مبادرة الاتحاد الأوروبي للطاقة الشمسية على الأسطح -وهي إنجاز طال انتظاره من قبل شركة سولار باور يورب- تقدم تفويضًا رائدًا لتركيب الألواح الشمسية على جميع المباني العامة والتجارية بحلول عام 2027، ويمثل ذلك خطوة كبيرة لتوسيع نطاق الطاقة الشمسية وإزالة الكربون.
وتشير التقديرات إلى أن أسطح المنازل يمكن أن تغطي قرابة ربع استهلاك الكهرباء في الاتحاد الأوروبي.
وقالت كاتبة المقال إن التفويض يمتد إلى المباني السكنية الجديدة في عام 2029، وسيمكن ذلك الأوروبيين ليصبحوا مسيطرين على الكهرباء في منازلهم.
وأكدت ضرورة دعم سيادة الطاقة الشمسية من خلال سلاسل إمدادات متنوعة وعالمية، مع قاعدة تصنيع أوروبية قوية.
وقالت إنه من خلال تحالف صناعة الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي يمكن العودة إلى التصنيع المحلي، وسيكون الحد الأدنى لسعة التصنيع نحو 20 غيغاواط بحلول عام 2025.
التركيز على المهارات والتصاريح
إلى جانب هذه الأهداف الطموحة، اقترحت المفوضية الأوروبية شراكة مهارات واسعة النطاق، إذ توقع تقرير يتعلق بوظائف القطاع في الاتحاد الأوروبي أن يصل عدد الوظائف إلى 1.1 مليون بحلول عام 2030.
ونظرًا إلى وجود العديد من العراقيل؛ ستسعى شراكة المهارات إلى حل هذه العقبات وتحقيق التوازن بين العرض والطلب من خلال تنسيق التدريبات والجهات المعنية بالصناعة، مع تحديد مصادر تمويل الاتحاد الأوروبي لدعم المهارات المحلية.
وترى كاتبة المقال أن أي إستراتيجية لتطوير الطاقة المتجددة ستكون ناقصة دون حل مشكلات التصاريح المعروفة التي يواجهها القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تفرض التعديلات المقترحة على الدول الأعضاء تحديد المناطق ذات الأولوية لمشروعات الطاقة المتجددة سواء على الأسطح الاصطناعية، أو الأراضي المتدهورة، أو المواقع الصناعية السابقة.
ومع أن عام 2022 مليء بالتحديات والصعوبات، لكن هناك بعض الأمل الذي يلوح في الأفق، فزيادة الأهداف الطموحة المتجددة تدعم استقلال القارة عن الغاز الروسي، وفقًا لكاتبة المقال.
وقالت إن العالم دخل "عصر التيراواط" من الطاقة الشمسية، وسيجعله ذلك أقرب للوفاء بالالتزامات المناخية الخاصة باتفاقية باريس.
اقرأ أيضًا..
- 4 عوامل تتحكم بأسعار البنزين في الولايات المتحدة (تقرير)
- الصفقة الخضراء الجديدة في أميركا واضطرار أوروبا للوقود الأحفوري (مقال)
- النفط الروسي يتدفق إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط هربًا من العقوبات الأوروبية