أوروبا تعيد إحياء محطات الفحم لمواجهة نقص إمدادات الغاز الروسية
النمسا تنضم إلى ألمانيا بالعودة إلى الوقود الملوث
أعادت عدة دول أوروبية إحياء محطات الفحم، وغضت الطرف عن آثارها السلبية في البيئة التي طالما تشدقت بها خلال السنوات الأخيرة.
دفع تراجع إمدادات الغاز الروسية دولَ القارة العجوز، وفي مقدمتها ألمانيا والنمسا، للعودة إلى تشغيل محطات الفحم من أجل تأمين احتياجات مواطنيها المتزايدة من الطلب على الطاقة.
وأعلنت الحكومة النمساوية، أمس الأحد، 19 يونيو/حزيران، إعادة تشغيل محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري لمواجهة تداعيات قرار شركة غازبروم الروسية خفض صادراتها من الغاز إلى دول في الاتحاد الأوروبي، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
نقص الإمدادات الروسية
ذكرت الحكومة النمساوية أنها ستعمل مع مجموعة "فيرباند"، المورد الرئيس للكهرباء في البلاد، على إعادة تشغيل محطة كهرباء في مدينة ميلاخ الجنوبية التي تعمل بالفحم الحجري، بسبب النقص في إنتاج الكهرباء الناجم عن خفض واردات الغاز الروسي.
جاء القرار، الذي اتخذته الحكومة بقيادة المستشار كارل نهامر، بعد أن أعلنت ألمانيا المجاورة خطوات لمعالجة تقليص شحنات الغاز الروسي بما في ذلك زيادة الاعتماد على محطات الفحم لتوليد الكهرباء.
وشكّل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي وخطر قطع موسكو الإمدادات ردًا على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها بعد غزوها لأوكرانيا، مصدر قلق للاتحاد؛ ما دفعه إلى زيادة المخزونات والبحث عن إمدادات بديلة.
وقال مكتب نيهامر إن شركة المرافق الحكومية فيرباند وافقت على تحويل محطة ميلاخ لتوليد الكهرباء في منطقة ستيريا الجنوبية، والتي أغلقت ولكنها ظلت في وضع الاستعداد؛ لاستخدامها مجددًا للفحم.
كانت هذه آخر محطة طاقة تعمل بالفحم في النمسا قبل أن تُحَوَّل إلى محطة تعمل بالغاز لاستخدامها عند الحاجة.
محطة ميلاخ
أغلقت "ميلاخ"، آخر محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري في البلاد، في ربيع عام 2020؛ إذ تخلصت الحكومة تدريجيًا من محطات الفحم الملوثة في محاولة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100%.
وقال المستشار النمساوي كارل نهامر، الذي يحكم بالتحالف مع حزب الخضر، في بيان له أمس الأحد: "هدفنا الأول تأمين إمدادات للبلاد"، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق باستبدال الغاز الروسي والاعتماد على مصادر أو موردين آخرين حتى نتمكن من الاستمرار في تكوين الاحتياطيات.
وأضاف البيان: "اتفقت الحكومة الفيدرالية ومجموعة الطاقة فيرباند على تحويل محطة توليد الطاقة الحرارية للتدفئة في منطقة ميلاخ "ستيريا"، التي أُغلِقَت، بحيث يمكنها مرة أخرى في حالة الطوارئ إنتاج الكهرباء من الفحم، وليس الغاز".
وتراجعت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عن مستوى الطلب، يوم الجمعة، متزامنة مع موجة حارة مبكرة تجتاح جنوبها وتعزز الأسعار القياسية التي رفعتها بالفعل مخاوف من أن القارة قد تكافح لبناء مخزون في الوقت المناسب لفصل الشتاء.
وتحصل النمسا على 80% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، ومنذ الحرب في أوكرانيا، تسعى جاهدة للعثور على موردين بديلين.
إنتاج الكهرباء في النمسا
من خلال هذا القرار، تسعى النمسا إلى تعزيز إنتاج الكهرباء عن طريق الفحم من جديد في الحالات الطارئة، غير أن وزارة البيئة رجّحت أن تستغرق العملية عدة أشهر فقط.
وفي منتصف يونيو/حزيران، كان لدى النمسا 39% من سعتها التخزينية، حسبما ذكر بيان الحكومة، وفي مايو/أيار وضعت الحكومة خطة طوارئ، لكنها قررت الذهاب أبعد من ذلك إثر إعلان شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم خفض شحناتها من الغاز.
وفقدت موسكو العديد من زبائنها الأوروبيين بعد أن طالبت جميع الدول "غير الصديقة" بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل ردًا على حزمات من العقوبات الغربية بسبب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
وأوضحت غازبروم أن الصادرات إلى دول لا تنتمي إلى الاتحاد السوفيتي السابق تراجعت 28.9% بين الأول من يناير/كانون الثاني و15 يونيو/حزيران مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
عودة ألمانيا إلى الفحم
كانت ألمانيا قد أعلنت إجراءات طارئة، الأحد؛ بينها العودة إلى استخدام الفحم فيما وصفته بأنه خطوة "مريرة لكن لا غنى عنها".
ولم تكُن الدول الأوروبية فقط من لجأت إلى الفحم؛ إذ لم تستطِع الحكومة الأسترالية الجديدة، التي انتُخِبَت وفق برنامج يسعى لخفض الانبعاثات، الوفاء بتعهداتها ولجأت إلى محطات الفحم من أجل حل أزمة الطاقة التي تصاعدت في البلاد خلال الأيام الأخيرة.
موضوعات متعلقة..
- محطات الفحم.. أزمة الطاقة تدفع أوروبا لغض الطرف عن التحديات المناخية
- ألمانيا قد تعيد تشغيل محطات الفحم المعطلة لتعويض نقص الغاز الروسي
اقرأ أيضًا..
- أنبوب الغاز النيجيري عبر الجزائر قد يشهد صفقة خلال ساعات
- أوابك: الجزائر والسعودية تتصدران اكتشافات النفط والغاز العربية خلال 2022