وقف إمدادات الغاز الروسي إلى فرنسا.. والكرملين يشير إلى مشكلات تقنية
الإمدادات إلى أوروبا انخفضت بنسبة 60%
مي مجدي
تصاعدت حدة التوترات بين موسكو والغرب مع خفض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 خلال الأيام الماضية بنسبة 60%، وأسفر ذلك عن وقف الإمدادات إلى فرنسا.
وقالت شبكة نقل الغاز الفرنسية "جي آر تي غاز"، اليوم الجمعة 17 يونيو/حزيران، إن تدفق الغاز الروسي إلى البلاد عبر ألمانيا قد توقف منذ يوم الأربعاء الماضي الموافق 15 يونيو/حزيران، حسب وكالة رويترز.
بينما أشار نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إلى أن عجز الغاز في السوق الأوروبية -إلى جانب عمليات صيانة توربينات الغاز بخط أنابيب نورد ستريم 1- قد يكونان وراء توقف إمدادات الغاز الروسي إلى فرنسا.
كما أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن انخفاض الإمدادات مرتبط بمشكلات تقنية وأعمال صيانة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأدى انخفاض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا إلى زيادة المخاوف من أن القارة قد تعاني بطء ملء الخزانات قبل موسم الشتاء وفقًا لخطتها.
وتزامن ذلك مع زيارة قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا لأوكرانيا، واللقاء مع الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي".
خفض تدفقات الغاز الروسي
في وقت سابق، قالت شركة غازبروم الروسية إنها خفضت إمدادات الغاز إلى ألمانيا عبر خط الأنابيب بنحو 60%.
وانخفضت كميات الغاز المنقولة عبر الحدود الألمانية إلى فرنسا بنسبة 60% في الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري، مقارنة بالمدة نفسها في عام 2021.
وتعتمد فرنسا على روسيا لسد 17% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وفقًا لتقرير عام 2021، الصادر عن وزارة التحول البيئي الفرنسية.
وتتوقع شبكة نقل الغاز الفرنسية "جي آر تي غاز" أن البلاد يمكنها تلبية الطلب على الغاز خلال فصل الصيف، في حين ستبدأ تخزين أكبر قدر ممكن للشتاء المقبل.
وبعد إعلان فرنسا أنها لم تتلق أي إمدادات من الغاز الروسي عبر ألمانيا من يوم 15 يونيو/حزيران، أشارت إيطاليا وسلوفاكيا إلى تلقيهما أقل من نصف الكميات المعتادة عبر خط الأنابيب، اليوم الجمعة 17 يونيو/حزيران، الذي يمر عبر بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا، ويمثل قرابة 40% من تدفقات خطوط الأنابيب الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت الرابطة الاتحادية لإدارة الطاقة والمياه الألمانية "بي دي إي دبليو" إنه يمكن تعويض هذه الكميات بمصادر أخرى، مثل النرويج وهولندا.
ويشكل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، واحتمال قطع موسكو الإمدادات؛ ردًا على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بعد غزو أوكرانيا، مشكلة كبيرة للكتلة، ودفعها ذلك إلى ملء الخزانات والبحث عن إمدادات بديلة.
وأوضحت شركة إيني الإيطالية أنها لن تتلقى سوى نصف الكميات -63 مليون متر مكعب يوميًا- التي طلبتها من شركة غازبروم الروسية، اليوم الجمعة 17 يونيو/حزيران، بعدما عانت نقصًا في الإمدادات خلال اليومين السابقين.
واتهم رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، موسكو باستخدام الغاز سلاحًا سياسيًا، في حين رد الكرملين بأن خفض الإمدادات لم يكن عمدًا، وأنه ناجم عن مشكلات في عودة المعدات المرسلة للصيانة إلى كندا بسبب العقوبات.
وتهدف إيطاليا إلى ملء خزانات الغاز بنسبة 90% على الأقل لموسم الشتاء، ارتفاعًا من 54% -حاليًا-.
ومن المقرر أن يخضع خط نورد ستريم 1 للصيانة السنوية في المدة من 11 إلى 21 يوليو/تموز، وبموجبها ستتوقف جميع الإمدادات.
انتعاش مستويات التخزين.. ولكن!
انتعشت مستويات التخزين هذا العام في جميع أنحاء أوروبا؛ بفضل زيادة واردات الغاز المسال.
وقال المحللون في وكالة "آي إن جي ريسيرش" إن مخزونات الاتحاد الأوروبي كافة ممتلئة -حاليًا- بنسبة 52%.
وحذروا من أن توقف الإمدادات لمدة أطول سيثير مخاوف متعلقة بقدرة الكتلة على ملء الخزانات، إذ انخفضت مستويات التخزين هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أبريل/نيسان.
وأكدت وكالة الطاقة الدنماركية ذلك، مشيرة إلى استمرار ملء الخزانات، لكن بوتيرة أبطأ بسبب انخفاض إمدادات الغاز.
هذه منتجاتنا.. وهذه قواعدنا
في الوقت نفسه، أثار رئيس شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم"، أليكسي ميللر، جدلًا بعد تصريح له على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، قائلًا: "هذه منتجاتنا، وهذه قواعدنا، نحن لا نلعب وفق قوانين لم نضعها"، مؤكدًا أن موسكو ملتزمة بقواعدها الخاصة.
جاء ذلك بعدما حددت الشركة إمداداتها إلى ألمانيا بأقل من 70 مليون متر مكعب يوميًا، أي أقل من نصف المعدل الحالي.
واتهم وزير الاقتصاد الألماني شركة غازبروم بمحاولة رفع الأسعار عن طريق خفض الإمدادات.
إلا أن الشركة الروسية أوضحت أن ذلك يرجع إلى تأخر عودة المعدات من كندا إلى محطة الضغط بخط الأنابيب في بورتوفايا، ملقيًا باللوم على العقوبات، وهو ادعاء نفته ألمانيا، ووصفته بأنه "لا أساس له من الصحة".
اقرأ أيضًا..
- مشروع توسعة حقل الشمال القطري يجذب كبرى الشركات الصينية
- مغالطات ضريبة الكربون تدفع الدول النامية لزيادة استغلال الوقود الأحفوري (مقال)
- الغاز النرويجي.. هل يكفي لتلبية احتياجات المملكة المتحدة من الطاقة؟