الفنار السعودية: نستثمر في الطاقة النظيفة المصرية.. وهذا سبب استبعاد المغرب (حوار)
أجرى الحوار: حياة حسين
- الفنار السعودية تركز في الأنشطة المستدامة
- مصر الأنسب للمركز الأقليمي للفنار بسبب القرب والخطة الواعدة والمتنوعة في الطاقة المتجددة
- الفنار السعودية تنفذ مشروعًا لإنتاج وقود الطائرات النظيف من المخلفات ببريطانيا
- مسؤول بالفنار السعودية: أصبحنا نمتلك تقنيات صناعة توربينات الرياح بعد الاستحواذ على شركة ألمانية
وقّعت شركة الفنار السعودية اتفاقًا مع الهيئة العربية للتصنيع المصرية على إقامة مصنع لتوربينات الرياح، وآخر لصناعة المحلل الكهربائي، وهي الأداة الرئيسة في فصل الهيدروجين الأخضر من المياه.
وجاء هذا الاتفاق في إطار خطة إستراتيجية تنتهجها الشركة تعتمد على أنشطة الاستدامة في المجالات كافة، مثل: الطاقة المتجددة، وتحلية مياه الصرف الصحي.
وفي العام الماضي، استحوذت الفنار على شركة سنفيون، كما تعتزم الانطلاق إلى أفريقيا من خلال مكتبها الإقليمي في مصر.
منصة الطاقة المتخصصة أجرت حوارًا مع مسؤوليْن من شركة الفنار، على هامش مشاركتهما في احتفال بهيئة الاستثمار المصرية بعد توقيع 14 اتفاقية استثمارية بقيمة 8 مليارات دولار بين الجانبين، اليوم الثلاثاء 21 يونيو/حزيران، وذلك بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى مصر.
والتقت "الطاقة" أولًا نائب رئيس شركة الفنار السعودية لقطاع التسويق، عامر العجمي، وكان الحوار التالي:
بدايةً.. أرجو إلقاء الضوء على الاتفاقيات التي وقعتموها اليوم في مصر.
سنُقيم مصنعًا لتوربينات الرياح، ثم بعد ذلك لمعدات الهيدروجين الأخضر، ونعتمد على تقنيات خاصة بالشركة التي أصبحت متوافرة لدينا، بعد الاستحواذ على شركة سنفيون الألمانية العام الماضي.
وقد استحوذت الفنار على مركز أبحاث سنفيون في ألمانيا، وبراءة الاختراع، بالإضافة إلى فرع الشركة في الهند.
هل سيكون مشروع مصر الأول بمحفظة الشركة في مجال طاقة الرياح؟
لا، هناك مشروعات عديدة، نعمل بها بصفة مطور، مثل مشروعنا في إسبانيا، ودورنا فيه مطور ومالك للمشروع وإجراء أعمال الصيانة.
وتبلغ سعة توليد مشروعات الشركة في إسبانيا من طاقة الرياح 500 ميغاواط، واستثماراتها 4.5 مليار دولار أميركي، وتضم مشروعًا آخر قيد التنفيذ بطاقة 3 غيغاواط.
كما أن لدينا مشروعًا في الهند لطاقة الرياح بسعة 600 ميغاواط، منها 300 ميغاواط لا تزال تحت الإنشاء.
وفي مصر شاركنا قبل 4 سنوات بمحطة بنبان في أسوان للطاقة الشمسية، ونحن المطور والمقاول ومشغل الصيانة لهذا المشروع.
هل ستكون "الفنار" مطورًا في المشروع المعلن اليوم في مصر؟
لا، لكننا نضع خطة -حاليًا- لإنتاج توربينات الرياح في مصر، وندرس بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع المصرية -وهي شريكنا في المشروع- أفضل الأماكن المناسبة لتدشين المصنع.
وسيعمل المصنع بتكنولوجيا وبراءة اختراع شركة الفنار، التي باتت تمتلكها بعد الاستحواذ على الشركة الألمانية.
ماذا عن مشروع الهيدروجين الأخضر؟
الهيدروجين ينطلق من مشروعات الطاقة الشمسية والرياح، وهذه التي نعمل بها؛ لذلك سندشن هذا المشروع بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع -أيضًا- في وقت لاحق لمصنع توربينات الرياح، الذي سنبحث فيه عن شركاء إضافيين.
البعض يردد أن الهيدروجين لا يزال مصدر طاقة مكلفًا وغير ذي جدوى، ما رأيك؟
ليس الهدف من إنتاج الهيدروجين توليد الطاقة، ولكن إنتاج الأمونيا، وبدائل لمشتقات النفط الأخرى، وبديل نظيف، وزادت أهمية تلك الأنواع من مصادر الطاقة، بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
ولا يعني أن الهيدروجين مرتفع التكلفة الآن أن نصرف نظرنا عنه؛ فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح كانت مكلفة للغاية في بداياتها، ثم انخفضت أسعارها بنسبة كبيرة.
كل هذه الدراسات مبدئية، والتحدي الآن هو كيفية الانطلاق في مجال الهيدروجين الأخضر.
