شركة نفط الإكوادور تعلن حالة القوة القاهرة ووقف الصادرات
مع تصاعد الاحتجاجات ضد الرئيس غييرمو لاسو
أمل نبيل
أشعلت أسعار الوقود فتيل الاحتجاجات في الإكوادور، مما أجبر شركة نفط الإكوادور المملوكة للدولة على إعلان حالة القوة القاهرة مساء أمس السبت 18 يونيو/حزيران.
وتشهد أسعار الوقود في الإكوادور -المنتجة للنفط- ارتفاعًا حادًا منذ عام 2020، إذ تضاعفت أسعار الديزل تقريبًا من دولار واحد إلى 1.90 دولارًا للغالون، في حين ارتفع سعر لتر البنزين من 1.75 دولارًا إلى 2.55 دولارًا، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت شركة بتروإكوادور، إنها أعلنت حالة القوة القاهرة لقطاعات التنقيب والنقل والتجارة، كما علقّت الصادرات، بعد اقتحام المحتجين على السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة، حقول النفط، مما أثّر في الإنتاج، في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس غييرمو لاسو تضييق الخناق على الاضطرابات، حسبما نقلت وكالة رويترز.
خسائر شركة نفط الإكوادور
جاءت هذه الخطوة في أعقاب قرار رئيس الدولة إعلان حالة الاستثناء في 3 ولايات في وقت متأخر من يوم الجمعة 17 يونيو/حزيران، بمحاولة لتهدئة الاحتجاجات التي دعت إليها جماعات السكان الأصليين الرافضين لسياسات الحكومة الاقتصادية.
وقالت شركة نفط الإكوادور -التي تستحوذ على 80% من إنتاج الخام في البلاد-، إنها فقدت 6 آلاف و975 برميل من الخام الأسود منذ بدء الاحتجاجات، التي أجبرتها على وقف بعض عمليات الحفر.
وتتوقع الإكوادور إنتاج 180 مليون برميل من النفط الخام في عام 2022، منها 101 مليون برميل ستُستخدم للوفاء بالتزاماتها الحالية والصادرات.
وستستمر حالة الاستثناء لمدة 30 يومًا، في مقاطعات إمبابورا وكوتوباكسي وبيشينشا -المناطق التي تشمل العاصمة كيتو-، والتي شهدت عنفًا أكبر وسط الاحتجاجات، من بينها هجمات على مزارع الزهور وتدمير البنية التحتية، كما احتُجِز ضبّاط الشرطة من قبل المتظاهرين.
وقال الرئيس غييرمو لاسو، إن حظر التجوال في العاصمة" كيتو" سوف يبدأ من العاشرة مساءً (03:00 بتوقيت غرينتش) وحتى الخامسة صباحًا، بدءًا من السبت 18 يونيو/حزيران، بينما ستُحظَر التجمعات طوال اليوم في الـ 3 مقاطعات، ولم يذكر إلى متى ستستمر هذه الإجراءات.
وقال لاسو في بثّ تلفازيّ: "دعوت للحوار، وكان الجواب مزيدًا من العنف، ولا نيّة لإيجاد حلول".
تجميد أسعار الوقود
كانت جماعات السكان الأصليين قد شنّت احتجاجات يوم الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022، إذ أغلق المتظاهرون الطرق في جميع أنحاء البلاد، اعتراضًا على سياسات "لاسو" الاجتماعية والاقتصادية، وطالبوا بتجميد أسعار البنزين، ووقف مشروعات التعدين والتنقيب عن النفط، وإتاحة مزيد من الوقت لصغار المزارعين لدفع قروضهم المصرفية.
وأعلن رئيس البلاد تقديم مزيد من الدعم للقطاعات الأكثر ضعفًا، بالإضافة إلى دعم أسعار الأسمدة بنسبة 50% للمزارعين الصغار والمتوسطين، بينما سيمنح المصرف المركزي، القروض المتأخرة التي تصل قيمتها إلى 3 آلاف دولار إعفاءً من السداد.
وأضاف، أنه لن تكون هناك زيادة في أسعار الديزل والبنزين والغاز.
ودعا الاتحاد القومي للقوميات الأصلية في الإكوادور (كوني) لخفض أسعار الوقود إلى 1.50 دولارًا للديزل و2.10 دولارًا للبنزين، وهو مطلب رفضته الحكومة حتى الآن.
وكلّفت الاحتجاجات القطاع الإنتاجي في البلاد 50 مليون دولار، وأدت إلى نقص في بعض المنتجات والوقود.
وبلغ إنتاج الإكوادور من النفط خلال العام الماضي 448 ألفًا و578 برميلًا يوميًا، بانخفاض قدره 2.4% عن متوسط إنتاج عام 2020، البالغ 459 ألفًا و609 براميل يوميًا، ويرتفع معدل استهلاك الوقود في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بمعدل 4% سنويًا.
حرق الغاز
في سياق منفصل، أعلنت شركة نفط الإكوادور العمل على إغلاق عمليات حرق الغاز في منطقة الأمازون، امتثالًا لحكم قضائي.
كانت محكمة إقليمية في مقاطعة سوكومبيوس قد أمرت شركة "بتروإكوادور"، العام الماضي، بوقف مئات المشاعل التي تحرق الغاز الطبيعي المنبعث خلال إنتاج النفط، في المناطق المأهولة بالسكان بحلول مارس/آذار 2023.
وأطلقت مشاعل الغاز، العام الماضي، 400 مليون طن من غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، وفقًا للبنك الدولي.
وحذّر الباحثون من مشكلات صحية من السرطان إلى أمراض الجهاز التنفسي، ناجمة عن حرق الغاز.
وتأمل شركة نفط الإكوادور في العثور على شريك من القطاع الخاص للاستثمار في التكنولوجيا اللازمة لالتقاط 65 مليون قدم مكعبة من الغاز المنبعث يوميًا من المشاعل، بحسب رويترز.
وتخطط شركة بتروإكوادور إلى استثمار نحو 12 مليار دولار؛ لمضاعفة إنتاجها من الخام الأسود إلى 800 ألف برميل يوميًا خلال 5 سنوات.
موضوعات متعلقة..
- الإكوادور تطرح مناقصتين لتطوير حقل غاز ومصفاة نفطية
- الإكوادور تتخذ إجراءات جديدة لزيادة إنتاج النفط وخفض الديون
- النفط الروسي.. أكبر مشترٍ أميركي يتجه نحو الإكوادور
اقرأ أيضًا..
- خبير أوابك: تصدير الهيدروجين من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا "أكثر جدوى"
- محطة براكة النووية الثالثة تشهد إنجازًا جديدًا استعدادًا للتشغيل
- السيارات الكهربائية تستحوذ على ثلث مبيعات المركبات في الهند بحلول 2030