رئيس شيفرون يهاجم بايدن في رسالة ساخنة.. والرئيس يرد: "أنت حساس"
دينا قدري
- تشويه سمعة شركات النفط ليست مفيدة لخفض أسعار البنزين
- شيفرون زادت النفقات الرأسمالية هذا العام بأكثر من 50% عن العام الماضي
- رئيس شيفرون يقدّم مطالب صناعة النفط للإسهام الفعّال في حلّ الأزمة
- بايدن يؤكد مجددًا الحاجة إلى زيادة القدرة التكريرية في أميركا
انتقد الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، مايك ويرث، هجوم الرئيس الأميركي جو بايدن على صناعة النفط وتحميلها مسؤولية ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
وشدد ويرث -في بيان أصدره مساء أمس الثلاثاء (21 يونيو/حزيران)- على أن تشويه سمعة شركات النفط ليس مفيدًا للتحديات التي تواجهها البلاد، بل هناك حاجة إلى التعاون من جميع الأطراف لتحقيق أمن الطاقة.
جاء ذلك ردًا على الرسالة التي بعث بها الرئيس بايدن إلى 7 شركات لمطالبتها بزيادة قدرات التكرير وطرح المزيد من البنزين، مع تقليل حجم أرباحها، التي يرى أنها تضاعفت 3 مرات منذ بداية العام، مستفيدة من ارتفاع الأسعار عقب غزو روسيا أوكرانيا.
تشويه السمعة رغم الجهود المبذولة
أوضح ويرث في رسالته -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- إلى الرئيس بايدن، أن شركة شيفرون تشارك الإدارة الأميركية مخاوفها بشأن الأسعار المرتفعة التي يعاني منها الأميركيون.
وشدد على أن شيفرون تقوم بدورها للمساعدة في مواجهة هذه التحديات من خلال زيادة النفقات الرأسمالية إلى 18 مليار دولار في عام 2022، بزيادة أكثر من 50% عن العام الماضي.
وأضاف أن الشركة تعمل على المساعدة في تزويد العالم بالطاقة التي يحتاجها، والارتقاء بحياة مليارات الأشخاص الذين يعتمدون على هذه الإمدادات.
وقال: "على الرغم من هذه الجهود، سعت إدارتكم إلى حدّ كبير لانتقاد صناعتنا، وفي بعض الأحيان تشويه سمعتها.. هذه الإجراءات ليست مفيدة للتصدي للتحديات التي نواجهها، وليست ما يستحقه الشعب الأميركي".
مطالب صناعة النفط في أميركا
أشار ويرث إلى أن خفض الأسعار وزيادة العرض سيتطلب تغييرًا في النهج، في الوقت الذي يسهم فيه الوضع الجيوسياسي اليوم بأزمة الطاقة هذه.
وقال: "لقد دعوت صناعتنا إلى زيادة إنتاج الطاقة، ونحن نتفق.. لنعمل معًا.. يحتاج قطاع الطاقة في الولايات المتحدة إلى تعاون ودعم من إدارتكم لكي تعود بلدنا إلى المسار نحو المزيد من أمن الطاقة والازدهار الاقتصادي وحماية البيئة".
وشدد على حاجة صناعة النفط إلى الوضوح والاتّساق بشأن مسائل السياسة التي تتراوح من عقود الإيجار والتصاريح على الأراضي الفيدرالية، إلى القدرة على السماح وبناء البنية التحتية الحيوية، والدور المناسب للتنظيم الذي يأخذ في الحسبان التكاليف والفوائد، وقد وُصِف العديد من هذه العناصر في خطة النقاط الـ10 التي أصدرتها الصناعة مؤخرًا.
والأهم من ذلك، تحتاج الصناعة إلى حوار نزيه حول أفضل السبل لتحقيق التوازن بين أهداف الطاقة والأهداف الاقتصادية والبيئية، "حوار يدرك أن صناعتنا قطاع حيوي في الاقتصاد الأميركي وضروري لأمننا القومي"، بحسب تصريحات ويرث التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال ويرث: "لا يمكننا مواجهة هذه التحديات إلّا من خلال العمل معًا.. ستشارك شيفرون في اجتماع هذا الأسبوع مع الوزيرة غرانهولم (وزيرة الطاقة الأميركية).. أشجعك أيضًا على إرسال كبار مستشاريك إلى هذا الاجتماع، حتى يتمكنوا أيضًا من المشاركة في محادثة قوية".