ما فهمته أن شركة الفنار السعودية تركز على قطاع الطاقة المتجددة فقط.
نحن نركز على كل الأنشطة التي تستهدف الاستدامة، مثل الطاقة المتجددة ومعالجة مياه الصرف الصحي.
وبسبب تركيزنا على هذا المجال، استثمرنا في بريطانيا مليار جنيه إسترليني (1.23 مليار دولار أميركي)، لإنتاج وقود الطائرات النظيف من المخلفات الصناعية وبعض الأنواع الأخرى.
وبدأ تنفيذ المشروع قبل 4 سنوات، وأعلنه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في وقت سابق، ونحن في المرحلة الهندسية الثالثة، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2027.
وشجعنا على إقامة هذا المشروع، خطة بريطانيا، التي تستهدف أن يكون 10% من وقود الطائرات بحلول 2030، من الوقود النظيف، وأن تكون الطائرات التي تتنقل بين مطارات لندن وهيثرو في بريطانيا، ونيويورك في أميركا، تعمل بنسبة 100% بالوقود النظيف.
المركز الإقليمي
منصة "الطاقة" المتخصصة التقت -أيضًا- المدير الإقليمي لشركة الفنار، محمود عبدالفتاح، وكان الحوار التالي:
لماذا التركيز على مصر، وتدشين مقر الشركة الإقليمي بها؟
نرغب في أن تكون مصر منصة انطلاق لمنتجاتنا المستخدمة في مجال الطاقة المتجددة في شمال أفريقيا وأفريقيا عامة، وتحديدًا في مجال توربينات طاقة الرياح، والمحلل الكهربائي، الذي يفصل الهيدروجين من المياه، وهو الأداة الرئيسة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.
ونحن نعمل حسب برنامج كل دولة، التي تطلقها الحكومات وندرس الدخول فيها، إذ لا ندخل من خلال المناقصات في أي دولة، ولكن نعتمد على البرامج الإستراتيجية للدول.
لكن معظم الدول الأفريقية أطلقت إستراتيجيات للطاقة المتجددة -مثل جنوب أفريقيا- على سبيل المثال.
نعم، وأنغولا وغانا، لكن البنية التحتية في مصر أكثر جاهزية من باقي الدول الأفريقية في مجال الطاقة المتجددة؛ لذلك قررنا أن تكون الانطلاقة من مصر، ثم ندرس دخول باقي الأسواق في التصنيع، ثم يمكن دراسة دخولها في قطاع تطوير المشروعات.
لماذا استبعدتم المغرب من جعله مركزًا لكم في أفريقيا في مجال الطاقة المتجددة، رغم أن الرباط من البلاد الواعدة في مجال طاقة الرياح، وأنتم تركزون في الشركة على هذا النوع من الطاقة المتجددة في المنطقة؟
عنصر المسافة بين مصر والسعودية وهما الأقرب لبعضهما، والدولتان مشتركتان في أنهما نقطة تلاقٍ لـ3 قارات، يمثل أحد أسباب تركيز الفنار السعودية على مصر.
كما أن خريطة مشروعات الرياح التي أطلقتها مصر واعدة جدًا، خاصة في غرب محافظة المنيا، ومنطقة الزعفرانة، وخليج السويس، التي من المتوقع أن تبلغ سعتها بين 90-100 غيغاواط من الكهرباء المتجددة.
ويتسم البرنامج المصري -أيضًا- بالتنوع، ما بين طاقة الرياح والشمس والهيدروجين.
كما أن العلاقات المتينة بين القاهرة والرياض، والتنمية الاقتصادية التي تشهدها مصر، كانتا من دوافع الانطلاق من هنا إلى باقي دول المنطقة.
وجزء كبير من العمالة في شركة الفنار من المصريين، ما يسهل توطين تلك الصناعة في القاهرة، عبر تلك العمالة.
موضوعات متعلقة..
- خبير أوابك: تصدير الهيدروجين من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا "أكثر جدوى"
-
الهيدروجين منخفض الكربون.. السعودية والمغرب ومصر أبرز اللاعبين عربيًا
-
مجمع بنبان للطاقة الشمسية.. مصر تخطط لتصدير الكهرباء النظيفة
اقرأ أيضًا..
- الغاز والنفط في خليج المكسيك.. 9 حقول جديدة تبدأ الإنتاج في 2022
-
لأول مرة في تاريخه.. المغرب على أبواب دخول سوق الغاز المسال العالمية
-
مستحقات الغاز الإيراني وأزمة التدفقات إلى العراق وتركيا (مقال)
الله يستر وييسر للجميع لم نشاهد اي مشروع ناجح بين دول عربية تدعي العروبة والاخوة دائما العواطف ودغدغتها ولا شيء عيد ذلك
اذا اخترتم مصر ما الغاية اذن من تبرير عدم اختيار المغرب
هل طلب منكم المغرب تبريرا فلا داعي للكلام بهذه الطريقة
هل غايتكم اثارة النعرات
لان المغرب اصلا يمتلك خبرة في الميدان
الله يسر للجميع