تعاني الدول الآسيوية ارتفاعات قياسية في أسعار الوقود، التي تتأرجح بين 110 و120 دولارًا للبرميل، منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وترجع أزمة ارتفاع أسعار الديزل والبنزين في دول آسيا إلى العجز الحاد في المنتجات النفطية المكررة، وليس بسبب نقص الخام الأسود، بحسب رويترز.
وتمتلك الصين الإمكانات اللازمة للتخفيف من حدة ارتفاع أسعار الوقود في دول الجوار، لكنها حتى الآن لم تظهر أي بوادر على القيام بذلك، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات الصين من المنتجات النفطية
تُعَد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وهي -أيضًا- موطن للكثير من سعة التكرير الاحتياطية في آسيا، ولديها القدرة على معالجة الخام الإضافي وتصدير المنتجات المكررة، إلا أنها تراجعت إلى حد كبير عن صادرات الوقود المكرر -مثل الديزل والبنزين- هذا العام، ولم تظهر أي بوادر تُذكر على استئناف مستوياتها السابقة من الشحنات في وقت قريب.
وتسمح الصين -فقط- بتصدير المنتجات المكررة بموجب حصص رسمية، تُمنح بشكل أساسي لشركات التكرير الكبيرة المملوكة للدولة، وليس للشركات الأصغر حجمًا من القطاع الخاص؛ ما يبقي سعة كبيرة من سعة التكرير الاحتياطية في الصين غير مستغلة.
وصدّرت الصين 4.5 مليون طن أخرى من حصص التصدير، الأسبوع الماضي؛ ليرتفع بذلك إجمالي صادراتها من المنتجات النفطية المكررة خلال عام 2022 إلى 17.5 مليون طن حتى الآن، ومع ذلك؛ فإن هذا يقل بنسبة 41% عن 29.5 مليون طن صُدِّرَت في الشريحة الأولى من العام الماضي، بحسب بيانات رسمية صينية.
وصدّرت بكين 3.27 مليون طن من المنتجات المكررة في مايو/أيار الماضي، بانخفاض قدره 40% عن الشهر ذاته من العام الماضي، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال الأشهر الـ5 الأولى من عام 2022، تراجعت صادرات الوقود المكرر في الصين، بنسبة 38.5%، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2021.
وسيصدر بيان تفصيلي بأنواع الوقود المصدّرة خلال مايو/أيار في وقت لاحق من الشهر الجاري، إلا أن شركة الأبحاث "رفينيتيف أويل ريسيرش" قالت إن صادرات الديزل كانت -فقط- 230 ألف طن أو 55 ألفًا و600 برميل يوميًا، خلال مايو/أيار، بتراجع كبير عن الرقم الرسمي المعلن في مايو 2021، والبالغ 406 آلاف برميل يوميًا.
الهوامش الربحية لأسعار الوقود
كانت صادرات الصين من البنزين أعلى؛ فبحسب تقديرات شركة رفينيتيف، سجلت 268 ألفًا و700 برميل يوميًا في مايو/أيار، مقابل 425 ألف برميل يوميًا في الشهر نفسه من عام 2021.
وقد يؤدي إصدار بعض الحصص الجديدة إلى زيادة طفيفة في الصادرات خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، لكن دون أن تتمكن المصافي المستقلة الصغرى من المشاركة؛ فمن غير المُرجَّح أن تتعافى شحنات الصين إلى أي معدلات قريبة من مستويات 2021.
وساعد غياب الشحنات الصينية في دفع هامش ربح الديزل إلى مستويات قياسية؛ إذ حققت مصفاة في سنغافورة هامش ربح قدره 60.57 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022، لإنتاج 10 أجزاء في المليون من زيت الغاز، وهو حجر الأساس للديزل.
وتضاعف هامش ربح الديزل منذ الانخفاض الأخير البالغ 31.79 دولارًا للبرميل في 19 مايو/أيار، وهو أعلى بنسبة 365% من مستوياته العام الماضي.
وكان هامش الربح على إنتاج البنزين في سنغافورة قويًا هذا العام، مسجلًا 28.44 دولارًا للبرميل، يوم الثلاثاء الماضي، بزيادة نحو 155%، من 11.14 دولارًا في نهاية عام 2021.
ومع ذلك تراجع هامش ربح البنزين إلى حد ما من المستوى القياسي البالغ 37.27 دولارًا للبرميل في 20 مايو/أيار 2022؛ حيث أدى ارتفاع أسعار التجزئة في معظم أنحاء آسيا إلى تراجع الطلب على الوقود المستخدم أساسًا في نقل المركبات الخفيفة.
خسائر النافثا
الجدير بالذكر أن كل أنواع الوقود المكرر لا تحقق الهوامش الربحية القوية نفسها؛ فهامش الربح الخاص بإنتاج النافثا -ناتج التقطير الخفيف الذي يستخدم بشكل رئيس في صناعة البتروكيماويات- يتعرض حاليًا لخسارة قدرها 120.08 دولارًا للطن، وهو ما يمثّل خسارة 13.49 دولارًا في البرميل.
وتُعَد هذه أكبر خسارة لصناعة النافثا، منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ونظرًا لأنه من غير المحتمل أن تزيد الصين من صادرات الوقود بشكل كبير في الأشهر المقبلة؛ فمن المُرجح أن يستمر ارتفاع أسعار الوقود المكرر حتى تدني الطلب.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط، العام المقبل، مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا، بدعم من انتعاش الطلب في الصين.
كما تتوقع الوكالة أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 101.6 مليون برميل يوميًا خلال 2023.
موضوعات متعلقة..
- قصة "صفر"النفط البرازيلي في الصين (إنفوغرافيك)
- الصين تواصل استيراد النفط الخام من روسيا رغم تراجع معالجة المصافي
- وكالة الطاقة الدولية: اعتماد جنوب شرق آسيا على النفط يزيد من تحديات أمن الطاقة
اقرأ أيضًا..
- تعديل وزاري في سلطنة عمان.. وسالم العوفي وزيرًا للطاقة والمعادن
- باكستان تخزّن الهيدروجين الأخضر من أول محطة في البلاد
- إعادة تدوير البطاريات غير كافية لتلبية الطلب المتزايد من السيارات الكهربائية (تقرير)