إذ من المفترض أن تلتقي جينيفر غرانهولم بالرؤوساء التنفيذيين لشركات النفط غدًا الخميس (23 يونيو/حزيران)، بتكليف من الرئيس بايدن، لبحث حلول خفض أسعار البنزين في البلاد.
وتابع ويرث: "يتوقع الشعب الأميركي عن حق أن يتصدى قادة وصناعة بلدنا للتحديات التي يواجهونها بطريقة جادّة وحازمة، نحن شريك راغب في هذا المسعى، ونثق في أن إدارتك ستكون كذلك".
إنجازات شيفرون في أميركا
تحدّث ويرث -في رسالته- عن دور شركة شيفرون وإنجازاتها في الولايات المتحدة؛ إذ أنتجت الشركة في عام 2021 أكبر كمية من النفط والغاز في تاريخها الممتد 143 عامًا.
وفي الربع الأول من عام 2022، كان إنتاجها في الولايات المتحدة 1.2 مليون برميل يوميًا، بزيادة 109 آلاف برميل يوميًا عن الربع نفسه من العام السابق.
وفي حوض برميان وحده، تتوقع الشركة أن يقترب الإنتاج من 750 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية العام، بزيادة تزيد عن 15% من عام 2021.
وزادت مدخلات مصفاة شيفرون الأميركية إلى 915 ألف برميل يوميًا في المتوسط خلال الربع الأول من هذا العام، من 881 ألف في الربع نفسه من العام الماضي.
بالإضافة إلى زيادة إنتاج النفط والغاز الأميركي، تستثمر شيفرون أيضًا 10 مليارات دولار لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتوسيع نطاق تقنيات الطاقة المتقدمة الجديدة، مثل احتجاز الكربون والهيدروجين، إلى جانب زيادة طاقتها الإنتاجية من الوقود السائل المتجدد إلى 100 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2030.
وأشار ويرث إلى أن إمدادات النفط والغاز الأميركية تُعدّ من بين أكثر الإمدادات كفاءة، وإنتاجًا، وأقلّها كثافة للكربون في العالم.
فكثافة الكربون التابع لـ شيفرون في حوض برميان أقلّ بنحو الثلثين من متوسط الصناعة العالمية، عندما يقرب من 15 كغم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل.
ردّ بايدن على رئيس شيفرون
من جانبه، رفض الرئيس بايدن نداء مايك ويرث لاتخاذ نهج مختلف مع صناعة النفط، قائلًا، إن الرئيس التنفيذي كان "حساسًا إلى حدٍ ما"، حسبما نقلت منصة "فوكس بيزنس" (Fox Business).
إذ طُلب من بايدن -خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الثلاثاء- الرد على رسالة ويرث، التي قال فيها، إن تشويه الرئيس لسمعة الصناعة لا يفعل شيئًا للمساعدة في خفض أسعار البنزين القياسية.
وقال بايدن: "إنه حساس إلى حدٍ ما.. لم أكن أعرف أن مشاعرهم ستتعرض للأذى بهذه السرعة.. انظر، نحن بحاجة إلى مزيد من الطاقة التكريرية.. فكرة أنه ليس لديهم نفط للتنقيب والاستخراج ليست صحيحة بكل بساطة"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "يجب أن نكون قادرين على عمل شيء ما، بحيث يكونون قادرين على زيادة قدرة التكرير، وعدم التخلي عن التحول إلى الطاقة المتجددة.. كلاهما في متناول الأيدي".
اقرأ أيضًا..
- استثمارات النفط والغاز العالمية تواجه 5 عقبات جديدة (تقرير)
- لأول مرة في تاريخه.. المغرب على أبواب دخول سوق الغاز المسال العالمية
- أول محطة طاقة شمسية كهرومائية في غرب أفريقيا.. مشروع غانا الهجين (فيديو)
- 5 معلومات عن بلو هيرو.. تقنية سعودية لنشر السيارات الكهربائية